أفادت رسالة إلى مجلس الأمن الدولي من سفير
اليمن لدى
الأمم المتحدة، خالد اليماني، بأن اليمن حث المجتمع الدولي على المسارعة بالتدخل بقوات برية لإنقاذ البلاد، ولا سيما مدينتي عدن وتعز.
وحثت أيضا الرسالة الأربعاء المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان على توثيق الانتهاكات "الهمجية" ضد السكان العزل.
من ناحيته، وصل وزير الخارجية الأميركي جون
كيري إلى الرياض مساء الأربعاء، لبحث "هدنة" محتملة في العمليات العسكرية في اليمن؛ حيث قتل عشرات المدنيين خلال النهار أثناء محاولتهم الفرار من المعارك.
ووصل كيري إلى العاصمة
السعودية آتيا من جيبوتي، والتقى بعيد وصوله ولي العهد الجديد محمد بن نايف.
ومن المقرر أن يجتمع الوزير الأميركي الخميس مع كل من العاهل السعودي الملك سلمان والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وقال كيري أمام صحافيين في جيبوتي، حيث اختتم جولة أفريقية، إنه سيبحث بالسعودية "في طبيعة الهدنة وكيفية تطبيقها"، معربا عن "القلق الشديد حيال الوضع الإنساني في اليمن".
وأضاف: "أنا واثق من رغبتهم في إقرار هدنة"، في إشارة إلى السعوديين. وتقود الرياض التحالف ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.
وقال دبلوماسي أمريكي إن كيري بحث هذا الأسبوع "الهدنة الإنسانية" مع نظيره السعودي عادل الجبير الذي سيلتقيه الخميس.
كما بحث هذا الأمر مع نظيره الإيراني محمد ظريف، بحسب المصدر ذاته.
من جهته، قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، في تصريحات بالرياض، إنه سيتباحث الخميس مع كيري، خصوصا في مسألة المساعدات الإنسانية في اليمن، وكيفية التقدم في هذا المجال.
وشدد كيري في تصريحاته في جيبوتي على أن "الأزمة الأشد إلحاحا في الوقت الراهن هي الأزمة الإنسانية"، معلنا عن تخصيص 68 مليون دولار للمنظمات الإنسانية في اليمن.
وحذرت 22 منظمة إنسانية ناشطة في اليمن الأربعاء من أنها قد تعلق مساعداتها العاجلة في حال لم تفتح فورا الممرات البرية والبحرية والجوية للسماح بالتزود بالوقود.
وقال المنتدى -الذي يضم 22 منظمة إنسانية دولية موقعة على بيان مشترك- إن "الإعلان عن هدنة إنسانية محتملة في العمليات العسكرية لن يخفف من حدة النزاع".
ميدانيا، قتل قائد القوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي في ثلاث محافظات جنوبية، الأربعاء، بعد أن أصيب برصاص قناص في عدن، بحسب ما أفاد مسؤول في الجيش، فيما قتل 32 مدنيا في قصف طال نازحين في المدينة الجنوبية.
وقال المصدر إن اللواء الركن علي ناصر هادي (لا تربطه علاقة قرابة بالرئيس)، قتل بينما كان ينظم صفوف "المقاومة الشعبية" المناهضة للحوثيين في حي التواهي بوسط عدن الذي يتعرض لهجوم من قبل الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وكان هذا الضابط الكبير عين قائدا للمنطقة العسكرية الرابعة التي تضم محافظات عدن ولحج وأبين، من قبل الرئيس هادي، بعد لجوء الأخير إلى الرياض في آذار/ مارس الماضي مع بدء العملية العسكرية ضد الحوثيين.
وقتل سبعة من المقاتلين الموالين لهادي، وأصيب 95 بجروح في المعارك التي دارت خلال الساعات الـ24 الأخيرة في عدن، بحسب ما أفاد المسؤول الطبي الخضر لصور.
وفي الرياض أعلنت السلطات السعودية الأربعاء مقتل خمسة أشخاص، وإصابة 11 آخرين في إطلاق صواريخ من اليمن على مدينة نجران.
وقتل مدنيان كانا في سيارة، إضافة إلى اثنين من المارة، عند سقوط قذيفة على مدينة نجران، فيما أصيب 11 شخصا آخرين، بحسب بيان لمديرية الدفاع المدني نشرته وكالة الأنباء السعودية.
وشهدت الحدود بين السعودية واليمن عمليات عدة لتبادل إطلاق نار منذ بدء الحملة الجوية التي يشنها التحالف العربي بقيادة الرياض في اليمن في 26 آذار/ مارس.
وأفادت مصادر عسكرية بأن المعارك والغارات أسفرت عن مقتل 17 شخصا في معسكر الحوثيين وحلفائهم، إضافة إلى مقتل خمسة مقاتلين إضافيين في محافظة الضالع الجنوبية شمال عدن.
وذكر شهود أن العديد من سكان عدن يحاولون الهرب من القتال، ويستخدمون زوارق صغيرة للهروب عبر البحر، وأن عددا من السكان لقوا حتفهم بعد أن أصيب مركبهم برصاص.
وقتل 32 شخصا كانوا يحاولون الهرب عبر البحر من القتال المستعر في عدن، عندما أصابت قذائف عوامة ورصيفا في ميناء للصيد في المدينة، بحسب ما أفادت مصادر طبية.
وذكر مسؤول طبي "أن 32 شخصا قتلوا، وأصيب أكثر من 67 جريحا، في قصف تعرض له النازحون لدى محاولتهم الهروب من القتال الدائر في حي التواهي إلى منطقة البريقا"، في الجهة المقابلة من الخليج، كما حمل المسؤول المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح مسؤولية
هذا القصف.
وأشار المصدر إلى أنه تم نقل الضحايا إلى مستشفى باصهيب العسكري ومستشفى مصفاة عدن ومايو والنقيب والوالي.
وكان تحالف عربي بقيادة السعودية بدأ في أواخر آذار/ مارس بشن غارات على المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق شاسعة من اليمن، بما فيها العاصمة صنعاء.