ألمح عبد الفتاح
السيسي إلى تدخل بري وشيك للجيش
المصري في
اليمن، متجاهلا التحذيرات التي أطلقها خبراء ومراقبون مؤيدون للانقلاب من توريط الجيش المصري في اليمن كما حدث في ستينيات القرن الماضي.
وأكد السيسي أن "مصر لن تتخلى عن أشقائها فى الخليج وستقوم بحمايتهم إذا تتطلب الأمر"، مشددا على أن "حماية مضيق باب المندب قضية أمن قومي لمصر وأن الجيش المصري سيتصدى لأي تهديد له".
وأضاف في كلمة عقب اجتماع عقده مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة السبت: "أطالب الشعب المصري بأن يطمئن ويتأكد أننا حريصون على كل قطرة دم مصرية، لكننا الآن أمة في خطر".
"الأمر محسوم"
وتعليقا على المخاوف التي أثارها كثيرون من تكرار الهزيمة التي تعرض لها الجيش المصري في اليمن، أوضح السيسي أن
حرب مصر باليمن في الماضي مختلفة عن تدخلها الآن، مضيفا "إحنا مش هنضيع بلادنا عشان حسابات خاطئة في الماضي، الأمر الآن محسوم لدينا جميعا".
وترابط قطع بحرية مصرية في خليج عدن، وسط أنباء عن استعدادها لإنزال جنود وآليات إيذانا ببدء التدخل البري في اليمن لتأمين مضيق باب المندب، كما يشارك الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الآن في السعودية في اجتماع مع قادة عسكريين خليجيين لتنسيق عمل القوة العربية المشتركة التي أعلن تشكيلها في القمة العربية الأخيرة بشرم الشيخ قبل عدة أيام".
وتشارك طائرات التحالف العربي منذ عشرة أيام من عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن، وتقصف مواقعهم ومواقع القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
الجندي وجد ليحارب ويموت
من جانبه، قال الكاتب الصحفي، عبد الله السناوي في مداخلة مع قناة "سي بي سي" مساء السبت: "إن قرار التدخل البري في اليمن قد اتخذ بالفعل وأن اجتماع السيسي مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة كان لاستكمال الإجراءات الدستورية لإرسال الجيش إلى خارج البلاد، في ظل غياب البرلمان".
كما علق الإعلامي عمرو أديب على اجتماع السيسى بالمجلس الأعلى للقوات المسحلة، بقوله إن ذلك الاجتماع ناقش التدخل البري المصري في اليمن الذي حان وقته، مؤكدا أن "ساعة الحرب دقت، وسوف نشاهد في الأيام المقبلة تواجدا للجنود المصريين على أرض اليمن في ساحة القتال".
وأضاف أديب المقرب من الأجهزة الأمنية المصرية "تواجد السيسى وسط قادة الجيش هدفه إعلام الجميع أن قرار الحرب ليس قرار الرئيس فقط، ولكنه قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالإجماع".
وفيما يشبه التمهيد لما هو آت، أكد أديب أن "الأيام القادمة سوف تكون صعبة وأن الحرب سوف تشهد سقوط الكثير من القتلى في صفوف الجيش المصري، مشيرا إلى أن الجندي المصري موجود ليحارب ويموت من أجل الوطن".
في السياق نفسه أكد ياسر رزق رئيس تحرير صحيفة الأخبار أن السيسي اتخذ قرارا بالتدخل البري في اليمن مشددا على أن مصر لن تسمح بسيطرة إيران على باب المندب وتهديد حرية الملاحة في قناة السويس.
أصوات رافضة
لكن أصواتا أخرى تعالت بالتحذير من التدخل البري في اليمن، حيث قال سامح سيف اليزل، الخبير العسكري إن الوقت غير مناسب الآن لهذه الحرب، وطالب بدلا من ذلك بتواصل الضربات الجوية ضد مواقع الحوثيين.
وأضاف سيف اليزل في مداخلة هاتفية مع قناة الحياة السبت، أن سيطرة الحوثيين على وحدات هامة من الجيش اليمني، بالإضافة إلى المساعدات التي يقدمها لهم أنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح يجعلهم أكثر قدرة على التصدي لأي عملية برية قريبة.
وحذر الخبير العسكري محمود زاهر من أن خوض الجيش المصري حربا برية في اليمن سيترتب عليه خسائر كبيرة وسيكون له أثر سلبي على النتائج النهائية لعملية "عاصفة الحزم"، مشيرا إلى أن هذا التدخل قد يغضب الشعب اليمني ويحول مؤيدي "عاصفة الحزم" إلى معارضين لها.
كما نصحت مجلة " فورين بوليسى" الأمريكية عبد الفتاح السيسى بعدم التورط في حرب برية باليمن والاكتفاء بالضربات الجوية والدعم اللوجيستي لحلفائه الخليجيين.
وقالت المجلة في تقرير لها الجمعة إن السيسي يجب أن يتعلم من دروس التاريخ بعد أن فقدت مصر فى حربها ضد اليمن بين 1962 إلى 1967 أكثر من 10 آلاف جندي ومليارات الدولارات، فضلا عن ضعف موقفها السياسي آنذاك.
كذلك انتقد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل نية السيسي في التدخل البري في اليمن، وتساءل -خلال حوار مع قناة "سى بى سى" مساء الجمعة الماضية- هل نحن مستعدون لهذه الحرب؟ نحن لدينا تجربة مؤلمة لازلنا نحاول نسيانها".