الطائفة السامرية بنابلس تنحر 55 خروفا احتفالا بعيد "الفسح" (فيديو)
القدس المحتلة - الأناضول03-May-1509:30 AM
شارك
يأكل السامريون جزءا من قرابينهم ويحرقون ما تبقى منها قبل بزوغ الفجر - الأناضول
نحر أبناء الطائفة السامرية، مع غروب شمس السبت، 55 خروفا، على قمة جبل جرزيم، بمدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، احتفالا بعيد "الفسح" (بحسب نطق السامريين للكلمة)، ورددوا ترانيم من التوراة، بحضور رسمي وشعبي فلسطيني وإسرائيلي.
وعلى وقع ترانيم تلاها الكاهن الأكبر للطائفة عبد الله واصف، برفقة كهنة آخرين، جزت الخراف بذبحة واحدة.
ويقول خضر الكاهن أحد كهنة الطائفة السامرية، لمراسل الأناضول على هامش الاحتفال: "اليوم جزت رقاب 55 خروفا مرة واحدة، وهذه شروط للعيد، شريطة ألا يتجاوز عمر الخروف السنة".
وأضاف أن "اليوم هو أفضل أيام السنة، نتقرب إلى الله بيوم الحرية وخلاص بني إسرائيل من عبودية فرعون".
ويرتدي السامريون في العيد اللباس الأبيض، ويدعون الله من أجل إحلال السلام في العالم.
روحي مفرج، أحد أبناء الطائفة يقول: "هذا يوم سلام للعالم، فيه نفرح من خلاص بني إسرائيل من عبودية فرعون".
ويضيف: "نصلي للسلام من أجل العالم من أصغر طائفة على وجه الأرض".
وعقب نحر الخراف يتبادل السامريون التهاني بالعيد، بينما يضعون دماء خرافهم على جباههم.
نجلاء الكاهن تقول بينما كانت تتبادل التهاني مع أبناء طائفتها: "هذا اليوم أجمل أيام السنة، أنا فرحة، وآمل في مستقبل أفضل لأبنائي".
وتضيف: "اليوم جزت (ذبحت) عائلتي خمسة خراف".
بينما انشغل الجمع بتقديم التهاني في موقع ذبح القرابين، فقد عملت رفقة واصف على تقديم خبز خاص محشو بنبتة المرارة (نبته تنبت في جبال نابلس شديدة المرارة).
وتقول رفقة: "بهذا العيد نأكل هذا الخبز المحشو بنبتة المرارة لنتذكر مرارة العيش التي عاشها موسى عليه السلام وبنو إسرائيل بسبب فرعون".
وحضر مراسم العيد محافظ نابلس أكرم الرجوب ورئيس بلديتها غسان الشكعة ورئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية حسين الأعرج، وجمع من رجال الأعمال الفلسطينيين، إلى جانب وفود إسرائيلية وضباط عسكريين ومستوطنين يهود.
ويقول الرجوب لـ"الأناضول": هذا نموذج للتعايش لا يوجد له مثيل، في نابلس يعيش المسلم والمسيحي والسامري معا إخوة متحابين".
ويضيف: "نحن هنا اليوم لنؤكد أن السامريين جزء من الفسيفساء الفلسطينية".
ويتحدث السامريون لغة خاصة، إلى جانب إتقانهم اللغتين العربية والعبرية، ويعيشون في نابلس منذ أن قدموا إلى فلسطين، وتربطهم علاقات اجتماعية وصداقة مع الفلسطينيين، وتربطهم أيضا علاقة جيدة مع اليهود.
وعيد الفصح هو أحد الأعياد الرئيسة في الديانة اليهودية، ويحتفل به لمدة سبعة أيام، لإحياء ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر الفرعونية، كما ورد في سفر "الخروج".
ويأكل السامريون جزءا من قرابينهم ويحرقون ما تبقى منها قبل بزوغ الفجر.
ويتحدث سفر الخروج (أحد الأسفار المقدسة لدى اليهود) عن نجاة بني إسرائيل من استبداد وظلم فرعون مصر واستعباده إياهم، وذلك بأن أرسل إليهم نبيه موسى ليعظهم ويُعلمهم، فقادهم في رحلةٍ طويلة عبر البراري حتى وصلوا إلى جبل الطور في سيناء (شمال شرق مصر)، حيث وعدهم الله بأرض كنعان (فلسطين)، وأنزل الشريعة على موسى، ليُعلمهم الدين، وفقا لسفر الخروج.
واحتفل السامريون، مساء الأحد الماضي، بأول أيام عيد الفصح، من خلال ذبح الخراف، وإقامة صلوات خاصة، بحضور رسمي وشعبي فلسطيني وإسرائيلي.
ويعتقد السامريون بأنهم بقايا شعب بني إسرائيل، ويرفضون أن يطلق عليهم اليهود، مؤمنين بالأسفار الخمسة (التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية)، والتي لا تتطابق مع الأسفار الخمسة التي يؤمن بها اليهود اليوم.
ويعتقد السامريون أنه ليس لليهود حق في مدينة القدس، ويقدسون جبل جرزيم بنابلس، حيث يسكنون منذ سنوات، ولا يزالون يمتلكون عقارات بنابلس، ويعملون في الحكومة الفلسطينية والمؤسسات رغم أنهم يحملون الهوية الإسرائيلية.
ويحتفل السامريون، البالغ عددهم 746 شخصا موزعين على جرزيم ومنطقة حولون، قرب تل أبيب، بأعياد التوراة السبعة فقط، وهي: عيد الفصح، وعيد الفطير (العجين غير المختمر)، وعيد الحصاد، وعيد رأس السنة العبرية، وعيد الغفران، وعيد العرش (المظال)، والعيد الثامن أو فرحة التوراة.
وفي هذه الأعياد، يحج السامريون إلى جبلهم المقدس "جبل جرزيم" ثلاث مرات سنويا، أثناء عيد الفصح وعيد الحصاد وعيد العرش.