استغرب الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، من موقف الدول الغربية حول قرار المحكمة الصادر، السبت، بإحالة أوراق الرئيس محمد مرسي لمفتي الجمهورية المصرية، لاستيضاح رأيه في الإعدام، فيما أعلن الرئيس التركي السابق عبد الله غول، تخوفه من مستقبل مظلم لمصر.
واعتبر أردوغان الحكم بأنه "حكم بإعدام صناديق الاقتراع"، موجها تساؤلاته للغرب والاتحاد الأوروبي "أليس الإعدام محظورا لديكم؟، هل ستطبقون عقوبات بحق من ينفذونه؟ لماذا تصمتون؟ فلتطبقوا عقوباتكم! كما تفعلون في أي مكان آخر عندما يلاءم ذلك أهدافكم، لماذا لا تطبقونه هنا؟".
وقال أردوغان "في الوقت الذي يلغي فيه الغرب عقوبة الإعدام لديه، يقف موقف المتفرج على قرارات الإعدام في مصر، ولا يتخذ أي إجراء بهذا الخصوص"، مشيرا إلى أن "من سقط بالانقلاب ليست الديمقراطية في مصر فحسب، وإنما العالم بأسره الذي ربط آماله بالديمقراطية".
من جهته أعرب الرئيس التركي السابق عبد الله غول، في تدوينة له، عن تخوفه من مستقبل مظلم يهدد مصر.
وقال غول، في تغريدة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن "النطق بالحكم على الرئيس مرسي وأصدقائه، سيُظلم مستقبل البلد الشقيق مصر".
وأضاف في كلمة له أثناء حفل افتتاح مجموعة مشاريع خدماتية بمنطقة "سلطان غازي" بإسطنبول "لحد الساعة، لم يعلن الغرب عن موقفه من الانقلابي السيسي، ففي الوقت الذي يلغي عقوبة الإعدام، مازال يتابع كمتفرج في أحكام الإعدام الصادرة عن محاكم مصر، من دون تطبيق ضد هذه الأحكام".
وتأسف أردوغان للحالة التي وصلت إليها القضاء، "مصر تعود نحو الوراء، لقد حكم على الرئيس المصري محمد مرسي بالإعدام، وهو الذي وصل إلى سدة الحكم بعد حصوله على 52 % من الأصوات الانتخابية، وللأسف مازال الغرب يحجم عن اتخاذ موقف إزاء السيسي".
ولفت أردوغان إلى أنه تعرض للمحاكمة من قبل من أسماهم بـ "الانقلابيين" في تركيا، بسبب أبيات من الشعر أنشدها (عام 1998)، وحكم عليه إثر ذلك بالسجن زورا وبهتانا، وأقصي من رئاسة بلدية إسطنبول.
كما أوقف "الانقلابيون" مشاريع خدماتية كان قد وضع حجر الأساس لها، وذلك في أحداث 28 شباط/ فبراير (في إشارة إلى القرارات الصادرة عن الجيش التركي في اجتماع مجلس الأمن القومي يوم 28 شباط/ فبراير 1997، وما تلاها من أحداث نتج عنها استقالة رئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان وإنهاء حكومته الائتلافية.
وأشار
أردوغان إلى أن السنوات التي تلت أحداث 28 شباط/فبراير "المظلمة"، حملت معها الكثير من التغيرات، حيث قام الشعب بإيصاله إلى رئاسة الوزراء، في الوقت الذي كان يسعى فيه الانقلابيون لدفن شخصية أردوغان من صفحات التاريخ، ثم قام الشعب مجددا بانتخابه رئيسا للجمهورية، طاويا صفحة الانقلابيين وجعلها جزءا من التاريخ ويصبحوا بعد ذلك نسيا منسيا.
وشهدت العديد من المدن التركية مسيرات منددة بأحكام الإعدام التي صدرت بحق الرئيس
محمد مرسي وعدد من قيادات الإخوان في قضية اقتحام السجون.