سياسة عربية

لوفيغارو: جنود إسرائيليون يعترفون بقتل مدنيين إبان حرب غزة

التقرير أعدته المنظمة الإسرائيلية "كسر الصمت" (منظمة غير حكومية) - أ ف ب
اعترف أزيد من ستين جنديا إسرائيليا بارتكابهم جرائم قتل في حق الفلسطينيين العزل، واستهداف الأحياء المأهولة بالسكان دون تفريق بين المقاتلين في قطاع غزة والمدنيين، كما أقروا بتنفيذ سياسة "إطلاق نار عشوائية"، وذلك إبان  العُدوان الأخير على قطاع غزة، حسب تقرير نشرته جريدة "لوفيغارو" الفرنسية الإثنين.
 
وأفاد الجنود الإسرائيليون حسب التقرير الذي أعدته المنظمة الإسرائيلية "كسر الصمت" (منظمة غير حكومية)، أنهم كانوا لا يتوانَون عن إطلاق النار دون تفرقة بين مدنيين ومقاتلين، ووفق رقيب في فرقة المشاة الإسرائيلية "لا يَعنيني أن يكون من أمامي مدنيا أو مقاتلا، فليست مشكلة أن تقتل أحدهم داخل غزة".

ويحكي أحد الجنود وفق التقرير الذي اطلعت عليه "عربي21"، خلال تواجد قوة إسرائيلية في منطقة جنوب قطاع غزة، مرت بعيدا عنا ثلاث نساء وسط حقل يبعد حوالي 900 مترا، حيث طلب قائد الفرقة التحقق من كونهن مسلحات، إلا أن زاوية الرؤية نهارا لم تسمح بذلك، ليقرر "الكوموندو" إرسال طائرة بدون طيار قامت بقتل النسوة. قبل أن تتحرك إحدى المدرعات لمعاينة جثث فتيات لا يتعدَّين الثلاثين واللائي تبين أنهن غير مسلحات"، موضحا " تم اعتبارهن إرهابيات ضمن تقريرنا اليومي، ما دامت قواتنا قد أقدمت على قتلتهن".

وقال جندي آخر، كان ضمن المشاركين في سلاح المدرعات في دير البلح " كل شخص تواجد بالقرب من قواتنا في دائرة قطرها 200 متر يجب أن يموت، هذه هي الأوامر"، مستطردا " لا يمكننا أن نفترض أن مدنيين يوجدون في محيط تحركاتنا".
 
إلى ذلك، سجلت الشهادات المستقاة من طرف منظمة " كسر الصمت"، دمارا كبيرا في المُدن على طول الحدود مع الكيان الإسرائيلي، من بيت حانون إلى رفح مرورا بالبريج وخزاعة، حيث تم تسوية أحياء سكنية كاملة بالأرض بواسطة المدفعية والطيران الإسرائيلي، "كنا نمضي وقتنا باستهداف البيوت نفسها والنوافذ عينها، وكنا نستغرب عند رؤية أحدهم واقفا على رجليه داخلها، حيث استعملنا كميات مهولة من الذخيرة" يقول أحد الجنود متابعا " كان الأمر مشابها لألعاب الفيديو".

وأضافت شهادات أخرى، أن الجيش الإسرائيلي أقدم على هدم بنايات عديدة عبر قصفها، وتهديم أحياء بكاملها خصوصا المناطق التي كانت تأتي منها الصواريخ في اتجاه إسرائيل دون التحقق من إخلائها، إلى جانب تلك التي يفترض احتماء بعض قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أو "الجهاد الإسلامي" داخلها. كما لفت آخرون إلى قصف بعض المناطق انتقاما لمقتل أحد العسكريين الإسرائيليين.

من جهة أخرى، اعتبر الناطق الرسمي باسم  كسر الصمت "يهودا شؤول"، الشهادات المقدمة من طرف الجنود " انحدار كبيرا للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية خلال عشر سنوات الأخيرة"، بدءا من الانسحاب من القطاع عام 2005 ، الأمر الذي حدا بمسؤولي الجيش بعدم احترام المعاهدات الدولية القاضية بحماية المدنيين خلال الحرب المعتمدة منذ تسعينات القرن المنصرم.

وأضاف شاؤول حسب "لوفيغارو"، "تخلى الجيش الإسرائيلي عن مبادئه من أجل استعادة قوته الرادعة، خصوصا بعد سيطرة "حماس" على القطاع، وهي التغييرات التي حدثت داخل الجهاز العسكري بدون الرجوع للمجتمع الإسرائيلي وبدون إعلامه". 

التقرير الذي وثق جرائم الجنود الإسرائليين في حق الفلسطينيين، يأتي بعد قرابة سنة على الحملة العسكرية المدعوة "الجرف الصامد" طيلة 51 يوما، والتي أودت بحياة أزيد من 2200 فلسطينيا.