أعلن "
قطب قوى التغيير" المعارض بالجزائر، أن "حدة مضمون رسالة الرئيس
بوتفليقة، التي ألقاها يوم 19 آذار/ مارس الجاري بمناسبة عيد النصر، يؤكد حالة الشغور بأعلى هرم السلطة".
وأوضح بيان لقطب قوى التغيير، المتألف من ستة أحزاب سياسية معارضة، الأحد أن "النظام السياسي القائم يحمل بذور صدع استقرار الوطن، والمجازفة بأركان وحرمة وديمومة الدولة الوطنية".
وعقدت أحزاب قطب قوى التغيير اجتماعا طارئا، الأحد، للرد على خطاب الرئيس
الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الخميس الماضي، و الذي توعد فيه المعارضة بـ"التعامل بحزم ودون تقاعس" بعد مطالباتها بانتقال ديمقراطي، يتم فيه تغيير سلس للسلطة، من خلال تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة.
واتهم الرئيس بوتفليقة بالخطاب الذي قرأه نيابة عنه، مستشاره أعمر زرهوني، بمناسبة عيد النصر في 19 آذار/ مارس بمحافظة غرداية، جنوب البلاد، أن المعارضة "تتبع سياسة الأرض المحروقة"، بينما فاجأ خطاب بوتفليقة الطبقة السياسية، وبالخصوص المعارضة، التي أجمعت بردها على الخطاب، أنه "إنذار حرب".
وأفاد بيان "قطب التغيير"، الذي ينسق بين أحزابه، علي بن فليس، المترشح السابق لانتخابات الرئاسة بالجزائر، و الخصم الأول للرئيس بوتفليقة، "قطب التغيير لاحظ بقلق بالغ أن قوى خفية وضارة بالمصلحة الوطنية العليا للوطن، وبكيان الدولة الوطنية، قد انتهزت فرصة شغور السلطة للاستيلاء على سلطات دستورية، ليست مخوّلة لها وللاستحواذ على مركز القرار الوطني".
وشدد عبد العزيز رحابي، وزير الاتصال السابق وعضو "هيئة التشاور والمتابعة" المعارضة بالجزائر، أن "مضمون خطاب الرئيس أبعد ما يكون عن خطاب رئاسة، فكان على الرئيس أن يوجه خطاب لطمأنة الرأي العام لأن الأوضاع خطيرة جدا".
وتابع رحابي، بتصريح لصحيفة "عربي21"، الأحد "كل العيوب موجودة بخطاب الرئيس بوتفليقة، وهذا دليل على أن هناك حالة شغور في أعلى هرم السلطة".
وأورد بيان "قطب قوى التغيير" أن "هذا النظام السياسي بعدما وضع كل المؤسسات الدستورية تحت قبضته، وبعدما أخضع أجزاء واسعة من المشهد السياسي إلى سيطرته، وبعدما سمح لجماعات مصالح وضغط ونفوذ قوية ومشبوهة، بالالتفاف حوله، تخول له نفسه الآن، بأن يتجرأ لتوجيه ضرباته صوب معاقل البديل الديمقراطي، المتمثلة في المعارضة وفي الإعلام الوطني الحر والشريف".
واتسعت المسافة بين السلطة والمعارضة بالجزائر، بشكل خطير، إذ في الوقت الذي كانت أحزاب المعارضة، المنتمية لتكتل "تنسيقية الحريات و الانتقال الديمقراطي" من جهة و"قطب قوى التغيير" من جهة ثانية، تنتظر خطابا يتضمن دعوة إلى الحوار مع السلطة، فاجأ الرئيس بوتفليقة خصومه بخطاب "ناري" تواترت عنه ردود فعل جد شديدة.
وأفاد رئيس "جبهة العدالة والتنمية" عبد الله جاب الله، بتصريح لصحيفة "عربي21"، الأحد أن "محتوى خطاب الرئيس وكأنه وجهه لنفسه لأن ما ذكره ضد المعارضة، يمكن أن ينسب إليه بدرجة كبيرة". واتهم جاب الله، الرئيس بوتفليقة "بالحرص على البقاء بالسلطة بعدما رأى أن ساعد المعارضة قد اشتد".
وربطت المعارضة، خطاب الرئيس بما أسمته "مشروع التوريث"، وبدأ الحديث عن مشروع "التوريث"، بشكل لافت بالجزائر، عقب الدعوة التي وجهتها رئيسة حزب العمال، اليساري، لويزة حنون، إلى سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الجزائري بغرض"التدخل لحماية البلاد من النهب و السطو"، وقالت بمؤتمر صحفي، في 13 آذار/ مارس الجاري، "لا يمكن لسعيد أن يبقى مكتوف الأيدي بعد أن انتقلت إليه بعض الصلاحيات التي لا يقوى الرئيس بوتفليقة على القيام بها بسبب المرض".