وصف الشيخ السعودي
ربيع المدخلي الاقتتال الدائر بين الأطراف الليبية بـ"الفتنة"، داعياً أتباعه إلى اعتزاله بحجة عدم وجود راية إسلامية "واضحة".
وقال في فتوى صوتية جديدة نُشرت الثلاثاء، على موقع "يوتيوب"، إنه لا يجوز مشاركة كتائب الزنتان في قتالها ضد الفصائل الأخرى. وحينما أشار أحد الليبيين الحاضرين إلى أنهم يقاتلون الإخوان المسلمين، أضاف المدخلي: "سواء قاتلوا الإخوان أو قاتلوا الجن، لا تدخلوا معهم (...)، ولا تشاركوا أي طرف في القتال".
وتابع: "إذا كان عندكم عقلاء يُصلحون ويطفئون الفتن، فلا بأس في ذلك، أما المشاركة في القتال، فلا".
وكشف المدخلي عن أن بعض السلفيين الذين كانوا يوالون الساعدي القذافي عقب اندلاع الثورة على والده طلبوا منه أن يؤيده في قمع الثوار، إلا أنه رفض ذلك، واصفاً القذافي ومؤيديه بـ"المنحلين والعلمانيين"، ولكنه نعت الفريق الآخر (الثوار) بأنهم "أخس منهم".
ونهى المدخلي السلفيين عن المشاركة في الحكومة الليبية، وقال: "هذه الحكومة منقسمة، يضرب بعضها بعضاً".
وكان الشيخ محمد بن هادي، شقيق ربيع المدخلي، قد أعلن عن تأييده للتمرد الذي يقوده اللواء خليفة
حفتر في البلاد، واصفاً جماعة الإخوان المسلمين بأنها "شر من القذافي".
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت في "يوتيوب" مشاركة عدد كبير من السلفيين المصريين وغيرهم في معسكرات حفتر، مرددين أثناء تدريبهم هتافات مؤيدة لعبد الفتاح السيسي.
وقال خبير في التيارات السلفية، إنه يتوقع أن يترك كثير من هؤلاء السلفيين القتال، بعد سماعهم فتوى الشيخ ربيع المدخلي، لما له من مكانة علمية وروحية لدى التيار السلفي التقليدي في
ليبيا.
وأضاف الخبير الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن السلفيين الذين يوصفون بـ"
المداخلة" في ليبيا، لهم ارتباط وثيق بالسعودية من حيث التمويل والتأثير، ذاهباً إلى أن فتوى المدخلي عبّرت عن رسائل سياسية وتوجهات جديدة للقيادة السعودية.
يشار إلى أن من أبرز قادة "المداخلة" في بنغازي، أشرف الميار، الذي يقاتل مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر منذ انطلاق عملية الكرامة في أيار/ مايو 2014.