نشر موقع ميدل إيست مونيتور البريطاني، تقريرا حول رئيسة وزراء
اسكتلندا نيكولا ستورجن، متحدثة فيه عن سطوة هذه المرأة وصلابتها، ما دفع لوصفها بـ"أخطر امرأة في
بريطانيا".
ونقل الموقع في هذا التقرير، الذي اطلعت عليه "عربي 21"، تخوف عديد البريطانيين من إقدام ستورجن على تقسيم المملكة المتحدة في سبيل نيل استقلال اسكتلندا، وهي الحجة التي اعتمدها سياسيو بريطانيا من الداعمين للوبي الصهيوني في مواجهة تفوق الأداء الانتخابي للحزب الوطني الأسكتلندي.
وجاء في تقرير الموقع الذي أعدته الصحفية إيفون ريدلي، أن سبر الآراء قد كشفت عن تغير للمشهد السياسي بخسارة رئيس حزب العمال في اسكتلندا، الذي يعد الداعم الأكبر لإسرائيل إلى جانب رئيس الوزراء السابق جوردن براون، مقعده علما انه كان الرئيس السابق لالمجموعة البرلمانية "أصدقاء
إسرائيل في حزب العمال" . وقَد خسر مقعده لصالح مرشحة الحزب الوطني الأسكتلندي كيرستن أوزوالد، شرقي رينفروشاير.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها منذ عقود، فاز الحزب الوطني الأسكتلندي بـ56 دائرة انتخابية من أصل 59 في اسكتلندا، لتحولها إلى جهات خالية من تأثير اللوبي الصهيوني، الأمر الذي أدى إلى عدم الارتياح في صفوف أصدقاء إسرائيل من السياسيين في وستمنستر، خاصة مع شبه انعدام لوجوه سياسية داعمة لها في أسكتلندا.
وأشار الموقع إلى نجاح مرشحة الحزب الوطني الاسكتلندي، الطالبة الجامعية مهايري بلاك البالغة من العمر 20 سنة، في الإطاحة بقيادي بارز قي حزب العمال دوجلاس ألكساندر، لتصبح بذلك أصغر نائب منذ عام 1667.
يذكر أن أليكسندر كان قد زار إسرائيل مع أعضاء من حزبه من قبل، وكان يشغل منصب وزير التجارة والاستثمار والشؤون الخارجية عام 2004 قبل أن تتم ترقيته على رأس التنمية الدولية من قبل جوردن براون سنة 2007، لينتهي إلى تقلد وزارة خارجية الظل على يد إد ميليباند.
وفي هذا السياق، أحال الموقع على تعليق النائب عن مجموعة "أصدقاء إسرائيل في حزب العمال، دايفيد كارنز، الذي تحدث عن استعداد المجموعة للعمل مع ألكسندر لدعم العلاقات القوية بين المملكة المتحدة وإسرائيل، وحماية استقرار المنطقة من خطر الملف النووي الإيراني وتهديد حماس وحزب الله.
وبالعودة إلى نتائج
انتخابات هذه السنة، أشارت الصحيفة إلى خسارة زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار السابق، تشارلز كينيدي، لمقعده لصالح الحزب الوطني الإسكتلندي في دائرة روس وسكاي ولوتشابر، بعد تمثيل لهذه الدوائر الانتخابية دام 32 سنة. وكان تشارلز قد أقدم سابقا على إقالة إحدى نائبات الحزب استجابة لضغط اللوبي الصهيوني، على خلفية إعلانها تفهمها لدوافع إقدام بعض
الفلسطينيين على القيام بـ"عمليات انتحارية"
وكانت جيني تونج قد صرحت، حسب ما ذكره الموقع، بتفهمها لاضطرار المقاومين الفلسطينيين لتبني هجمات عنيفة في مواجهة وحشية الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة على أن العيش في الشرق الأوسط كان ليدفعها للأمر ذاته، الأمر الذي دفع كينيدي بأن يأمرها بالتخلي عن منصبها كمسؤولة عن ملف الأطفال في الحزب.
وأوضح الموقع بأن تونج أفادت بأن تصريحها جاء بسبب تفهمها لمشاعر الأمهات والأطفال الفلسطينيين الذين يواجهون العنف والموت على أيدي الاحتلال منذ عدة عقود، غير أن ذلك لم يشفع لها لدى كينيدي الذي استجاب لضغط اللوبي الصهيوني لفصلها، وهو الأمر الذي اعتبره اللورد جرافيل جانار محمودا ومشكورا. يذكر أن جانار يواجه الآن اتهامات بالإساءة للأطفال حين كان نائبا بالبرلمان البريطاني.
كما أشار الموقع إلى تخلي رئيس العمال الأصدقاء لإسرائيل، السير آلان بيث، عن مقعده في بيرويك بعد سنوات عدة من تمثيله للديمقراطيين الأحرار، إثر تأثر المنطقة الحدودية بالتغيرات الجيوسياسية التي تعصف بالمملكة المتحدة، لتنتهي بذلك سنوات خدمته الـ40 في وستمنستر.
ورأى الموقع أن من شأن حصول الحزب الوطني الاسكتلندي على 1,454,436 من الأصوات، والتخوف من المطالبة بإجراء استفتاء ثان حول استقلال اسكتلندا، يمكن أن يقض مضجع ديفيد كاميرون، كما أن وصول النواب الأسكتلنديين للبرلمان سيقرع حتما أجراس الخطر لدى المجموعات السياسية الداعمة للوبي الصهيوني في وستمنستر وتل أبيب على حد سواء.
وفي هذا السياق، نقل عن رسالة مكتب رئيسة الوزراء الأسكتلندية لمنظمي مؤتمر جلاسكو " لمنع تجارة الأسلحة لإسرائيل"، تتضمن دعمها ل "إنهاء تجارة الأسلحة مع إسرائيل "، ومبلغة المؤتمرين "أطيب تمنيات" نيكولا ستورجن بنجاح هذا الحدث الهام، ومذكرة بمطالبة الحكومة الأسكتلندية لبريطانيا بفرض حظر على بيع الأسلحة لإسرائيل خلال حربها الأخيرة على غزة، كما أكدت رئيسة الوزراء على "صداقتها لفلسطين واعتزامها مواصلة الضغط على الحكومة البريطانية".
وفي الختام، خلص الموقع إلى أن الضغط الأسكتلندي سيتواصل مؤثرا بذلك على كل من وستمنستر وتل أبيب، ومدعوما بالنتائج الانتخابية الحالية التي من شأنها أن تدعم الموقف الفلسطيني، كما يقول التقرير.