أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة "أطباء بلا حدود"، الثلاثاء، أن الوضع الإنساني "كارثي" في مدينة
عدن، حيث تستمر المواجهات بشكل يومي بين الحوثيين وأنصار الرئيس
اليمني، عبد ربه منصور
هادي.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب في صنعاء، ماري كلير فغالي، إن "الوضع الإنساني في اليمن صعب جدا، لا سيما أن البلاد تستورد 90 في المئة من احتياجاتها الغذائية، وأن الطرق البحرية والجوية والأرضية مقطوعة".
ويشن تحالف عربي بقيادة السعودية منذ 26 الشهر الماضي غارات مكثفة على مواقع الحوثيين الشيعة والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وفضلا عن توقف الحركة في المطارات، وتعطل الملاحة في الموانئ، تتعرض البنى التحتية للتدمير بفعل الغارات والمعارك، وخصوصا في الجنوب.
وأكدت فغالي أن الحرب تؤثر بشكل كبير على البنى التحتية، لا سيما شبكات المياه الشحيحة أصلا في صنعاء.
وقالت إن "الوضع الإنساني في عدن كارثي على أقل تقدير"، مشيرة إلى أن "الجثث لا تزال ممددة في الشوارع"، فيما "يتعرض عمال الهلال الأحمر للقنص عند محاولتهم انتشالها".
وبحسب المتحدثة، فإن الحرب في عدن البالغ عدد سكانها نحو 800 ألف نسمة، "أصبحت في كل شارع وكل زاوية، وكثيرون لا يستطيعون الهرب، فيما يتفاقم نقص الغذاء والماء والكهرباء".
واعتبرت أن "الوضع الأخطر هو في المجال الصحي؛ إذ نفدت اللوازم الطبية والجراحية، كما لا توجد الخبرات المطلوبة للتعامل مع الإصابات".
وفي هذا السياق، أوقعت الاشتباكات في الجنوب منذ الأحد 159 قتيلا، بينهم 63 في عدن.
أما منظمة الصحة العالمية في جنيف، فقد أعلنت الثلاثاء من جهتها أن 540 شخصا قتلوا، وأصيب 1700 آخرون بجروح في اليمن، منذ 19 الشهر الماضي، قبل أسبوع من بدء حملة الضربات الجوية.
بدورها، أكدت اليونيسيف أن الحرب أسفرت عن نزوح أكثر من 100 ألف شخص.
وما زالت سفينة على متنها فريقان جراحيان تابعان للصليب الأحمر ولمنظمة أطباء بلا حدود، تنتظر الإذن للوصول إلى اليمن من جيبوتي.
وينتظر
الصليب الأحمر وصول 48 طنا من اللوازم والمعدات الطبية على متن طائرتين من الأردن وجنيف إلى صنعاء.
وأشارت فغالي إلى تحميل طائرة أولى الثلاثاء 16 طنا من المساعدات الطبية في عمان، يفترض أن تصل إلى صنعاء الأربعاء، فيما يفترض أن تصل طائرة محملة 32 طنا أخرى من المساعدات من جنيف الخميس.
ويحتاج الصليب الأحمر إلى الضوء الأخضر من قوات التحالف جوا، ومن الحوثيين على الأرض في حالة صنعاء، لنقل المساعدات جوا وبحرا.
وختمت المتحدثة أن "الأولوية بالنسبة للصليب الأحمر حاليا هي أن تستمر المستشفيات بالعمل، وأن نقوم بإنقاذ حياة أكبر عدد من الأشخاص".
من جهتها، أكدت مسؤولة بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" في اليمن، ماري اليزابيث انغر، أن الوضع في عدن "كارثي ويزداد سوءا يوما بعد يوم".
وأوضحت أن فريق المنظمة في عدن "لم يعد يستقبل جرحى بأعداد كبيرة منذ بضعة أيام، ليس بسبب عدم وجود جرحى، وإنما لصعوبة الوصول إلى المراكز الطبية"، لاسيما إلى المستشفى الذي تديره المنظمة في عدن.
وتابعت: "نستقبل منذ أربعة أيام بين 10 إلى 15 جريحا يوميا فقط، مقابل 50 إلى 100 قبل ذلك".
وقالت انغر إن "السيطرة على أحياء عدن تتغير من فريق إلى آخر كل يوم، كما أن الطرقات مقفلة (...) إنها حرب شوارع".
وأكدت أن "مجموعات مسلحة مختلفة استولت على أكثر من سبع سيارات إسعاف"، داعية جميع الأطراف إلى "احترام العمل الإنساني".
وأضافت أن "الأولوية حاليا هي إدخال فريق تعزيزات طبية من جيبوتي (...) نأمل أن يوافق التحالف على ذلك سريعا".
وأشارت إلى أن فريق المنظمة يضم 140 يمنيا، وثمانية أجانب.
على الصعيد الدبلوماسي، أعلن رئيس الحكومة الباكستانية، نواز شريف، الثلاثاء، أن بلاده "ليست على عجلة من أمرها" لاتخاذ قرار حول مشاركتها في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، في ظل نشاط دبلوماسي حول الأزمة اليمنية بمشاركة إيران وتركيا.
وقال شريف في جلسة استثنائية للبرلمان، بدأت الاثنين لبحث الأزمة اليمنية، إنه يعتقد بأن الجهود الدبلوماسية ستسفر عن نتائج خلال الأيام المقبلة.
وطلبت السعودية من حليفتها باكستان المشاركة عبر الطائرات والسفن والقوات البرية في العملية العسكرية، التي تشنها ضد الحوثيين في اليمن.
لكن باكستان دعت إلى التوصل إلى حل دبلوماسي، مؤكدة أنها لا تريد المشاركة في نزاع من شأنه أن يفاقم الانقسامات المذهبية في العالم الإسلامي، على حد تعبيرها.