كشف القيادي السابق في
جبهة النصرة المعروف بـ"آس الصراع في الشام" بعض المعلومات التي تنشر لأول مرة عن سمير الخليفاوي الملقب بـ"
حجي بكر" وهو الضابط السابق في الجيش العراقي إبان عهد صدام حسين، والذي تحول إلى الفكر الجهادي وأصبح عضوا في مجلس شورى
تنظيم الدولة قبل أن يُقتل على يد الجيش الحر في كانون ثاني/ يناير 2014.
وأوضح "آس الصراع في الشام" الذي كان قياديا في "النصرة" بالمنطقة الشرقية في سوريا في تغريظات اطلعت عليها "عربي21" أنه التقى "حجي بكر" عشر مرات واصفا اياه "بالرجل غير العادي، والذكي، والخبيث، والداهية"، وأضاف: "مخطط استراتيجي نوعي، قليل الكلام، مهووس بالجانب الأمني، يشك حتى في خياله، فيه جانب كبير من الغموض في شخصيته، لا يتكلم في غير فنّه، يحاول لاهفا أن يتعلم العلوم الشرعية بطريقة ذكية لا يظهر لك أنه تلميذ لكن كان حريصا على التعلم".
ورغم عدم معرفته في العلوم الشرعية باعتراف أنصار تنظيم الدولة أنفسهم، إلا أن "حجي بكر" وفقا لـ"آس الصراع في الشام" قام بـ"تكفير كل موظفي قناة الجزيرة بحجة أنهم ظاهروا أعداء الله على المجاهدين"، وأضاف: "كان يرى كفر أي مسلم ينتخب حتى لو كان أميّا".
ويبدو أن الفترة التي يتحدث عنها "آس الصراع في الشام" بحسابه في "تويتر" هي الفترة التي كان فيها "حجي بكر" مسؤولا في جبهة النصرة بداية تأسيسها، حيث أشار إلى أن الضابط السابق في جيش "صدام حسين" هو من رسم استراتيجية العمل العسكري في
حلب للنصرة.
وتابع: "يومها قرر الانسحاب من الثغور والاكتفاء بالغزوات الهجومية لتحرير الثكنات، وكنا مرة في اجتماع مغلق لنقاش خطة سرية لاقتحام دمشق وصولا لمجلس الشعب فقط، وكلنا انبهرنا من الخطة التي وضعت ووافقنا عليها إلا هو كان له كلام آخر أقنع الجميع أن الخطة فاشلة ومهلكة وتم إلغاء العمل".
وأسهب "آس الصراع في الشام" بالحديث عن شخصية "حجي بكر"، قائلا: "لم يكن يحب الظهور، ويعشق القيادة من الخلف، كان قاسيا جدا، نظامه عسكري بحت، لدرجة أنه في أحد المرات عاقب أخا وكبلّه فقط لأنه عندما يكلمه كان يؤشر بيديه وهذه جزء من طباع أهل الشام".
وأرجع سبب ما وصفه بـ"حقد حجي بكر على أهل حلب والفصائل المتواجدة فيها بمطالبات عزله من منصبه كنائب لأمير حلب لتحوله إلى طاغوت، وفعلا أتى أمر عزله بقرار من البغدادي".
وتابع: "قبل إعلان داعش بأربعة أشهر وعندما تم عزله أقسم حجي بكر أن يثأر، وأعد لذلك واتخذ من تل رفعت مقرا له حتى أتى الإعلان وبدأ يخطط للعودة بقوة لحلب، وكان له ذلك عندما بدأت المشاكل مع فصيل عاصفة الشمال حيث تدخل وسطاء وقالوا له هم جاهزون للشرع وللشروط التي تريدونها فرد عليهم بلهجته: أبد أبد ما أرضى إلا حرب".
ووعد "آس الصراع في الشام" بكشف تفاصيل بعض الوثائق التي نشرتها صحيفة "ديرشبيغل" الألمانية قبل أيام والتي تحصلت عليها من قبل عناصر الجيش الحر الذين اقتحموا منزل "حجي بكر" بعد قتله في حلب.
وأبرزت وثائق "ديرشبيغل" أن حجي بكر قام في عام 2010 برسم هيكلي لشكل "الدولة الإسلامية" الواقعة الآن في سوريا والعراق، وأوصى بتعيين خليفة للمسلمين وهو ما تم بالفعل بعد إعلان "أبو بكر البغدادي" كخليفة للمسلمين، بالإضافة إلى توجيهه بزرع خلايا تجسسية في المدن والقرى والقيام باغتيالات وعمليات خطف "كمقدمة لتولي السلطة".