لم تقنع كل إدانات منظمات حقوق الإنسان حول حالات التعذيب الكثيرة في مصر، وانتشار عدد كبير من المقاطع المصورة والشهادات التي تقر بها ووصل ببعضها إلى حد موت الضحية.. المتحدث باسم الداخلية المصرية، بأن هناك تعذيبا في السجون، بعدما أبدى "تعجبه" من حديث أحد السياسيين المصريين الذي انتقد التعذيب في مصر، مشيرا إلى أنه "غير موجود".
وقال اللواء أبو بكر عبد الكريم، الأحد: "قلنا مرارا وتكرارا إن التعذيب جريمة، والسجون ليست قلاعا حتى يتم اقتحامها، فهي يتم التعامل معها وفقا للقانون، من خلال التفتيش القضائي، وتقوم النيابة كل فترة بزيارات مفاجئة؛ لتفقد الأوضاع فيها".
وأضاف في مداخلة على فضائية "صدى البلد": "لا يوجد أي مبرر لتعرض أي مسجون لدينا للتعذيب؛ لأنه يتم إيداعه بالسجن، إما لتنفيذ حكم قضائي، أو على ذمة قضية متهم بها، وبالتالي فإنه ليس مطلوبا منه معلومات أو أي شيء آخر، سوى الالتزام بلوائح السجون".
وتأتي تصريحات عبد الكريم ردا على مقال للسياسي
المصري، عمرو حمزاوي، نشره على موقع "سي إن إن"، انتقد فيه أوضاع السجون المصرية والتعذيب فيها.
مقال حمزاوي سبقه مئات البيانات والإدانات لما وصلت إليه السجون في مصر، في مرحلة ما بعد الانقلاب العسكري في 3 تموز/ يوليو 2013.
وقالت
منظمة العفو الدولية، في تقرير لها في آذار/ مارس الماضي، إن سلسلة من الوفيات في الحجز سلطت الضوء على التعذيب وظروف الاحتجاز المروعة في قسم شرطة المطرية، بالقاهرة، حيث فارق ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص الحياة في الشهر نفسه.
وأفادت المنظمة بأنه منذ نيسان/ أبريل 2014، فارق ما لا يقل عن تسعة معتقلين الحياة في قسم شرطة المطرية، طبقا لمعلومات جمعتها منظمة العفو الدولية. ورغم ذلك، فقد اتسمت التحقيقات التي أجريت حتى الآن بعدم الجدية، ولم يحاسب أي شخص بالعلاقة معها.
وقالت نائبة مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، حسيبة حاج صحراوي إنه "وعوضا عن مباشرة تحقيقات جادة لتسليط الضوء على الظروف التي أحاطت بالوفيات، أعلنت السلطات عن تحقيقات غرضها الوحيد إسكات الانتقادات، بينما تقوم فعلياً بالتستر على قوات الأمن وحمايتها من كل نقد، ناهيك عن عدم مساءلتها. وينبغي أن يحاسب المسؤولون عن التعذيب وعن غيره من الجرائم على ما اقترفت أيديهم وأن يقدموا إلى العدالة".
وقد وثقت منظمة العفو عدة حالات وفاة من التعذيب منها: عماد العطار، ومصطفى محمود، وعزت عبد الفتاح، ومصطفى الأسواني، وأحمد إبراهيم.