على شكل أيقونات تطبيقات التراسل الفوري الشهيرة على الأجهزة الذكية، "واتس أب" و"
فايبر"، تصطف زجاجات من
العطر، على رفوف خشبية، داخل أحد محال بيع وتركيب العطور في مدينة
غزة.
وتوفر تلك العبوات، مختلفة الأشكال والأحجام، مصدرا للرزق في ظل الإقبال المتزايد على شرائها كما يقول "جهاد الحمامّي" صاحب المحل الذي يحمل اسم "تواصل بعطرك".
ويضيف الحمامّي (35 عاما)، لوكالة الأناضول، إنّ هوس الكثيرين بتطبيقات الهواتف الذكية، ومواقع التواصل الاجتماعي دفعه إلى تركيب العطور على شكل أيقونات "واتس أب" و"فايبر" و"تانغو".
ولم يتصور الحمادي، وهو أب لثلاث بنات، أن يكون الإقبال على شراء "عبوات العطور"، كثيفا مقارنة بعبوات العطور "العادية".
ويتابع: "فقدت عملي بسبب الحصار، والوضع الاقتصادي الصعب، فاتجهت نحو تركيب وبيع العطور، أطلقت على المحل اسم (تواصل بعطرك)، وأردت من خلاله أن استثمر شغف أهالي قطاع غزة، خاصة الشبان بتطبيقات الهواتف الذكية الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعي".
وتتخذ العبوات التي تختلف روائحها من شكل إلى آخر، نفس لون "أيقونة" تطبيق التراسل الفوري، إذ تحمل الزجاجة المنقوش عليها رمز "واتس أب" عطرا لونه "أخضر"، فيما تحمل زجاجة "فايبر" اللون البنفسجي، و"تانغو" اللون الأحمر.
وداخل محله يعرض الحمامي، أيضا زجاجات تحمل اسم ولون موقعي التواصل الاجتماعي الشهيرين "فيسبوك" و"تويتر".
ويشير إلى أن تلك الزجاجات اكتسبت ألوان التطبيقات بفضل "صبغة عطريّة هندية"، يتم استيرادها من الخارج.
وخلال عشرة أيام تمكن الحمامّي من بيع (نحو 8 آلاف عبوة)، وتباع الزجاجة بنحو دولار أو دولارين أمريكيين.
والعطور منها ما هو للرجال وآخر مخصص للنساء بحسب الحمامّي، الذي قال إنه يحاول جذب المشترين، برائحة "العطر" و"شكله".
وزاد الإقبال على مبيعات العطور التي تحمل أشكال التطبيقات التكنولوجية الحديثة، بشكل كبير، وفق الحمامّي، مؤكدا أن بيعها وتركبيها يوفر فرصة للعاطلين عن العمل.
ووفقا لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء
الفلسطيني (حكومي)، مطلع الشهر الجاري فإن معدل البطالة في قطاع غزة، بلغ 43%، فيما بلغت نسبة الفقر 38.8%.
ويقتني الشاب "معتز يونس" (23 عاما)، عددا من زجاجات العطر، حملت تطبيقات "واتس أب"، و"الفايبر"، قال إنه شعر بالسعادة، عندما رآها لأول مرة.
ويضيف يونس لوكالة الأناضول، أنه اشترى زجاجات عطر بمعظم تطبيقات الهواتف الذكية، مشيرا إلى أن شكلها "لافت" و"مثير" إضافة إلى روائحها التي وصفها بالفواحة.
وإلى جانب عبوات العطور، التي اتخذت من "واتس آب"، وغيرها من التطبيقات أشكالا لها، فقد لجأ كثيرون في قطاع غزة إلى استثمار الولع بالتكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها إلى تصميم دعوات الفرح، على شكل محادثات "واتس آب"، و"فيسبوك".
وانتشرت مؤخرا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" صورة لدعوة فرح صممها عروسين من قطاع غزة، على شكل محادثة "واتس أب"، قالا إن الفكرة لاقت إعجابهما بعد مشاهدة دعوة فرح لعروسين من الأردن حملت الفكرة نفسها.
ويقول عبد الرحمن أبو شرف صاحب مطبعة لتصميم وطباعة "دعوات الفرح"، لوكالة الأناضول، إن تأثر المواطنين بالتكنولوجيا، ووسائلها الحديثة، خاصة الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، دفعهم للتفكير بأفكار توازي هذا "التطور".
ويتابع: "كثير من الشبان يطلبون تصميم دعوات زفافهم بطريقة غير تقليدية، والابتعاد عن الزخارف والأشكال الفنية، الآن باتت الطلبات تتمثل في تصميم دعوة على شكل محادثة (فيسبوك)، أو (واتس أب)، أو على شكل (حاسوب محمول)".
وتشير بيانات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية، في إحصائيات أعدتها بمناسبة اليوم العالمي لمجتمع المعلومات (يصادف السابع عشر من أيار/ مايو)، إلى أن عدد مشتركي الهاتف النقال في فلسطين بلغ 3.1 مليون مشترك، فيما وصل عدد مشتركي الاتصال السريع بالإنترنت إلى أكثر من 235 ألفا.
وتوزعت نسبة الأسر التي تمتلك هاتفا ذكيا في 2014، بواقع 59.4% في الضفة الغربية، و34.7% في قطاع غزة.
وتبين الإحصائيات أن 48.3% من الأسر في فلسطين لديها اتصال بالإنترنت، بواقع 51.4% في الضفة، و42.2% في غزة. أما بخصوص استخدام الانترنت من الأفراد (10 سنوات فأكثر) الذين يستخدمون الحاسوب في فلسطين فقد بلغت 53.7%، بواقع 54.5% في الضفة، مقابل 52.2% في غزة.
وبلغت نسبة الأفراد (10 سنوات فأكثر) الذين يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي 75.1% من مجمل مستخدمي الإنترنت.