توعد رئيس الوزراء التركي أحمد
داوود أوغلو، زعماء
المعارضة في بلده، اليوم الأربعاء، أثناء مراسم تشييع
النائب العام "محمد سليم كيراز"، بقوله إن موعد الحساب قد آن، وذلك إثر تغيبهم عن الجنازة خصوصا بعد الاتهامات الموجهة إليهم مباشرة، في وقت يتوقع أن يقطع فيه الرئيس رجب الطيب
أردوغان زيارته لأوربا الشرقية.
وقال أوغلو في حديثه، حسب مصادر
"عربي21" من عين المكان، "قدر هذه الدولة، هو قدرنا جميعا، الذين لا يتواجدون في الجنازة وهم "كمال كلتشدار أوغلو" رئيس حزب الشعب الجمهوري، و"دولت باهتشيلي" رئيس حزب الحركة القومية، و"صلاح الدين ديمرطاش" الرئيس المشارك لجزب الشعوب الديمقراطي"، كانوا ضد حزمة الإصلاحات الأمنية الداخلية، الآن وقت الحساب، لو كانوا هنا ـزعماء المعارضةـ، لما أدليت بهذه الانتقادات.
وأضاف داود أوغلو أن منفذا عملية اقتحام مبنى المحكمة وقتل المدعي العام، كانت لهما اتصالات مع جهات خارج
تركيا أثناء عملية الاقتحام، مشيرا إلى أنهم يتابعون هذه الوقائع عن كثب. وشدد على أن "الدولة التركية تعي جيدا وجود "تحالف أشرار" في الأحداث الجارية في مناطق مختلفة بتركيا.
إلى ذلك، ألغى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جزءً من برنامجه في رومانيا، التي يقوم بزيارة رسمية لها، على أن يعود إلى تركيا مساء اليوم، ويشارك في جلسة عزاء النائب العام الشهيد، كما أرسل إكليلاً من الزهور إلى جنازته.
وتوفي المدعي العام التركي، محمد سليم كيراز، ليلة الثلاثاء، متأثرًا بجراحه البالغة التي أصيب بها خلال احتجازه من قبل شخصين، في القصر العدلي بإسطنبول.
وأفاد مدير الصحة في إسطنبول سلامي ألبايراق، في حديثه للصحفيين أمام مستشفى فلورانس نايتغيل، التي كان يعالج بها كيراز، أن المدعي العام وصل إلى المستشفى في حالة خطيرة، عقب إطلاق النار عليه من قبل إرهابيين في القصر العدلي، وأنه توفي رغم كل المحاولات التي قام بها الأطباء.
من ناحيتها، أشارت رئيسة جامعة المعرفة بإسطنبول تشاولان تشيفتشي، أن كيراز وصل إلى المستشفى مصابًا في رأسه وصدره، وكان عاجزًا عن التنفس، وقلبه متوقف تمامًا، وأن الأطباء أدخلوه إلى العملية فور وصوله، إلا أنه توفي مباشرة.
وكان قائد شرطة إسطنبول، سلامي التينوك، أعلن أن الأخيرة قتلت مسلحين اثنين في مجموعة تركية سرية من اليسار المتطرف، احتجزا الثلاثاء لساعات عدة قاضيا في محكمة المدينة، فيما أصيب القاضي خلال العملية بجروح بالغة.
وقال التينوك للصحفيين إن "المدعي نقل إلى المستشفى في وضع بالغ الخطورة، وتم قتل الإرهابيين في العملية"، وذلك بعد بضع دقائق من تدخل الوحدات الخاصة للشرطة ضد من احتجزا الرهينة داخل قصر عدل إسطنبول. وأضاف التينوك: "بذلنا ما في وسعنا" لضمان استسلام الخاطفين، لافتا إلى أن الشرطة تدخلت "حين أطلقت عيارات نارية" في القاعة التي كانا يتحصنان فيها.
وسمعت انفجارات عدة وإطلاق نار كثيف من خارج المبنى الذي سرعان ما لفه الدخان. وأوضح قائد الشرطة أن الخاطفين المنتميين إلى الجبهة الثورية لتحرير الشعب، المعروفة بتنفيذها اعتداءات عدة في تركيا منذ التسعينيات، دخلا بعيد الظهر إلى مبنى المحكمة، واحتجزا القاضي محمد سليم كيراز.
وكانت مجموعة مسلحة يسارية تنتمي إلى "جبهة التحرر الشعبي الثوري"، قد اقتحمت قصر العدالة، واحتجزت المدعي العام، مطالبة بالكشف عن المسؤولين عن وفاة الفتى "بركين ألوان"، الذي فارق الحياة بعد مكوثه فترة طويلة في المستشفى، جراء إصابته بعبوة قنبلة مسيلة للدموع، خلال احتجاجات متنزه غزي التي شهدتها تركيا عام 2013.