قال مسؤول أمني رفيع بالجزائر، في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الأحد إن "
الجزائر رفعت مستوى
التنسيق الأمني مع تونس، بغرض منع
تسلل مقاتلين ينتمون لتنظيم الدولة، بعد ضبط مراسلات بين عناصر التنظيم بسوريا و العراق وقادة كتيبة "عقبة بن نافع" في تونس، تشير إلى مساعي يقوم بها
تنظيم الدولة لإدخال العشرات من عناصره إلى الجزائر.
وأورد المصدر، إلى أن السلطات الأمنية الجزائرية، ضبطت اتصالات، قام بها الناطق الرسمي لتنظيم الدولة، أبو محمد العدناني، -التي أشارت تقارير أمنية أنه قتل بالعراق-، وبين قيادة كتيبة "عقبة بن نافع" في تونس، وتشير إلى أنها "تعمل على تسهيل الطريق أمام دخول جهاديّ التنظيم إلى الجزائر".
وكانت كتيبة عقبة بن نافع وراء الهجوم الإرهابي الذي إستهدف متحف"باردو" بالعاصمة التونسية، في 18 آذار/ مارس، الماضي وخلف 23 قتيلا أغلبهم من جنسيات أوروبية، وقتل أمير التنظيم، خالد الشايب، المكنى " لقمان أبو صخر"، في 29 من نفس الشهر بمدينة قفصة، ومعه أربعة من رفاقه.
وأضاف المصدر ذاته أن هناك "اتصالات جرت بين أبو محمد العدناني من العراق، وأبو عائشة التونسي، وهو أحد قادة كتيبة " عقبة بن نافع"، تباحث فيها القياديان كيفية إلحاق العشرات من عناصر التنظيم، إلى الجزائر، عبر جبال "الشعانبي" التي شهدت العديد من العمليات الإرهابية ضد أفراد الجيش التونسي.
واعتبر محمد خلفاوي، الضابط السابق في جهاز المخابرات، في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الأحد، أن "القيادة التونسية واعية بحجم الخطر الإرهابي الآتي من تنظيم الدولة، وهو خطر يهدد كل من تونس و الجزائر عبر الحدود".
ويرى خلفاوي "أنه على الجيشين، الجزائري و التونسي أن يعملا على تطويق المجموعات الإرهابية عبر الحدود، وقد تمكنا جزئيا من ذلك، وعليه شعرت التنظيمات الإرهابية بالخطر، ما جعلها تستمر في دعم تنظيم الدولة، وقد أعلنت مبايعتها لتنظيم الدولة من أجل خطف الأضواء و الحصول على المال والإشهار لأعمالها".
ورفعت الجزائر مستوى التنسيق مع تركيا كذلك، بحيث "طلبت الحكومة الجزائرية من أنقرة إعادة أي جزائري يشتبه سعيه الالتحاق بتنظيم الدولة في سوريا عبر مطاراتها".
وكانت مصالح الأمن الجزائرية، أوقفت الأسبوع الماضي، بمطار عنابة، شرق العاصمة، أربعة تونسيين، على مرحلتين، وأحالتهما على التحقيق، وأشار أمنيون لصحيفة "
عربي21"، الأحد أن الموقوفين إعترفا بسعيهم الإلتحاق بتنظيم الدولة، في سوريا عبر تركيا، كما ضبطت ذات المصالح لديهم مراسلات عبر حساباتهم الإلكترونية، مع منتمين لللتنظيم في سوريا و العراق يوجدون بساحات القتال".
وأقر أحد الموقوفين التونسيين أنه "تعرف على سعودي بمكة المكرمة، وأبان له خيوط الالتحاق بتنظيم الدولة عبر مطار عنابة بالجزائر، وصولا لتركيا ومن ثم إلى سوريا.
وكان تنظيم الدولة، بثت تسجيلا صوتيا، لزعيمه أبو بكر البغدادي، كانون الثاني/ديسمبر الماضي، قال فيه "إننا نبشركم بإعلان تمدد الدولة إلى بلدان جديدة، إلى الجزائر و ليبيا و مصر و بلاد الحرمين و اليمن، و نعلن قبول بيعة من بايعنا من إخواننا في تلك البلدان، و إلغاء أسماء الجماعات فيها، و إعلانها ولايات جديدة للدولة الإسلامية، و تعيين ولاة عليها".
وينتظر أن يزور رئيس الحكومة التونسية،
حبيب الصيد، الجزائر، مطلع الأسبوع المقبل حسبما ذكرته مصادر دبلوماسية، ويحل الصيد بالجزائر وفي حقيبته أوراقا أمنية مطروحة للتباحث مع الطرف الجزائري في إطار تعزيز التنسيق الأمني ومنع تسلل عناصر جهادية عبر الحدود.