أتمت كلية الزيتونة في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل فترة وجيزة أوراق اعتمادها، عند
الرابطة الغربية للمدارس والكليات (WASC)، ليُعترف بها كمؤسسة تعليمية أكاديمية رسميا في النظام التعليمي الأمريكي، ولتصبح بذلك أول جامعة إسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، ومقرها مدينة بيركلي في ولاية كاليفورنيا.
وتضع الجامعة نصب عينيها عدة أهداف بحسب ما أكده أحد مؤسسيها، الدكتور
حاتم لازيان، من أهمها إعداد القادة وصناع الرأي في المجتمع الأمريكي، قائلاً: "نحن مسلمي الولايات المتحدة الأمريكية تركنا وجها لوجه مع المجتمع، في مرحلة زمنية صعبة جدا، يمرُ بها المسلمون في العالم، وعلينا أن نتحمل مسؤولياتنا تجاه ذلك، فنهدف من خلال جامعتنا إلى إعداد القادة وصناع الرأي، داخل المجتمع الأمريكي، من أجل أن يتبوأوا أعلى المناصب في الدولة لتمثيل الجالية الإسلامية في أعلى مستويات الدولة".
وذكر لازيان أن "من أهم المخاطر التي يواجهها المسلمون في أمريكا خاصة، والغرب على وجه العموم، ظاهرة الإسلامو فوبيا التي تعززت عقب ظهور تنظيم داعش، وستكون
جامعة الزيتونة عنوانًا لمكافحة الإسلاموفوبيا، من خلال خريجيها كقادة للرأي، يعملون على إعادة صياغة رأي عام جديد تجاه المسلمين، في الولايات المتحدة".
وأشار لازيان في معرض حديثه إلى أنّ قادة الولايات المتحدة الأمريكية وعلى رأسهم الرئيس باراك أوباما، يرغبون من قادة وعلماء الدين المسلمين في أمريكا، في أن يكونوا أكثر فاعلية داخل المجتمع.
وحول قبول الجامعة في الأوساط الأكاديمية الأمريكية، أكد لازيان أنّ فكرة انطلاقة الجامعة لاقت ترحيبًا كبيراً في الأوساط الأكاديمية الأمريكية، وقوبلت بإيجابية في الفضاء الإعلامي، باستثناء قناة فوكس نيوز التي تمثل المحافظين في أمريكا.
ولفت لازيان إلى أنّ جامعتهم أصبحت من أسرع الجامعات التي تنال الاعتماد، خلال 13 شهرًا فقط، قائلاً إن "الجامعات الأخرى يستغرق قبول أوراق اعتمادها من 4 إلى 7 سنوات، وافتتاح الجامعة أسعد المسلمين في أمريكا، بشكل كبير".
من جانب آخر نوه رئيس الجامعة "حمزة يوسف" إلى أنّ جامعة الزيتونة الأمريكية ستكون بمثابة منبر جامع للمسلمين الذي يشعرون بتمييز يمارس ضدهم في "المدارس العلمانية"، وستسعى الجامعة لإعادة المسلمين إلى جادة العلم والتطور، قائلاً إن "الإسلام دين له إسهاماته العلمية ويحسب له حفظ العلم واستمراره، إلا أنهم اليوم بعيدون كل البعد عن طاولة العلم".
وأضاف يوسف أن الجامعة ستعمل على مجابهة الأحكام المسبقة المتخذة بحق الإسلام والمسلمين، و"تغيير النظرة تجاههم على أنهم أتباع جماعات مسلحة، من خلال أكاديميين يوصلون الرسالة الحقيقية للإسلام".
وأضاف يوسف: "سيعتمد التعامل في الجامعة وفق الآداب الإسلامية، فالدروس ستبدأ بالدعاء وسيرفع الأذان خمس مرات في حرم الجامعة، وستقام صلاة الجماعة فيها، وسيتم إيلاء الأخلاق أهمية بالغة، إضافة لتدريس القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة. وسيكون من بين المواد في الجامعة القانون الإسلامي واللاهوت واللغة العربية، بالإضافة إلى الاقتصاد والدستور الأمريكي وعلم الفلك ومقارنة الأديان والتاريخ. وبإمكان غير المسلمين أن يكونوا ضمن الكادر التعليمي للجامعة".