هيمنت ذكرى معركة "
جناق قلعة" التي انتصر فيها العثمانيون على القوات الغازية لتركيا قبل مئة عام، على أهم ما ورد في الصحف التركية الصادرة صباح اليوم الأربعاء.
"جناق قلعه".. الذكرى المئة للانتصار العثماني
تعيد صحيفة "ستار" في خبر لها، مشهد انتصار الدولة العثمانية على قوات التحالف قبل مئة عام في معركة "جناق قلعة"، وتذكر الصحيفة أن ست دول، تتكون من 72 ملّة، قابلهم وبكل بسالة جسد تركي عثماني واحد. وتذكّر الصحيفة بأن المعركة خلّفت 250 ألف قتيل وجريح.
ونشرت صحيفة "صباح" خبرا بعنوان "أروع انتصار في التاريخ في عامه المئة"، أوردت فيه أن التاريخ سيروي شهداء "جناق قلعة" لمختلف الأجيال في
تركيا وانتصارهم الرائع على القوات الغازية.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، قوله في رسالته بهذه المناسبة: نحن سنحمي هذا الوطن الذي هو أمانة من شهدائنا.
وتفيد الصحيفة بأن "وقف شؤون الديانة التركية" أوعزت بالدعاء لأرواح الشهداء بعد صلاة الفجر في عموم تركيا.
وكتبت صحيفة "يني عقد" أن الأتراك يعتبرون انتصار القوات العثمانية على جيوش التحالف في معركة "جناق قلعة" عيدا وطنيا يحيونه بالعروض العسكرية واستعراضات الجند في أنحاء البلاد. لكن إحياء الذكرى المئوية للانتصار هذا العام اتخذ طابعا مميزا، وتضمن جوانب تنظيمية وتحضيرية في عموم المحافظات التركية.
وتلفت صحيفة "ستار" إلى أن حكاية "جناق قلعة" المعروفة محليا باسم "غاليبولي" تعود إلى عام 1915، حين تمكن الجيش العثماني في الحرب العالمية الأولى من دحر قوات التحالف التي ضمت جيوشا من بريطانيا وفرنسا وأستراليا ونيوزيلندا وصدتها عن عاصمة الدولة العثمانية، إسطنبول.
أردوغان: أجدادنا في "جناق قلعة" قلبوا الحظ السيئ لهذه الأمة
نقلت صحيفة "صباح" تصريح أردوغان الذي وجهه في رسالة بمناسبة الذكرى السنوية لنصر "جناق قلعة"، عبر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" جاء فيها: "بالنصر الذي حققه أجدادنا في جناق قلعة، قلبوا الحظ السيئ لهذه الأمة. إن نصر جناق قلعة هو نصر تحقق على حساب حياة مئات الآلاف من شبابنا، باستشهادهم أو إصابتهم".
ويقول الرئيس التركي أيضا: "ينبغي علينا أن نستغل نتائج انتصار جناق قلعة على أفضل نحو، وينبغي علينا استنباط الدروس والعبر من هذه الملحمة المجيدة التي كتبت قبل 100 عام".
أردوغان يرسم حدودًا للتوسع الإيراني
يرى الكاتب "بولنت أردينتش"، في مقال بصحيفة "تقويم"، أن تركيا كسبت تقدمًا استراتيجيًا من خلال عملية "سليمان شاه"، فقد قامت قواتنا المسلحة بعملية عسكرية من أجل تحرير 40 جنديًا تركيًا يحرسون ضريح "سليمان شاه" في الأراضي التركية داخل حدود سوريا، حيث وصلت دباباتنا وآلياتنا المدرعة إلى الضريح لتنفذ عمليتها بإتقان، ومن ثم عادت أدراجها. هناك استراتيجيات تمت إعادة رسمها من جديد في سوريا بعد هذه العملية.
وفي موضوع آخر، يشير الكاتب إلى أن أردوغان استطاع أن يرسم بهدوء حدودًا للتوسع الإيراني، أثناء زيارته للملكة العربية السعودية.
