وصف الباحث سايمون هندرسون، مسؤول برنامج الطاقة والخليج في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، العلاقات بين دولة
قطر والولايات المتحدة، بالدبلوماسية وغير المتكافئة.
ويعلق الكاتب على الزيارة، التي يقوم فيها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للبيت الأبيض اليوم، بالقول إنه يتعيّن على الرئيس
أوباما أن يقيم الدبلوماسية القطرية من الجوانب كلها، من حيث علاقة دولة قطر الشاقة، ومن الناحية التاريخية مع جارتها المملكة العربية السعودية، وملكيتها المشتركة مع إيران لأكبر حقل للغاز الطبيعي البحري في العالم.
ويجد هندرسون أنه لهذا السبب تنظر قطر إلى الولايات المتحدة باعتبارها الضامن الأمني الرئيس لها، وهذا يفسر استخدام الجيش الأمريكي قاعدة "العديد" الجوية العملاقة خارج الدوحة، للقيام بعمليات جوية فوق العراق وأفغانستان.
ويشير الكاتب إلى أن قطر، التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة، ونسبة المواطنين منهم 10 في المئة، لديها -في كثير من الأحيان- ميل غير تقليدي لإظهار استقلاليتها.
ويوضح هندرسون أن قطر عبرت عن استقلاليتها من خلال استعراض لصواريخ "ستينغر"، التي تم الحصول عليها من المجاهدين في أفغانستان، وفتحها لقناة "الجزيرة"، واتهامات بتمويلها
الجماعات الجهادية والإسلامية.
ويلفت الكاتب إلى تصريحات ديفيد كوهين نائب رئيس "وكالة المخابرات المركزية" الأمريكية، الذي قال في آذار/ مارس الماضي، أثناء خدمته في منصب وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية: "من المؤلم، أن إيران ليست الدولة الوحيدة التي تقدم الدعم المالي للمنظمات الإرهابية. وأبرز (هذه الدول) هي قطر، حليفة الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، التي كانت تقوم منذ سنوات عديدة بتمويل حركة حماس علنا، وهي الحركة التي تستمر في تقويض الاستقرار في المنطقة. وتشير تقارير صحافية إلى أن الحكومة القطرية تدعم أيضا الجماعات المتطرفة العاملة في سوريا. وأقل ما يقال هنا، إن ذلك يهدد بتفاقم الوضع المضطرب أصلا، بطريقة خطرة وغير مرحب بها على وجه الخصوص".
ويفيد هندرسون بأنه رغم هذه التصريحات، إلا أنه من المفترض أن تكون الدوحة قد اتخذت إجراءات تخفف من مخاوف واشنطن حول هذا الموضوع، وذلك جزء من ثمن حصول
الأمير تميم على "الدعوة للاجتماع مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض".
ويستدرك الكاتب بأن الأمير تميم، الذي يبلغ من العمر أربعة وثلاثين عاما، وتولى السلطة عن والده في عام 2013، من المرجح ألا يتعامل مع الزيارة بطريقة "متواضعة"، وأحد أسباب هذا هو أنه يزور واشنطن بعد زيارته إلى اليابان التي تنافس الولايات المتحدة، كونها الشريك التجاري الأكثر أهمية لقطر.
ويوضح التقرير أن اليابان تشتري الغاز الطبيعي المسال من الدوحة أكثر من أي بلد آخر. كما أنها زبون كبير للنفط الخام والمنتجات المكررة من قطر. والجدير بالذكر، أن الأمير تميم سيتوجه إلى هيوستن بعد اجتماعه في البيت الأبيض لحضور مأدبة عشاء تقيمها شركة "إكسون موبيل".
ويعتقد الكاتب أن دبلوماسية الأمير تقوم على انخراط قطر بصورة متأنية في القضايا التي يمكن لبلاده تأدية دور وسيط مفيد فيها. ومن المرجح حصوله على تأييد لهذا الدور في لقاء اليوم، الذي هو أول لقاء له منذ تسلمه منصبه مع الرئيس الأمريكي أوباما.
ويذكر التقرير أن جدول أعمال اللقاء سيشمل موضوع سوريا، وكذلك استمرار واشنطن في استخدام قاعدة "العديد" إلى أجل غير مسمى. وتأمل الدوحة في أن تتمكن من الاستمرار في الاضطلاع بدور نقطة الاتصال الدبلوماسي مع حركة طالبان الأفغانية، من أجل تسهيل قيام محادثات سلام محتملة.
ويبين هندرسون أنه بالإضافة إلى ذلك، يريد الرئيس الأمريكي معرفة حالة علاقات قطر مع جيرانها من دول الخليج العربية، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بعد أن عانت قطر من نزاع دبلوماسي مع جيرانها العام الماضي.
ويرى الكاتب أن الولايات المتحدة تنظر إلى قطر على أنها محرك رئيس في المنطقة العربية، رغم صغر مساحتها، وذلك لأنها تمتلك ثروة مالية وهيدروكربونية، ولمنشآتها العسكرية المتاحة.
ويخلص هندرسون إلى أن "على الرئيس أوباما إقناع الأمير تميم بأهمية العمل معا، وتحذيره من مخاطر عدم القيام بذلك".