يستند مسلحو جماعة "أنصار الله" (
الحوثي) في تمددهم المسلح إلى محافظات شرق وجنوب
اليمن، على دعم غير مسبوق من قبل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، نظرا لضعف القبول الشعبي للجماعة في تلك المناطق التي تشكل عمقا سنيا رافض للحوثيين.
جاء ذلك وفق ما صرح به مصدر سياسي قريب من الدائرة الضيقة لحزب صالح في حديث لـ"
عربي21" الذي أوضح أن
علي صالح أبلغ الحوثيين أن القوات الموالية له في المناطق التي تشهد استنفارا من قبل مسلحين وقوات موالية للرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور
هادي، على استعداد لتقديم مختلف أنواع الدعم لاجتياح المحافظات الجنوبية والشرقية، بما فيها مقر إقامة هادي في مدينة
عدن، (جنوبي البلاد)، على حد قوله.
وأضاف المصدر، الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه لحساسية الموقف، أن "دعم صالح تجلى من خلال تمهيد الطريق أمام جماعة الحوثي في السيطرة على مطار مدينة تعز جنوب البلاد، قبل يومين، فضلا عن استقبال مسلحين حوثيين من قبل معسكر قوات الأمن الخاصة شديدة الولاء لعلي صالح في المدينة"، وفق شهادته.
وأوضح المصدر اليمني أن "صالح طرح مجموعة من الوحدات التابعة للجيش اليمني والمتمركزة في محافظات جنوبي وشرقي البلاد، التي من المقرر أن تقدم الدعم العسكري واللوجستي لمسلحي الحوثي، خلال محاولة اجتياح تلك المناطق".
وقال إن من تلك الوحدات العسكرية مسلحون في معسكرات تابعة لقوات الحرس الجمهوري (سابقا) التي كان يقودها نجل صالح قبل استبعاده من الرئيس هادي قبل عامين، بالإضافة إلى قوات اللواء 33 التي يقودها العميد عبد الله ضبعان.
ويعدّ هذا اللواء من أكبر الوحدات العسكرية في البلاد، حيث يمتد من منطقة المخا (غربا) والقريبة من مضيق باب المندب الاستراتيجي، وحتى محافظة الضالع (جنوبا)، وفق المصدر.
وأشار المصدر وثيق الاطلاع إلى أن "وحدات من الجيش اليمنية الموالية لعلي صالح في محافظة حضرموت شرق البلاد (التي تحتضن منطقتين عسكريتين) جاهزة لأي مهمة قادمة لإسقاط تلك المحافظة النفطية، التي تشكل ثلث مساحة اليمن".
وأكد المصدر ذاته، أنه "تم الاتفاق بين الحوثي وصالح على أن يقوم الأول بتعيين عدد من القادة العسكريين في مراكز عسكرية مهمة، وأبرزهم قائد قوات الأمن الخاصة السابق عبد الحافظ السقاف، الذي فر من مدينة عدن، الأسبوع الماضي، عقب اقتحام معسكره من قبل مسلحي اللجان الشعبية التابعة للرئيس اليمني هادي".
ونوه إلى أن التعيينات التي اتفق عليها الطرفان، ستشمل رئاسة هيئة الأركان العامة، بعدما جرى تكليف اللواء حسين خيران القيام بمهام وزير الدفاع اليمني المستقيل محمود الصبيحي، الذي فر إلى مدينة عدن مؤخرا.
معارك عنيفة
ميدانيا، شهدت مدينتا لحج والضالع جنوبي اليمن الثلاثاء، معارك عنيفة بين قوات موالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومقاتلين حوثيين تدعمهم قوات موالية للرئيس السابق علي صالح، وسط أنباء خاصة عن اشتداد المعارك في أكثر من جبهة.
وقالت مصادر مطلعة إن القوات التابعة للرئيس هادي أجبرت مسلحين حوثيين على الانسحاب من بلدتين كانوا قد سيطروا عليهما في وقت سابق من الثلاثاء.
وأضافت المصادر أن قوات هادي صدت هجوما آخر في مدينة الضالع (جنوبي البلاد) ،أرغمهم على الانسحاب الفوري من المعركة التي يقودها وزير الدفاع اليمني المستقيل محمود الصبيحي الذي غادر صنعاء، منتصف الشهر الجاري، إلى مدينة عدن جنوبي البلاد.
وتابعت أن "قوات عسكرية ومسلحي اللجان الشعبية الموالية لهادي قصفوا مواقع الحوثيين بالصواريخ والمدفعية الثقيلة، وأجبروهم على الانسحاب باتجاه مناطق الشمال".
ويتخذ الحوثيون من الشمال مقرا لهم، كمحطة للسيطرة على محافظات جنوب وشرق اليمن، حيث سيطروا على بلدة كرش التي تقع على بعد 100 كيلومتر شمالي عدن مقر إقامة الرئيس هادي.
فيما قالت وكالة "خبر" التابعة للرئيس اليمني السابق علي صالح إن طلائع من قوات الجيش والحوثيين سيطروا على منطقة "عقان" القريبة من مثلث قاعدة العند الجوية الكبرى في البلاد.
4 قتلى في تعز
وفي محافظة تعز، اندلعت اشتباكات بين محتجين مناوئين للحوثيين وقوات موالية لهم في مديرية التربة ومدينة تعز القريبة منها.
ونقل ناشطون يمنيون صورا أظهرت سقوط قتلى في صفوف المتظاهرين بالرصاص الحي، حيث بلغت حصيلة المواجهات مع الحوثيين أربعة قتلى وعشرات الجرحى من المتظاهرين.