قال الفريق الركن الليبي المنشق، خليفة
حفتر، في تصريحات له نشرت الأربعاء: "لو قررت
مصر أي شيء، فأنا معها، مهما كان، لأنه لا يمكن لمصر أن تفكر إلا في مصلحة
ليبيا"، مضيفا: "أنا مع مصر قلبا وقالبا، وثقتي فيها كبيرة".
جاء ذلك ردا على سؤال وجهته إليه صحيفة "الوطن" المصرية، في حوارها معه الأربعاء، عن رد فعله في حال لو نجحت
الجزائر وإيطاليا في استمالة الموقف المصري ناحية رؤيتهما للبحث عن حلول سياسية للأزمة الليبية.
وحول كون الجزائر رئيس اللجنة الأمنية لدول الجوار، قال: "لم يحدث لقاء بيني وبين الجزائريين، هم دعوني، لكن لم يتيسر الوقت للقاء، لو أن شيئا حدث على الحدود، فلدينا لجان ستلتقي".
وشدد حفتر على أنه ليس هناك عداء بين مصر والجزائر، وإنما اختلاف في وجهات النظر.
وقال: "نحرص على العلاقات الطيبة مع البلدين. ولسنا مع أي خلاف بين أي دولتين"، وفق قوله.
نريد السلاح.. وهدفنا ليبيا كلها
وفي حواره، أكد حفتر حاجته الماسة إلى السلاح، بدعوى محاربة المليشيات، وقال: "لو أزيل الحظر المفروض علينا في استيراد السلاح، لاستطعنا أن نحل مشاكلنا بأنفسنا، لكن لو احتجنا التدخل العربي.. وقتها لكل حادث حديث، لكن ما نحتاجه الآن هو رفع الحظر الذي فُرض علينا، ونحن نريد السلاح".
وأضاف: "غايتي السلاح، نريد السلاح لنستخدمه ضد المليشيات، نريد ألا يكون هناك بديل للجيش، لا وجود للمليشيات.. مفيش كلام تاني".
واستطرد: "طرابلس ليست الهدف فقط، نحن نريد كل المدن التي نعدّها بقيمة العاصمة، سندافع عنها بما نملك، لا بد لهذه المجموعات جميعها أن تنتهي، وتغادر أراضينا، إما أن تدفن تحت الأرض أو تغادر".
وانتقد الموقف الأوروبي بالقول: "هم فرضوا علينا الحظر، لكن نحن سنعتمد على أنفسنا.. يجب أن تنتهي مشكلة المليشيات، فكل الضالين في الدنيا تم إرسالهم إلى ليبيا".
وتابع: "أوروبا هي التي بعثتهم، وراء المشكلة أوروبا، لأنها صامتة لا تتحرك، وهذا دليل على أن الساكت عن الحق شيطان أخرس"، على حد زعمه.
"فجر ليبيا" لا تخلو من وطنيين
وحول الحوار، قال: "ندعم الحوار بكل ما نملك، لكن المشكلة أنهم نسوا أن الخصم الذي نقاتله لا يجدي معه حوار، إذ إنه عندما يصدر أمر بوقف إطلاق النار، فإنهم لا يلتزمون به، بل يأخذونه فرصة للتنكيل بنا، لذلك نحن لا نسمح لهم بأن ينتهزوا هذه الفرصة إطلاقا".
وأضاف أنه علّق على الحوار بالقول: "إننا لن نجلس على طاولة مع الإرهابيين"، فقال: "أقصد الإرهابيين، أما البقية فلا، لأنهم جنحوا عن الصواب، لكن يدنا ممدودة لكل الليبيين برا وجوا، لكن بشرط أن تتوفر الثقة بين الجميع، ثم الحرص على أن مصلحة ليبيا قبل المصالح الشخصية".
وأشار إلى أنه يقصد بالإرهابيين "أولئك الذين قالوا إننا سنفرض إرادتنا بالرصاص، نقول لهم أهلا وسهلا، هذه حرفتنا ولعبتنا، لكن أعمالهم وإجرامهم تخطى الرصاص إلى كل الجرائم: قتل الناس في المساجد وفي الشوارع، قتلوا الجميع رجالا ونساء، لذلك قتالنا لهم لن تكون له ضوابط، فقط إما الموت أو المغادرة".
وتابع: "أتكلم عن أنصار الشريعة، والقاعدة، وداعش، هؤلاء لا حوار معهم، ومسلكهم هو الذبح والنهب والتخريب، والمليشيات يجب أ تكون في ليبيا، أنا لا أستطيع أن أحاور المليشيات"، على حد قوله.
وفي المقابل، قال حفتر إن قوات "فجر ليبيا" لا تخلو من وطنيين. وقال: "بالتأكيد بينهم وطنيون، لكن نشكك في وطنية بعضهم".
وتابع: "إذا تعرضنا لخطر خارجي علينا أن نتوحد ونتناسى كل شيء".
اتهامات لقطر وتركيا.. والسودان غيرت موقفها
واتهم حفتر قطر وتركيا بأن كلتيهما تمول المليشيات، قائلا: "السودان عرف الحقيقة، الاعتراف بالحق فضيلة، وهم وقفوا معنا في 17 شباط/ فبراير موقفا ممتازا، والحقيقة لما بيّنا لهم الحقائق، والتقينا منذ فترة قريبة، اعترفوا بأنهم كانت لديهم معلومات خاطئة".
وقال: "للأسف قطر وتركيا ما زالتا مستمرتين، لكن موقف قطر أجدر بها أن تصمت، لأنها وقفت مواقف مخزية منذ البداية، أما بالنسبة لتركيا، فلا نلومها لأنها عندها مواقف قديمة سيئة، وقبور الليبيين تشهد بفظاعة الأتراك، وهو ليس جديدا عليها أن تقف هذا الموقف، لكن قطر دولة عربية، فكيف يكون موقفها مخزيا بهذا الشكل؟!".
ولم يخف حفتر سعادته باجتماع رؤساء أركان الجيوش العربية في القاهرة، وقال: "أرسلنا رئيس أركاننا، وجهزنا ضباطا ووحدات، خلاف القوة التي تقاتل، لدينا رجال كثيرون، ومشكلتنا في السلاح."
وأعلن قبوله لوجود قوات عربية على الأراضي الليبية، قائلا: "إذا كنا في حاجة إليها.. ليه لا؟".
وأخيرا، حول وجوده رئيسا لليبيا، قال: "لو هذا الشعب يطلب سنقبل دون تردد".