ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن طرفي النزاع في
اليمن يعتمدان على الفتيان الأحداث في معاركهم الدائرة، بعد سقوط مدينة صنعاء في يد الحوثيين، وتوسع المعارك إلى مدينة عدن في الجنوب.
وينقل التقرير، الذي ترجمته
"عربي21"، عن فتى اسمه رشاد حسين ناصر (15 عاما) كان يحمل بندقية ويمرر أصابعه على زنادها، قوله: "من واجب كل شخص اليوم الدفاع عن بلده".
وتشير الصحيفة إلى أن ناصر مثل غيره من الفتيان الذين انضموا للقوات التي تقاتل ضد الحوثيين، الذين أدى دخولهم العاصمة صنعاء بداية إلى حرب جرت إليها دولا عربية وتحالفا تقوده
السعودية.
وبحسب منظمة الطفولة العالمية "اليونيسيف" فتشكل نسبة الفتيان المقاتلين في صفوف المتنازعين الثلث، فيما يعيش أعداد من
الأطفال تحت القصف المتواصل من الجو والبر؛ بسبب المعارك الدائرة في كل مكان، وفق التقرير.
ويلفت التقرير إلى أنه منذ بداية الغارات على اليمن في 26 آذار/ مارس الماضي، قتل أكثر من 600 طفل، حيث يقول السعوديون إنهم يستهدفون مواقع الحوثيين، ويتهمون المتمردين بضرب المواقع المدنية.
وتذكر الصحيفة أن الحوثيين يلقون دعما من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث تعاون والموالون له للسيطرة على مناطق واسعة من البلاد. ويدعم المجتمع الدولي الرئيس المعترف به، وهو عبد ربه منصور هادي المقيم حاليا في الرياض.
ويفيد التقرير بأن المنظمات الدولية تتعامل مع أي شخص عمره تحت الثامنة عشرة على أنه طفل، ما يعني أن هناك العديد من الأطفال على طرفي النزاع.
وتبين الصحيفة أنه في نقطة تفتيش عسكرية تابعة للحوثيين في بني حشيش، التي لا تبعد عن صنعاء سوى 13 ميلا. قال أحمد صالح (16 عاما): "لا أقاتل من أجل المال، بل دفاعا عن بلدي". ويضيف صالح أن عائلته تبرعت بالمال للحوثيين حتى يتمكن المتطوعون من القتال معهم.
ويذهب التقرير إلى أن الحوثيين مثل غيرهم من الجماعات المقاتلة في اليمن، لديهم تاريخ في تجنيد الأطفال ممن لا تتجاوز أعمارهم العشرة أعوام. ولأن المجتمع اليمني متجذر في الثقافة القبلية، فمن الطبيعي مشاهدة الأطفال وهم يحملون السلاح.
وتورد "ديلي تلغراف" أن تقارير الأمم المتحدة تقول إن اليمن هو واحد من ثماني دول تضم قواتها أطفالا. وتقول منظمة "سيف ذا تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال) إن نصف الأطفال ممن هم فوق الثانية عشرة وجدوا أنفسهم وسط نزاعات وحروب.
ويكشف التقرير عن أنه تم نشر معظم المقاتلين الأطفال في شوارع اليمن، فيما انضم آخرون إلى جبهات المعارك في مدينة عدن، التي تدور في شوارعها معارك حامية، والتي تنتشر فيها جثث القتلى، ولا تجد من ينقلها من الشوارع، كما يقول أحد المسؤولين في المدينة، هو رامي باعيد.
وتظهر الصحيفة أن العديد من المقاتلين الأطفال، الذين يعتقد أن الجماعات المتنافسة ألقت القبض عليهم في عدن، قد فقدوا. ويصف شهود عيان أعدادا من الأطفال وقد نقلوا في شاحنات صغيرة، وبعضهم لا يعرف ماذا يفعل، وإلى أي جهة ينقل إليها، فهم يفعلون ما يطلب قادتهم، كما تقول الناشطة في حقوق الإنسان، انتصار سنان.
ويستدرك التقرير بأنه بالرغم من أن النزاع في اليمن نابع من مجموعة من العوامل المعقدة، إلا أنه تطور إلى حرب بالوكالة بين القوى الإقليمية الممثلة بالسعودية وإيران، ودخلت
إيران في النزاع علانية عندما أرسلت سفينة حربية للمياه الإقليمية اليمنية، وشجبت الغارات الجوية، معتبرة إياها جريمة حرب.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن مجلس الأمن كان قد توصل يوم أمس إلى قرار امتنعت عن التصويت فيه روسيا، وفرض عقوبات على قائد الحوثيين وعدد آخر من قادتهم، وعلى أحمد نجل علي عبدالله صالح. وطالب القرار الحوثيين بوقف عملياتهم، والانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها.