قال الناطق الرسمي باسم "تجمع شرق
دمشق" عبد الرحمن الشامي في تصريح خاص لصحيفة "
عربي21" إن "ازدياد النفوذ الشيعي في دمشق انعكس مباشرة على تفاصيل الحياة، حيث أصبح وسط العاصمة السورية المعروف بالمدينة القديمة، يكتسي أعلاما سوداء وخضراء عليها عبارات الذكر والتمجيد ل "آل البيت" في ذكرى يوم
عاشوراء".
في نفس الإطار، أكدت دراسة استقصائية صادرة عن "تجمع شرق دمشق" ازدياد النفوذ الشيعي بشكل ملموس في دمشق؛ حيث تمكنوا من تأسيس حوزاتهم العلمية ومدراسهم الشيعية الخاصة والعامة، وشرعوا بنشاطاتهم التبشيرية تزامنا مع ممارسات وضغوطات مكثفة طالت علماء أهل السنة.
وجاء في مضامين الدراسة أن
الشيعة استولوا على العديد من المساجد السنية، وادعوا وجود مقامات لأهل البيت فيها كما فعلوا في حي "العمارة" بدمشق القديمة، حيث زعموا وجود مقام لـ "السيدة رقية"، وكذلك الأمر في "السيدة زينب" جنوب دمشق، وفي مدينة داريا بالغوطة الغربية.
أما بعد وفاة حافظ واستلام بشار الأسد مقاليد الحكم حسب الدراسة ذاتها، فقد ازدادت تبعية النظام السوري لأوامر إيران وخضع لها بشكل كامل، وانعكس ذلك على ظاهرة التشيع، فتدفقت الأموال الطائلة لشراء الأراضي والعقارات؛ حيث اشترى الإيرانيون عبر عملائهم عشرات
العقارات في دمشق القديمة، وخاصة في حي العمارة وباب توما، كما اشترت الأراضي والأسواق حول المقامات المزعومة في "السيدة زينب" وداريا وعدرا.
وأكد الشامي في بقية تصريحه أن "إلباس دمشق الرداء الشيعي لم يكن جديدًا ولكنه كان بدرجات أقل شيئًا ما، وقد بدأت القصة مع وصول حافظ الأسد إلى السلطة عام 1970، حيث سعى الأسد الأب إلى ضمان سيطرته على العاصمة دمشق، مشجعاً أبناء طائفته من العلويين، على ترك قراهم وجبالهم.
إذ أنشأ لهم أحياء خاصة في محيط العاصمة دمشق كـ "الديماس، وحي الورود، والمزة 86، وعش الورور" وغيرها من المناطق، بينم
ا كانت دمشق قبل ذلك تحوي أغلبية ساحقة سنية مع وجود بعض الأقليات المسيحية والشيعية.
وأضاف الشامي أنه "مع اندلاع الثورة السورية زجت إيران بكل إمكانياتها المالية والعسكرية للدفاع عن نظام الأسد الأب والابن، فمولت حربه ضد الشعب السوري بمليارات الدولارات كما جلبت آلاف المقاتلين الشيعة مع عائلاتهم من العراق، ولبنان، وأفغانستان، ومنحتهم منازل، وأراضي السوريين في دمشق، ورواتب مرتفعة بمقابل قتالهم إلى جانب النظام".
وبحسب الناطق الرسمي لـتجمع شرق دمشق فقد سمحت
السلطات السورية لشبان من الطائفة الشيعية الساكنين في مناطق مثل الشاغور، وشارع الأمين، وحي الجورة، وقرب الثانوية المحسنية في دمشق القديمة وغيرها التي يتواجد فيها الشيعة بحمل سلاح والتطوع في مجموعات تحسب على السلطات، للقتال إلى جانبها وإقامة حواجز وتفتيش المارة.
فيما يطمح المعارضون للنظام والتواجد الإيراني في سوريا بنهاية النظام السوري اليوم قبل الغد، معتبرين أن سقوطه يعد خطوة ذات أهمية عالية في كسر التدفق الإيراني إلى بلدهم ومدنهم.
جدير بالذكر أن الاحتفالات الشيعية كانت تقتصر في فترة ما قبل الثورة على طقوس تمارس في أماكن خاصة بهم دون ضجة، وكان ظهورها للعلن خجولا وانحصر بحالات معدودة، الأمر الذي اختلف حاليا بشكل كبير، بدءا من التحصين والتشديد الأمني، مروراً باللافتات، والأعلام، والموسيقى، والأغاني الدينية الصاخبة في العديد من الأماكن، وانتهاء بحيثيات الاحتفالات أو" اللطميات".