السيسي استخدم أسلوب التخويف لإقناع المصريين بما يريد - أرشيفية
كشفت دراسة نشرتها صحيفة "الأخبار" المصرية المؤيدة للانقلاب، عن أكثر الكلمات التي ترددت على لسان عبد الفتاح السيسي في خطاباته خلال تسعة أشهر من دخوله قصر الرئاسة.
وقالت الدراسة إن كلمة "المؤسسة العسكرية" تكررت في خطابات السيسي 78 مرة، أكثر من كلمة "التنمية" التي تكررت على لسانه 71 مرة فقط. ثم كانت كلمة "أولادنا" بتكرار قدره 53 مرة، أكثر من كلمة "الوطن" التي تكررت 45 مرة.
وتصدر الاهتمام بالاقتصاد والإرهاب خطب عبدالفتاح السيسي، فضلا عن استخدامه لأسلوب التخويف، ضمن أساليب أخرى، في إقناع المصريين بما يريد أن يوصله إليهم.
هذا ما أكدته الدراسة التحليلية التي جاءت بمناسبة مرور تسعة أشهر على تنصيب السيسي رئيسا في الثامن من حزيران/ يونيو 2014، وهي بعنوان "تحليل خطب السيسي في أول 9 أشهر". واعتبرتها "الأخبار" أول دراسة علمية تحليلية للسمات الأسلوبية والموضوعية لخطب السيسي منذ أول خطاب ألقاه في حفل تنصيبه، وحتى آخر خطاب في شهر شباط/ فبراير الماضي.
الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام السابق الذي أعد الدراسة، لصالح الجريدة، ذكر في دراسته أن السيسي ألقى 20 خطابا، خلال تلك الفترة، استغرقت 412 دقيقة (7 ساعات تقريبا)، وأن أقصرها وأطولها جاء في اليوم نفسه.
وأكدت الدراسة أن الاقتصاد أكثر استحواذًا على اهتمام السيسي من واقع خطبه بنسبة 23%، يليه في الأهمية قضية الإرهاب، وأساليب مكافحته بنسبة تكرار قدرها 17%، أي أن الملفين يشكلان معا 40% من مجموع تكرارات القضايا.
ويأتي بعد ذلك الدعم العربي لمصر بنسبة 12%، ثم الحديث عن الأسباب المؤدية لـ"ثورة 30 يونيو وتجليات الثورة"، وفق الدراسة، بنسبة 7%.
وأشارت الدراسة إلى أن 60% من خطب السيسي كانت ارتجالية، وأن 66% منها جاءت باللهجة العامية، بينما شغلت الفصحى 34% منها فقط، وأن 67% منها استمالت عاطفة المصريين، في حين اعتمدت على استمالات عقلية بنسبة 33% فقط.
وأضافت أن من بين أساليب الإقناع المستخدمة في خطب السيسي أسلوب التكرار والإطناب، إذ إنه كان الأسلوب الأكثر استخداما من قِبل السيسي، بنسبة 16% من جملة الأساليب المستخدمة، يليها استخدام الشعارات بنسبة 12%، ثم القسم واليمين بنسبة 10%، ثم أسلوب التخويف بنسبة 6%، ثم استخدام الشواهد القرآنية والدينية في ذيل الأساليب بنسبة 3%.
ومعلقا على الدراسة، شدد الدكتور سامي عبدالعزيز على أن "حاجتنا إلى المعلومات الآن، أكثر من حاجتنا إلى الرأي".
وقال: "ما أكثر الآراء التي نسمعها كل يوم، وما أضعف البنية المعلوماتية التي تبنى عليها هذه الآراء".
وأضاف: "لدينا هشاشة في المعلومات يصاحبها ارتفاع في سقف الرأي.. وينتج عن ذلك - في الغالب - انهيار معظم العمارات الكلامية في أسرع وقت، لأنها لا تُبنى على أساس معلوماتي سليم"، على حد قوله.
وشدّد على أننا "لا نحتاج إلى آراء مبنية على انطباعات، قدر حاجتنا إلى بنية معلوماتية، تؤسس لما نقول، وتمنهج لما نعمل"، وفق وصفه.