سياسة عربية

فشل استرداد جثمان أول قتيل مصري في اليمن

مصريون عالقون في اليمن - أرشيفية
أعرب أهالي المواطن المصري، السيد محمد الكيلاني، عن غضبهم الشديد من فشلهم في الحصول على جثمانه بعد أن لقي مصرعه في اليمن، قبل أيام، متأثرا بإصابته، خلال تفجير انتحاري بأحد المساجد في مدينة صنعاء، أثناء الصلاة، حيث تم دفنه هناك.
 
وسادت حالة من الحزن بين أهالي قرية سللنت بمحافظة الدقهلية، وهم يتلقون العزاء في ابن قريتهم، خلال سرادق أقامه أهله مساء الاثنين، لتلقى العزاء فيه، بعد أن تم دفنه في صنعاء.
 
وكان الضحية لقي مصرعه، بعد تفجير انتحاري نفسه في مسجد بدر في العاصمة اليمنية، أثناء تأديته الصلاة في المسجد، وتم نقله إلى مستشفى الثورة، وخضع للعلاج المكثف بوحدة العناية الحرجة في المستشفى، إلا أن العديد من الشظايا كانت قد اخترقت بطنه، وأصابت الجهاز الهضمي بحروق داخلية، فتوفي في المستشفى متأثرا بجراحه.
 
وقال الشقيق الأصغر للقتيل، واسمه "عياد": "بقى لي 18 سنة ما شفتش أخي، وحاولت أرجع جثته مصر، لكن فشلنا، فاتصلت بوزارة الخارجية، وسألتهم إزاي أرجع جثة أخويا؟ واكتشفت أنهم ليس لديهم أي معلومات، وأعطيتهم بيانات أخي لمساعدتي في استعادة الجثمان، وطلبوا مني أوراقا كثيرة، ومع ذلك لم يعد أخي، ولم ترد وزارة الخارجية علينا"!
 
وأضاف -في تصريحات صحفية-: "أخي سافر إلى اليمن منذ 23 سنة، وآخر زيارة له لمصر كانت منذ 18 سنة، وكان تزوج من مصرية بتوكيل لشقيقه الأكبر، وعاشت معه في اليمن. وبعد ثورة يناير، عادت زوجته، ومعها ابنته رغدة، وكانت حاملا في ابنه الثاني محمد الذى وُلد في مصر، وكان شقيقي يتصل بنا دائما، ويؤكد قرب عودته، واستقراره بها، بعد إنهاء أعماله، وتحصيل مستحقاته المالية".
 
واستطرد: "كنا كلما حدثت أي أعمال عنف في اليمن نتصل به، ونرجوه أن يعود، ويترك كل شيء هناك، لكنه كان يؤكد لنا أنه في مأمن بعيد عن أعمال العنف والمسلحين الحوثيين، إلى أن تم استهداف المسجد الذى كان يصلى فيه من خلال انتحاري فجر نفسه، وقتل العشرات، وأُصيب شقيقي، ثم توفي في مستشفى الثورة بعد أيام".
 
ويبلغ "السيد محمد الكيلاني" من العمر 56 سنة، وكان يعمل مقاولا باليمن.
 
العالقون في اليمن: نحن في عداد الموتى

في سياق متصل، نقلت تقارير صحفية مصرية، غضب العديد من المصريين العالقين فى اليمن، نتيجة عمليات "عاصفة الحزم"، ما اعتبروه "تجاهل الحكومة المصرية"، ممثلة فى وزارة الخارجية لهم، برغم علمها بموعد بدء الحرب، مشيرين إلى أنهم معرضون للقتل فى أي وقت.
 
وقال الدكتور عبدالناصر خلف، -فيما نقلته صحيفة "الوطن" الأربعاء-: "الدبابات والمدرعات تنتشر في الطرقات والشوارع، ونواجه الموت كل لحظة، والمسؤولون في مصر لا يفكرون فينا، رغم أن الوضع في منتهى السوء، ومن يظهر منا في الشارع يُقتل على الفور؛ لأن أنصار صالح يتهموننا بأننا مرتزقة، وجالية لدولة مشاركة في الحرب على اليمن، واللجان الشعبية توجه لنا السباب، والإهانات، ولا نستطيع الرد".
 
ووجه خلف -المقيم فى مدينة عدن اليمنية منذ عام 2011 ، ويعمل فى شركات الأسمنت-  رسالة إلى أجهزة الدولة في مصر قائلا: "إنتوا مستنيين إيه؟ لما يحصل مجزرة للمصريين على شاطئ عدن، ويعدموا 20 مثلا زي ما حصل فى ليبيا؟ وإزاي المخابرات ما تفكرش فينا، أم أن  السيسي مستني يدبحوا 20 عشان يدخل بالطيارات؟
 
ومن جانبه، قال إلهامي عبد النبي، المقيم في صنعاء منذ خمس سنوات، ويعمل مديرا للمبيعات في إحدى الشركات، إن السفير المصري غادر اليمن دون إبلاغ أحد، وإن المسافة بين صنعاء والحدود السعودية أو العُمانية لا تقل عن 1200 كيلو، وهي طرق غير آمنة، مضيفا: "لو وصلنا للسعودية أو عُمان مش محتاجين السفارة أو وزارة الخارجية فى حاجة".
 
وقال أشرف حسن، أحد العالقين في اليمن، فيما نقلته "الوطن، إن نحو 500 مصري محاصرون داخل أحياء العاصمة اليمنية صنعاء، مشيرا إلى أن باكستان والهند والفلبين أجلت رعاياها بالطيران.
 
معاناة أهالي العالقين بمصر

إلى ذلك، نقلت الصحف المصرية الأربعاء معاناة المصريين في الداخل من عدم تمكنهم من التواصل مع  ذويهم في اليمن.
 
وروت الصحف قصة هدى أبو الفتوح، التي اتصلت بأرقام الاستغاثة الخاصة بوزارة الخارجية، للإبلاغ عن احتجاز زوجها في اليمن، قبل رجوعه إلى مصر بيوم واحد، إذ جاءها الرد من مسؤول الوزارة: "روحي.. وادعي له يرجع"!
 
وكشفت عن أن زوجها قال لها في آخر مكالمة هاتفية معها قبل يومين: "المطار ألغى كل رحلات الطيران، والوضع هنا ميطمنش، ومحدش بيسأل فينا، ويا عالم إمتى هشوفكم تاني"، ما  حفزها للقيام بمحاولات لإنقاذه بدأت بالطرد من على عتبات وزارة الخارجية، وانتهت بمكالمة تأكدت من بعدها أن أرقام الوزارة "شو إعلامي"، لتهدئة مؤقتة لثورة أهالي العالقين، إذ أدركت أن مصير "أبو عيالها"، مع زملائه الخمسة، بات معلقا لحين إشعار آخر، حسب تعبيرها.
 
وعود مستمرة من الخارجية

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبد العاطي، إن الوزارة تجري اتصالات مكثفة مع الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية وعمان، لتسهيل عودة العالقين في اليمن.
 
وتابع: "ليس لدينا حصر بأعداد المصريين العاملين في اليمن.. وسلطنة عمان وضعت تحت يد الخارجية المصرية منفذين حدوديين لتسهيل عودة المصريين من اليمن".