قال مسؤول دبلوماسي خليجي السبت إن التحالف العربي الذي يهاجم الحوثيين في
اليمن كان يخطط في بادئ الأمر لحملة تستمر شهرا،، لكن العملية قد تستغرق ما بين خمسة وستة أشهر.
وأضاف المسؤول وهو من دولة تشارك في التحالف أن
إيران الحليف الرئيسي للحوثيين سترد على الأرجح بشكل غير مباشر من خلال تشجيع ناشطين
شيعة موالين لإيران على تنفيذ هجمات مسلحة في البحرين ولبنان وشرق
السعودية.
وتنفي إيران التي تخوض صراعا على النفوذ مع السعودية في أنحاء الشرق الأوسط دعم الحوثيين عسكريا، وانتقدت التحرك العسكري لدول الخليج العربية.
ويواصل الحوثيون الساعون للإطاحة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور
هادي المدعوم من الغرب والسعودية تحقيق مكاسب على الأرض منذ أن بدأ التحالف بقيادة السعودية استهدافهم بضربات جوية صباح الخميس الماضي.
لكن المسؤول، الذي رفض نشر اسمه بسبب حساسية الأمر، قال إن الهجمات ستتواصل إلى أن يتمكن اليمن من استئناف عملية الانتقال السياسي المدعومة من الأمم المتحدة، التي توقفت نتيجة سيطرة الحوثيين على صنعاء في أيلول/ سبتمبر.
وأضاف أن قلق دول الخليج العربية من نفوذ الحوثيين في اليمن تزايد في كانون الثاني/ يناير بعدما أظهرت صور للأقمار الصناعية نشر قوات الحوثي صواريخ سكود طويلة المدى في المناطق الشمالية القريبة من الحدود السعودية.
وأصبحت الصواريخ التي يتراوح مداها بين 250 كيلومترا و650 كيلومترا موجهة شمالا نحو الأراضي السعودية.
وقال إن الجيش اليمني كان يمتلك نحو 300 صاروخ سكود ويعتقد أن الجزء الأكبر منها تحت سيطرة الحوثيين والوحدات العسكرية المتحالفة معهم والموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح. وأضاف أن الحملة العسكرية دمرت 21 منها حتى الآن.
ويكافح اليمن لاستعادة الاستقرار منذ أن أطاحت احتجاجات حاشدة في عام 2011 بنظام الرئيس صالح بعد أن ظل في السلطة 33 عاما. وقاد هادي حوارا وطنيا كان يعكف على مناقشة دستور جديد عندما استولى الحوثيون على العاصمة وقاموا بتنحيته جانبا.
وقال المسؤول الدبلوماسي الخليجي إن التحالف لن يقبل بنجاح "انقلاب" الحوثيين، ويرغب في أن يستأنف اليمنيون العملية المدعومة من الأمم المتحدة.
وقال إن الحملة قد تستغرق بين خمسة وستة أشهر لتحقيق أهدافها، لكنه أشار إلى وجود مجال للجميع بمن فيهم الحوثيون في تلك العملية الرامية إلى وضع دستور جديد.
وأضاف المسؤول أن قوات الحوثي تتلقى التدريب والدعم على الأرض من نحو 5000 خبير من إيران وحلفائها الإقليميين وهم جماعة حزب الله في لبنان وجماعات شيعية عراقية.
وتأتي تصريحات المسؤول الخليجي لتؤكد ما نشرته "
عربي21" عن مصدر ذي صلة بالدوائر العليا في حزب الله، الذي أخبر الصحيفة بأن الفرحة الإعلامية بتقدم الحوثيين في دوائر الحلف الإيراني (كان ذلك قبل عاصفة الحزم)، لا تخفي حجم القلق مما يجري هناك، بخاصة في أوساط القيادة العليا للحزب، إدراكا منها لما يمكن أن يترتب على ذلك من ردود فعل خليجية وعربية تزيد في حالة الاحتقان الطائفي في المنطقة.
ولم تخفِ المصادر العليا في حزب الله لـ"
عربي21" قلقها من أن تؤدي الأزمة الإيرانية الراهنة إلى اتخاذ قرارات جديدة أكثر خطورة على صعيد التعاطي مع حرائق المنطقة، وطبعا في سياق من الرد على التحركات السعودية، وحيث تعتقد طهران، والكلام على عهدة المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن الرياض لم تتردد، ولن تفعل في مد يد العون لكل القوى "التكفيرية"، بتعبير قادة حزب الله، لكي ترد على سيطرة الحوثيين في اليمن بمسلسل من العمليات يشبه ما جرى ويجري في العراق.
اقرأ أيضا:
هل تنوي إيران إشعال جبهة البحرين وتحريك شيعة السعودية؟
وقال المسؤول الخليجي إن الحوثيين يمثلون اليوم حركة "قبلية يمنية على نحو جوهري"، ولكنهم قد يصبحون بعد بضع سنوات من التدريب الإيراني قوة مرهوبة الجانب.
وقال إن من المعترف به على نطاق واسع أن هادي يفتقر لقاعدة نفوذ كبيرة.
لكن الدول العربية تدعم هادي بصفة رئيس شرعي لليمن، ودوره كشخصية انتقالية تقود عملية الإصلاح المدعومة من الأمم المتحدة، التي تهدف إلى إرساء الاستقرار في اليمن بعد عقود من الحكم المطلق أفضى إلى اضطرابات سياسية.
ودعا حزب صالح السياسي يوم الجمعة في بيان نشره على موقعه الإلكتروني إلى وقف العمليات العسكرية للجانبين. ورحب المسؤول الدبلوماسي الخليجي بذلك، لكنه قال انه سيكون من الأفضل أن يسمع صالح يقول هذا بنفسه.