شكك متتبعون للشأن
اليمني في جدية قبول الحوثيين والموالون لعلي عبد الله صالح، للهدنة الإنسانية المقترحة من الرياض، واستبعدوا أن تلتزم جماعة أنصار الله بالهدنة رغم إعلانها ذلك، وقالوا إن الجماعة المعروفة بنقض التزاماتها، قد تستغل الهدنة لإعادة الانتشار والاستفادة من الدعم الإيراني.
وفي هذا السياق يرى المحامي والسياسي اليمني، فيصل المجيدي أن "الهدنة ضرورية، لإخراج الوطن من الكارثة الإنسانية التي أدت إلى نزوح أكثر من 300 ألف نازح داخل اليمن، وقرابة 15 ألف لاجئ إلى جيبوتي والصومال".
محذرا من تلاعب الحوثي والمخلوع صالح، واعتبر قبولهم لمقترح
الهدنة الإنسانية مجرد "موقف ظاهري يحوي أبعاد أخرى".
وقال في تصريح لـصحيفة
"عربي21"، إن وقف الضربات الجوية للتحالف، ووقف هجمات المقاومة الشعبية، الثلاثاء المقبل، سيفتح المجال لمسلحي الحوثي وقوات علي صالح لإعادة الانتشار، ونقل السلاح.
وأضاف أن ذلك سيتيح لهم الفرصة "للحصول على الدعم النوعي من طهران وحزب الله اللبناني، استغلالا لحالات الإغاثة"، وقال: إن محاولة توسعهم سيؤدي إلى انهيار عملية "وقف إطلاق النار"، "تحت مبرر إيقاف عمليات التحالف بشكل نهائي".
وأوضح المجيدي أن"المواجهات مع الحوثيين، أثبتت انقلابهم على ما يقارب 58 اتفاقاً "معبرا عن عدم تفاؤله من قبولهم الهدنة، مشيرا إلى أن الجماعة قبلتها من أجل "إعادة نشر قواتها استعداد لمعركة جديدة، نظرا لما تملكه من عتاد وجيش استولت عليه من الدولة".
و أشار المحامي اليمني، إلى أن الهدنة المقرر -سريانها الثلاثاء المقبل-، لن تستمر طويلا، "لكون جماعة الحوثي لا تتفاوض، إلا إذا انهزمت، وعندما تتفاوض لا تملك الشجاعة لتنفيذ ما التزمت به، بل تجعل من المفاوضات استراحة محارب لبدء حرب جديدة تحت ذرائع واهية".
مساعدات إيرانية لإنجاح الهدنة
من ناحيته، قال الكاتب والصحفي أمجد خشافة: إنه "حينما يخوض
الحوثيون حرباً في سبع جبهات، فمن الصعب ضبط وقف إطلاق النار"، موضحا أنهم "المستفيدون من الهدنة، نظرا لحجم الضرر الذي أصابهم؛ جراء القصف الجوي من قبل التحالف وضربات المقاومة الشعبية".
وقال: إن الهدنة يمكن أن تنجح في حالة واحدة، "وهي ضمان وصول معونات لجماعة الحوثي من حليفتها إيران"، مفسرا ذلك بكونها "لا يمكنها قبول أي مساعدات إنسانية، لا تمر عبر الحلفاء في طهران".
وبين خشافة في حديث خاص لصحيفة
"عربي21" أن "الحوثي لن يقدم نفسه، رافضا للهدنة، ولكنه سيظهر أمام المجتمع الدولي بأن
السعودية هي من أفشلتها، في حال رفضت دخول السفن القادمة من جمهورية إيران المحملة بالدعم الطبي وربما العسكري لجماعته".
وتابع قائلا: "إذا فشلت عملية وقف إطلاق النار؛ فإن الحوثيين وعلي صالح سيراهنون على الكارثة الإنسانية التي تخيم على البلاد"، مبينا أن ذلك قد يزيد من ضغط المنظمات الدولية على السعودية، لوقف قصفها للحوثيين.
عوامل الهدنة لم تكتمل
في السياق ذاته، قال رئيس المركز الديمقراطي اليمني "جرد"، عبد الوهاب الشرفي إن "هناك وضعا إنسانيا بالغ الخطورة، في البلاد بشكل عام، وفي مدن بعينها؛ مثل مدن الجنوب، ومدينة صعدة (معقل الحوثي)"، وهو ما يفرض على الجميع، حسب المتحدث، التعاطي مع هذه الهدنة.
وأضاف في حديث خاص لـصحيفة
"عربي21" أن القبول بالهدنة الإنسانية التي اقترحتها الرياض "من حيث المبدأ، لايمكن لأي طرف رفضها"، لأنه "سيتحمل تبعات أخلاقية كبيرة".
وأوضح الشرفي أن الهدنة المحددة في 12 من أيار/ ماي الجاري، "ما يهددها ليس موقف الحوثيين"، وإنما "عدم اكتمال العوامل الموضوعية لحدوثها على الواقع، نتيجة الاكتفاء بالإعلان عنها دون التنسيق مع الأطراف المتصارعة في الجبهات المختلفة".
وكانت جماعة "أنصار الله" المعروفة بـ"الحوثي"، دعت، الأحد، إلى استئناف الحوار السياسي في اليمن من حيث توقف وبرعاية الأمم المتحدة، مبدية استعدادها لـ"التعاطي بإيجابية" مع أي جهود ترفع المعاناة عن الشعب اليمني، في رد ضمني على قبول الهدنة الإنسانية.
في السياق ذاته أعلنت القوات الموالية للرئيس المخلوع
علي عبد الله صالح، الأحد، عن قبولها لمقترح الهدنة
وكان وزيرا الخارجية، السعودي، عادل الجبير، ونظيره الأمريكي جون كيري، كشفا الجمعة الماضية، عن هدنة إنسانية في اليمن تبدأ الثلاثاء المقبل، مشروطة بتقيد الحوثيين بوقف إطلاق النار، وعدم استغلالها في تحركات عسكرية.