قال
باحثون بريطانيون، إنهم جربوا طريقة جديدة هي الأولى من نوعها في مكافحة سرطان الجلد، باستخدام
فيروس معدل وراثيا، لمهاجمة خلايا الورم، ولا تضر بالأنسجة أو الخلايا السليمة مقارنة بمعظم السرطانات الحالية التي تعالج باستخدام العلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحة.
وأوضح الباحثون في معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، أن العلاج الجديد، المسمى بـ "T-VEC" يتمثل في فيروس معدل وراثيا، يسمح لبعض مرضى سرطان الجلد بالبقاء على قيد الحياة لأكثر من ثلاث سنوات، وفقا لما نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية، اليوم الأربعاء.
وأضاف الباحثون أن مرضى سرطان الجلد الخبيث (الميلانوما) الذين عولجوا بالفيروس المعدل وراثيا قد تحسنوا، وفي بعض الحالات كان التحسن مذهلا.
وأجريت تجارب سريرية، على العلاج الجديد، في 64 مركزا في جميع أنحاء المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وجنوب أفريقيا، استمرت لأكثر من ثلاث سنوات.
وأشارت النتائج إلى أن 163 مريضا كانوا في مراحل متأخرة من سرطان الجلد عولجوا بالفيروس "T-VEC"، وعاشوا لمدة متوسطها 41 شهرا، وذلك بالمقارنة مع متوسط البقاء على قيد الحياة لمدة 21.5 شهر لنحو 66 مريضًا تعاطوا أفضل الأدوية المناعية الحالية.
وتعمل طريقة العلاج الجديدة، المعروفة بالعلاج المناعي الفيروسي، بإصابة وقتل الخلايا السرطانية بينما تستحث نظام المناعة أيضا على العمل ضد الأورام.
وأشار الباحثون إلى أن العلاج الجديد له آثار جانبية قليلة، ولا يضر بالأنسجة أو الخلايا السليمة، مقارنة بمعظم السرطانات الحالية التي تعالج باستخدام العلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحة التي تحمل جميعها خطر حدوث المزيد من الضرر.
وقال كيفن هارينغتون، أستاذ علاج السرطانات البيولوجية في معهد أبحاث السرطان في لندن وقائد فريق البحث: "إن الفيروس المعدل وراثيا يعمل على إيقاظ جهاز المناعة لدى المريض ومهاجمة الخلايا السرطانية أينما كانت في الجسم".
وقال البروفيسور بول ووركمان، الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان في لندن: "نحن قد نفكر عادة في أن الفيروسات أعداء للبشرية، لكن هذه الفيروسات لديها القدرة على إصابة وقتل خلايا بشرية سرطانية".
وأضاف أنه "في هذه الحالة نحن نستغل قدرة الفيروسات المركبة جينيا لقتل الخلايا السرطانية وتحفيز الاستجابة المناعية، ويمكن أن تستخدم العملية نفسها لأنواع أخرى من السرطان، في ظل التقدم الذى تم إحرازه بين المرضى الذين يعانون من سرطان الجلد".
ويتم إعطاء العلاج الجديد عن طريق الحقن، وقد تلقى المرضى في مرحلة التجارب جرعة كل أسبوعين لمدة 18 شهرا.
ويتوقع الباحثون إتاحة الدواء الجديد "T-VEC" لمرضى السرطان بحلول العام المقبل، إذا تمت الموافقة عليه من قبل الوكالة الأوروبية للأدوية.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن مرض السرطان، يعد أحد أكثر مسببات الوفاة في العالم، فقد تسبّب هذا المرض في وفاة 7.6 مليون نسمة، أي ما يعادل نحو 13% من مجموع وفيات سكان العالم، في عام 2008 فقط.
وأضافت المنظمة، أن سرطانات الرئة والمعدة والكبد والقولون والثدي وعنق الرحم، تقف وراء معظم الوفيات التي تحدث كل عام بسبب السرطان.