كثفت
إيران والقوى الست، الثلاثاء،
المفاوضات التي تهدف إلى التوصل لاتفاق مبدئي بشأن البرنامج
النووي الإيراني قبل انقضاء مهلة محددة، بينما قال مسؤولون إن أي اتفاق يتم التوصل إليه سيكون هشا ومنقوصا.
ومنذ حوالي أسبوع تحاول الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، كسر الجمود في المفاوضات التي تهدف إلى منع طهران من اكتساب القدرة على تصنيع قنبلة نووية مقابل تخفيف
العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.
لكن الخلافات على بحوث تخصيب اليورانيوم ووتيرة رفع العقوبات تهدد بعرقلة اتفاق يمكن أن ينهي أزمة مستمرة منذ 12 عاما بين إيران والغرب بشأن طموحات طهران النووية وأن يقلل خطر نشوب حرب أخرى في الشرق الأوسط.
وقال مسؤول إيراني: "نقطتا الخلاف الرئيستان هما المدة ورفع العقوبات... يتجادل الجانبان بشأن مضمون النص. في العموم تم إحراز تقدم".
وخفض مسؤولون سقف التوقعات للمحادثات التي تجرى في لوزان في سويسرا.
ومنذ أيام يحاول الطرفان الاتفاق على وثيقة موجزة من عدة صفحات تحدد أرقاما أساسية تشكل الأساس لاتفاق مستقبلي. وقال مسؤولون إنهم يأملون أن يتمكنوا من إعلان شيء وإن كان دبلوماسي غربي قال إن الاتفاق سيكون "منقوصا وسيؤجل التعامل مع بعض القضايا".
واستمرت المفاوضات بين الأطراف بشأن نقاط الخلاف حتى الليل وإلى الثلاثاء. ومن المتوقع أن تمتد إلى وقت متأخر وربما حتى غد الأربعاء. وقال مسؤولون إنهم يأملون في الاتفاق على إعلان، في حين أن تفاهم مبدئي يتم التوصل إليه قد يظل سريا.
ومن الممكن أيضا ألا تتفق الأطراف.
وقال دبلوماسي غربي آخر: "نستعد للسيناريوهين".
لكن مسؤولين في مدينة لوزان السويسرية قالوا إن محادثات اتفاق الإطار - والغرض منه أن يكون تمهيدا لاتفاق شامل بحلول نهاية يونيو حزيران - قد تنهار.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لشبكة "سي إن إن" الإخبارية: "لا تزال هناك بعض القضايا الصعبة... نعمل بمنتهى الجد لحلها. نعمل أثناء الليل".
نقاط الخلاف
وألغى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، خططا للذهاب إلى برلين لحضور قمة فرنسية ألمانية، الثلاثاء. وقال مصدر من الحكومة الألمانية إن "المفاوضات تمر بمرحلة حرجة وصعبة تجعل وجود الوزيرين في لوزان ضرورة".
ويقول مسؤولون غربيون وإيرانيون، إن المهلة الحقيقية للمحادثات تنتهي في 30 حزيران/ يونيو وليس الثلاثاء.
وأضافوا أن نقاط الخلاف الرئيسة لا تزال رفع عقوبات الأمم المتحدة ومطالبة إيران بالحق في البحث وتطوير أجهزة الطرد المركزي، بعد انتهاء فترة السنوات العشر الأولى من الاتفاق.
وقال المفاوض الإيراني مجيد تختروانجي لوكالة فارس الإيرانية للأنباء، إنه "لن يكون هناك اتفاق إذا لم يتسن حل قضية العقوبات... هذه المسألة مهمة جدا بالنسبة لنا".
وتريد القوى العالمية الست تعليق الأنشطة النووية الحساسة لأكثر من عشر سنوات، في حين تطلب طهران في مقابل الحد من أنشطتها النووية إنهاء سريعا للعقوبات الدولية. وتنفي طهران أنها تسعى لتصنيع أسلحة نووية.
ومن المقرر أن يعود وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى لوزان بعد الظهر، وقال للصحفيين في موسكو إنه يعتقد أن هناك فرصة جيدة لنجاح المفاوضات.
وأضاف في مؤتمر صحفي في موسكو، أن "فرص نجاحها كبيرة. قد لا تكون بنسبة مئة في المئة ولكن لا يمكن التأكد من أي شيء بنسبة مئة في المئة. الاحتمالات ‘قابلة للتنفيذ‘ ما لم يتشدد أي من الأطراف في مواقفه في آخر لحظة".
وطرحت إيران والقوى الست مقترحات للتسوية، لكن الوصول لاتفاق لا يزال بعيد المنال. وقال مسؤولون غربيون إن طهران تراجعت في الآونة الأخيرة عن مقترحات أشارت في السابق إلى أنها قد تقبلها، مثل شحن مخزون اليورانيوم المخصب إلى روسيا.
وقال مسؤولون قريبون من المحادثات، إن تخفيف تركيز مخزون اليورانيوم قد يكون خيارا.
وتهدف المفاوضات إلى إيجاد سبيل لضمان ألا تمتلك إيران خلال السنوات العشر المقبلة على الأقل، القدرة على إنتاج مواد انشطارية كافية لتصنيع سلاح نووي في غضون عام إذا قررت ذلك. وفي مقابل وضع قيود على أكثر أنشطتها النووية حساسية تريد طهران رفع العقوبات.
وقامت إيران والقوى الست بتمديد المهلة مرتين، من أجل التوصل لاتفاق طويل الأمد بعد التوصل لاتفاق مؤقت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013.
ومع تهديد الكونغرس الأمريكي ببحث فرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران ما لم يتم التوصل لاتفاق هذا الأسبوع، فإن هناك شعورا بضرورة إحراز تقدم سريع في المحادثات.
وهدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما برفض أي تحركات لفرض عقوبات من الكونغرس الخاضع لهيمنة الجمهوريين.