أنقذ صيادو أسماك قبالة شواطئ أندونيسيا أكثر من 750 مهاجرا من الروهينجيا وبنغلادش، فيما هددت
بورما بمقاطعة القمة المرتقبة لبحث تحرك مشترك في جنوب شرق آسيا لمواجهة الهجرة غير الشرعية.
وأعلنت الشرطة الأندونيسية أن مهاجرين، من بين 712 شخصا، رووا ما حدث في أثناء غرق مركبهم قبالة الساحل الشرقي لجزيرة سومطرة، بعدما ردتهم البحرية الماليزية إلى أندونيسيا.
ويقدر ناشطون في مجال الهجرة غير الشرعية، أن ما يزيد عن ثمانية آلاف مهاجر عالقون في البحر في جنوب غرب آسيا.
وقوبلت قرارات أندونيسيا وماليزيا وتايلند برد مراكب المهاجرين المليئة بالبنغلاديشيين وآخرين من اتنية الروهينجيا الفارين من بورما بالغضب، وخصوصا من واشنطن والأمم المتحدة.
وقال سوناريا قائد الشرطة في منطقة لانغسا في إقليم اتشيه حيث وصل
المهاجرون "بحسب المعلومات الأولية التي أبلغونا إياها، فإن البحرية الماليزية ردتهم إلى الحدود البحرية مع أندونيسيا".
وأوضح الشرطي أن صيادي أسماك أنقذوا المهاجرين، وبينهم 61 طفلا، في أثناء غرق مركبهم وقاموا بنقلهم إلى الشاطئ. وليس بعيدا عن هؤلاء، تم إنقاذ 47 مهاجرا في مركب آخر، بعدما بدأ الركاب الجياع بالقفز في المياه ليطلبوا النجدة من الصيادين.
وكان وصل 600 مهاجر غير شرعي إلى اتشيه خلال الأيام الماضية.
وفي وقت مبكر الجمعة، غادر مركب يقل 300 من اتنية الروهينجيا المياه التايلاندية، بعدما أصلحت السلطات محركه وزودته بالمواد الغذائية، وفقا لمسؤول تايلاندي.
وبين الركاب كثير من النساء والأطفال الذين تضرعوا للحصول على المياه والغذاء، في هذا المركب الخشبي بعد وصوله إلى جزيرة كوه ليبي جنوب تايلاند في بحر اندامان الخميس.
وأَبلغَ هؤلاء الصحفيين أنهم يبحرون منذ شهرين، وتوفي عشرة ركاب من الجوع والمرض تم رميهم في البحر.
وقالت ساجدة (27 عاما)، وهي من الروهينجيا تبحر مع أطفالها الأربعة، "لم نأكل أي شيء منذ أسبوع، وليس هناك أي مكان للنوم، أطفالي مرضى".
وكانت وجهة المركب الأساسية
ماليزيا، إلا أن حاكم محافظة ساتون التايلاندية ديجرات ليمسيري قال لوكالة فرانس برس إن وجهته الآن أندونيسيا.
وأوضح الجمعة "أعطيناهم وجبات جاهزة للأكل، هم الآن خارج الأراضي التايلاندية ، سيحاولون الذهاب إلى أندونيسيا لأنه كما يبدو لا يمكنهم الوصول إلى ماليزيا".
من جهته، أعلن رئيس حكومة ماليزيا نجيب رزاق الجمعة "نحن قلقون جدا من أزمة المهاجرين في منطقتنا، البعض منهم وصل إلى سواحلنا وآخرون يحاولون".
وأضاف "نحن على اتصال مع الأطراف المعنية كافة، التي نتشارك معها الرغبة في التوصل إلى حل للأزمة".
وأكد رزاق أن القضية ذات "أهمية دولية وإقليمية".
وصرح نائب مدير فرع آسيا في منظمة هيومن رايتس واتش فيل روبرتسون "على قوات البحرية التايلاندية والماليزية والأندونيسية التوقف عن تقاذف هؤلاء البشر كالكرة، والعمل معا لإنقاذ كل ركاب تلك الزوارق المنكوبة".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دول جنوب شرق آسيا "أن تبقي حدودها وموانئها مفتوحة لمساعدة المستضعفين".
وذكر السلطات بواجبهم لإنقاذ المراكب من الغرق واحترام الحظر الدولي الذي يمنع طرد المهاجرين.
بدورها،دعت وزارة الخارجية الأمريكية دول جنوب شرق آسيا إلى "إنقاذ الأرواح في البحر".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جيف راثكي، إن سفراء الولايات المتحدة في المنطقة ينسقون مع وكالات الأمم المتحدة والحكومات المعنية لتأمين المساعدة.
وتتزايد المخاوف حاليا من وجود العديد من المهاجرين في البحر، خصوصا بعد أن ردت تايلند ثلاثة مراكب مكتظة خارج مياهها.
وكانت تايلند أعلنت عن قمة إقليمية في 29 أيار/مايو لبحث الهجرة غير الشرعية، إلا أن بورما التي ترفض منح الجنسية لأقلية الروهينجيا أعلنت عدم مشاركتها.
وقال مدير المكتب الرئاسي زاو هتاي "غالبا لن نحضر، لا نقبل أن تدعونا تايلند فقط لتخفيف الضغوط التي تواجهها".
وألقى نائب وزير الخارجية الماليزية وان جنيدي تيانكو جعفر، الخميس، المسؤولية على كل من بورما وبنغلادش، وخصوصا يانغون بسبب "طريقة تعاملها مع شعب الروهينجيا".
ويغادر البنغلاديشيون بلادهم هربا من الفقر، فيما يفر الآلاف من الروهينجيا سنويا من العنصرية التي تمارسها السلطات في بورما تجاههم، فضلا عن العنف الذي يتعرضون له.