أقر كتاب
مصريون داعمون للانقلاب بإخفاق رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي في حكم مصر، التي نصب نفسه رئيسا لها، قبل قرابة عام، وقدموا له العديد من النصائح، كي يتجاوز الأزمة التي يعاني منها، وربما كنوع من امتصاص الغضب الشعبي، إزاء هذا الإخفاق.
وحاول هؤلاء الكتاب، الذين لا يبالون بوصفهم "أذرعا إعلامية للسيسي"، تبرير فشل السيسي في مواجهة المشكلات الجماهيرية الكبرى التي يواجهها، كغلاء الأسعار، وانهيار الخدمات، وتدهور التعليم والصحة، وتراجع الأمن، وقمع الحريات...، مع اعتماد خطاب إعلامي يبث الخوف والفزع، في نفوس المصريين.
وأنحوا باللائمة في فشل السيسي، على ما اعتبروه عنف الإخوان المسلمين، وانتهازية رجال الأعمال، وفوضى وسائل الإعلام، وعودة النظام القديم، وعسكرة المجتمع والدولة...، دون أن يقتربوا -إلا قليلا- من الحكم على مدى كفاءة السيسي نفسه رئيسا لمصر، وكونه غير جدير بالمنصب، ولا أهلا له.
مراكز القوى العائدة
تحت هذا العنوان، كتب الإعلامي المقرب من السيسي، عبد الله السناوي، مقالا بجريدة "الشروق"، الأربعاء، أقر في بدايته بأنه "ليست هناك أدنى مفاجأة في تراجع شعبية عبد الفتاح السيسي..، هو نفسه توقع مثل هذا التراجع عند صعوده إلى مقعده الرئاسي، فالتوقعات تفوق أية قدرة على أي مدى منظور، وجهاز الدولة مخرب، والإرهاب يطل بسلاحه، والاقتصاد متصدع، والبلد كله تحت حصار دبلوماسي شبه محكم.. غير أن ما هو متوقع تجاوز ما هو طبيعي".
واستطرد السناوي"بدأ السحب على المكشوف كأنه نزيف رغم الجهود المضنية التي بذلها، لا أحد الآن على يقين أننا في الطريق الصحيح، أو أن هناك أملا يرتجى في نهاية النفق الطويل..، هذا أسوأ استنتاج عام يتسع من يوم لآخر في بلد لا يحتمل إخفاقا جديدا".
وأضاف أن "نقطة الخلل الرئيسية، هي أن النظام الجديد لم يعلن عن نفسه بعد، لا رؤيته، ولا رجاله، هناك رئيس لكنه لا يوجد نظام، ولا الدولة استكملت مؤسساتها وفق "خريطة المستقبل"..، في غياب الرؤية تقدم الماضي لملء الفراغ سياسة واقتصادا وإعلاما، في الفراغ السياسي عادت مراكز قوى للعب الأدوار القديمة كأن شيئا لم يتغير في مصر.. صلبها رجال أعمال متنفذون بقوة المال، ورجال أمن أفلت عيارهم".
والأمر هكذا، حذر السناوي من أنه إذا لم يكن هناك تدخل جراحي في بنية السياسات والتوجهات تنحاز إلى العدل الاجتماعي، وتفتح المجال العام لكل حوار، فإننا داخلون لا محالة إلى مشروع اضطراب جديد لا تحتمله مصر المنهكة"، على حد قوله.
ماذا فعل الرئيس في عام؟
تحت هذا العنوان كتب أستاذ العلوم السياسية أحمد عبد ربه مقالا بجريدة "الشروق" أيضا، قال فيه، "بحلول الأسبوع القادم يكون المشير عبد الفتاح السيسي قد أمضى عاما كاملا في السلطة، وهى ربع المدة الأولى المخصصة له وفقا لدستور 2014".
وأضاف "جاء السيسي إلى السلطة برهانين رئيسيين، الأول أنه رجل الدولة القوي القادر على فهم خباياها، ومن ثم إصلاحها، والثاني أنه سيحقق استقرارا اقتصاديا وأمنيا يحفظ هيبة الدولة، ويرفع من مستوى معيشة المواطن، حتى لو كان ذلك على حساب الديمقراطية".