ويلفت الصحفي إلى أن التعاون الاستراتيجي بين تركيا والسعودية هو رسالة ضد سياسة التوسع الإيراني التي تزداد يومًا بعد يوم في الدول العربية. فبقاء النفوذ الإيراني في المنطقة يعني وصول المجموعات الشيعية الموالية لإيران إلى الحكم في العراق، والتحكم بمجريات الأمور في سوريا ولبنان، وبقاء صنعاء بيد الحوثيين في اليمن، فيما تحضر المعارضة الشيعية في البحرين لحراك جديد. وكل هذا مؤشر خطر على المنطقة. في الوقت ذاته، يُعد الاتحاد التركي السعودي الركيزة الأساسية في مواجهة هذا المشروع، كما يقول الكاتب.
زعيم المعارضة لـ"الشؤون الدينية": لماذا لا تترحمون على أتاتورك؟
أوردت صحيفة "يني عقد" في خبر لها، تصريحات زعيم المعارضة التركية كليجدار أوغلو، التي جاء فيها أن "الشؤون الدينية في تركيا تقوم بإرسال الخطب كل يوم جمعة الى عموم تركيا لتصل إلى الأئمة في المساجد ويوصلوا رسالتهم إلى الناس، وهذا شيء جميل، إلا أنني لا أفهم موقف الشؤون الدينية في تلك الخطب إزاء عدم الترحم على روح أتاتورك الذي قدم روحه فداء لتركيا"!
وتلفت الصحيفة إلى أن كليجدار أوغلو طالب "الشؤون الدينية" على الأقل بأن يترحموا في خطبهم على روح أتاتورك. ونقلت عن الزعيم المعارض قوله إن "الشؤون الدينية" في تركيا تتجاهل دور أتاتورك في خدماته لتركيا وعدم تقديم الدعوات لروحه.
وتعلق الصحيفة على تصريحات الزعيم المعارض مستغربة، وتلفت إلى أن تصريحات كليجدار أوغلو هذه تعتبر ضد العلمانية، فالخطبة والدعاء والترحم على الأموات هي أخلاقيات وتصرفات نابعة من معان إسلامية، فكيف يصرح المعارض العلماني بأمر هو ذو علاقة وطيدة بالإسلام؟ وتتساءل الصحيفة: يا ترى هل يترحم كليجدار أوغلو على روح أتاتورك؟
العنصرية.. وجهة نظر تركية
يرى الصحفي يوسف ضياء جومرت، في مقال له بصحيفة "يني شفق" أن كل مكون في هذا العالم يتصور وفق ما تمليه عليه آراؤه وانتماءاته، فالأكراد يقولون إن شخصا كرديا واحدا يكفي للعالم، وكذلك الأتراك، فهم يتصورون أن تركيا واحدا يكفي للعالم، وهذا هو حال الآخرين من الإنكليز، فيقولون إن إنكليزيا واحدا يكفي العالم!
ومن هذا المنطلق، يقول الكاتب: "كيف يكون كرديا أو تركيا أو إنكليزيا واحدًا يكفي للعالم؟ فلو اعتبرنا كمثال أن هناك تركيًا واحدًا في العالم، وكنت أنا ذلك التركي الذي دخل في مسابقة، وفاز فيها شخص من كوبا عليّ، وأنا في النهاية فشلت، فكيف سيكون موقفي حين ذاك؟ ولنفترض عندما نشاهد مباراة في فعالية رياضية ما، بين فريق كوبي وآخر تركي، وفاز الأول على الأخير، فماذا سنقول كأتراك بعدما قيل إن تركيًا واحدًا يكفي للعالم؟ وهذا التساؤل ينطبق على كل التساؤلات الأخرى للأكراد والإنكليز.. إلخ".
ويقول الكاتب: "لا تبحثوا على العنصرية فقط، ولا يجب على الإنسان أن ينسب النجاح لنفسه بهذه الطريقة، وعليه أن يحترم الآخرين".