وجه الإعلامي
المصري، المؤيد للسيسي، إبراهيم عيسى، إهانة شديدة إلى الأسرة الحاكمة في
السعودية، بمقال كتبه بجريدته "المقال"، التي يرأس تحريرها، والصادرة الجمعة، اختار له عنوانا، احتل مانشيت الجريدة، يقول: "عبدالله بن سبأ مع أمراء السعودية في كامب ديفيد".
وفي المقال -الذي طالعته صحيفة "
عربي21"- تساءل عيسى: لماذا يخشى أمراء
الخليج من ابن السوداء، ويشكونه إلى أوباما، ويطالبونه بالتدخل ضده، والتحالف معهم عليه؟ كيف يعتقد التابعون والمؤرخون أن الصحابة بكل ما يملكون من رفعة ومكانة سقطوا في فتنة على يد يمني أسود انتصر على كل مسلمي الأرض؟
وفي البداية قال عيسى: "هي إذن مأساة عبدالله بن سبأ مرة أخرى، وهو يهودي من أهل صنعاء، أسلم في أيام الخليفة الراشد عثمان بن عفان، ثم جعل يتنقل -كما تروي الكتب- في الأمصار، يكيد لعثمان، ويغري به، ويحرض عليه".
وبعد استعراض الروايات التاريخية بشأن هذه الشخصية التي وصفها بأنها "محض اختراع"، قال إبراهيم عيسى: "الأمراء السعوديون والخليجيون في كامب ديفيد الآن مع الرئيس الأمريكي، يشكون إليه عبدالله بن سبأ، ويطالبونه بالتدخل ضده، والتحالف معهم عليه".
واستطرد عيسى في مقاله: "أوباما ابن السوداء -على طريقة مؤرخي الخلافة الإسلامية في وصفهم لابن سبأ- قال لهم إن المشكلة فيكم، وليست في ابن سبأ".
واختتم مقاله قائلا: "كل مرة ابن سبأ شكل.. هل لا تملك هذه الأمة وقتا، ولا عقلا، كي تعرف أنها سبب بلاويها، ولا أحد آخر، سواء كان ابن سبأ أو ابن كلب؟"، بحسب تعبيره.
ويُذكر أن إبراهيم عيسى يتقدم -وفق مراقبين- قائمة إعلاميين يعتمد عليهم
السيسي كرأس حربة في ترويج توجهاته وسياساته الخارجية والداخلية، بحكم علاقة ممتدة ووثيقة جمعتهما، منذ ما قبل الحشد الإعلامي والمخابراتي لتظاهرات 30 حزيران/ يونيو 2013، ضد حكم الرئيس الدكتور محمد مرسي، وهو ما كشف عنه عيسى بعد ذلك في جريدة "التحرير"، وقت أن كان رئيس تحريرها.
حيث ذكر أنه التقى السيسي مرات عدة، وأنه تبادل معه الرأي بخصوص نظام حكم الإخوان، ومرسي، ومدى إمكان تدخل الجيش ضده، وغيرها من القضايا.
كما لاحظ مراقبون أن الإعلام المصري -الذي يسيطر عليه رؤساء مجالس إدارات وتحرير وقنوات فضائية- متماهية مع نظام حكم السيسي، قد خالفوا التوصيف السعودي لما حدث في اليمن من أنه انقلاب على الشرعية، وأن الحوثيين مليشيات سيطرت بالقوة على البلاد، إذ استخدم الإعلام المصري خطابا "لينا" عند الحديث عن الحوثيين، وقلل من شأن "عاصفة الحزم"، وتعمد نشر الأخبار السلبية، ومزاعم قصف مقاتلات التحالف لمدنيين، وإطلاق الحوثيين نيران مدافعهم على المدن السعودية الحدودية، وإسقاط طائرة مغربية أو سودانية .. إلخ.
كما جاهر الإعلام المصري، في رضا من نظام السيسي، وفق مراقبين، بإعلان رفض التدخل المصري في اليمن.