وعدد عبد ربه عناوين أهم ملامح مصر في العام الأول من حكمه؛ الرئيس أولا وأخيرا، تأميم السياسة، وأد التيارات الإسلامية، القضاء على الآثار السياسية لثورة يناير، تحنيط الدستور، الانحياز للعقلية الأمنية، أبوية سياسية ومجتمعية، إسلام قومي، مسيحية وطنية، نخبة جديدة، عام الإرهاب، المؤامرة أولا، وحقوق الإنسان أخيرا، تغيرات عميقة بتوجهات السياسة الخارجية، اقتصاد الأرقام الكبرى والمشاريع العملاقة".
وعلق عبد ربه عناوين كثيرة، وتفاصيل أكبر، لكن مصر تتغير بشدة في تقديري للأسوأ، وتقديري في كل الأحوال أن مصر بعد أربع سنوات من الآن لن تكون أبدا مصر التي نعرفها، وتربينا فيها، ستكون مصر أخرى، فتحت يناير باب التغيير في مصر إلى الأبد، وعلينا أن نؤهل أنفسنا لذلك".
حذاري من مرتزقة 25 يناير
في مقاله بعنوان "حذارى من مرتزقة 25 يناير"، بجريدة "الوطن"، الثلاثاء الماضي، أنحى
محمود الكردوسي، المقرب من السيسي، باللائمة على خمس جهات، اعتبرها أعداء للسيسي. فقال "بعد مرور عام تقريبا على تولي السيسي حكم مصر، أستطيع، ويستطيع أي مصري محب لبلده، أن يصنف أعداءه وأعداء نظامه على النحو الآتي، هناك أولا عصابة الإخوان، وأظن أن ما من عاقل، موضوعي، يمكن أن يتعامل معها بأقل مما يعامل إسرائيل"!
وأضاف الكردوسي، "هناك ثانيا رجال الأعمال، وغالبيتهم أصبحت خصما واضحا وسافرا، بل الخصم الأكثر شراسة، هم رجال الأعمال الذين لا يريدون في الواقع شراكة في تنمية أو بناء دولة، بل يريدونها "بيزنس" خاص بهم، ويريدون لرئيس الدولة أن يكون مجرد "راع" لهذا البيزنس، وضامن لسيطرتهم على مقدرات هذه الدولة!.
وزاد أن "هناك ثالثا إعلام التفاهة والانتهازية، والنفاق المفضوح والرخيص لكل الأطراف المؤثرة في صناعة القرار، والسعي الدؤوب إلى إشاعة الفتن بين المصريين، وإغراقهم في قضايا ومشكلات فرعية.. وقد حذرت، وسأظل أحذر، من أن الرئيس إذ يراهن على هذا الإعلام ويحاول احتواءه إنما يربي في "عبه" كلابا مسعورة، إذا لم تجد طعاما على مائدته، ستأكله حيا!
واستطرد، كما أن "هناك رابعا، الجهاز الإداري للدولة نفسها، وعلى رأسه حكومة المهندس محلب، ليس لهذا الجهاز انتماء محدد، هل ينتمي إلى نظام مبارك، أم يعانى من اختراق عصابة الإخوان، أم أنها ظلال ما يسمى بـ"الدولة العميقة"؟
وختم مقاله بأن "هناك أخيرا مرتزقة 25 يناير، إنهم تلك الفئة المفلسة سياسيا واجتماعيا، وهي فئة ضالة تسعى بكل السبل إلى إعادة بعث نفسها بعد أن أصبحت منبوذة، وتأكد لبسطاء المصريين أنها تعمل بلقمتها".
حسابات الرئيس.. وميدان التحرير
تحت هذا العنوان بصحيفة "الشروق"، الثلاثاء، حذر محمد عصمت من أن "تضييق المجال العام بمختلف الأساليب البوليسية والقانونية والإعلامية، سوف يزيد من تفاقم هذه الأزمات، التي لن يدفع فاتورتها إلا الرئيس السيسي شخصيا"، وفق وصفه.
وأوضح أن "حسابات الرئيس ورجاله لا تضع أهمية كبيرة لحل مثل هذه الأزمات، فالأولوية عندهم هي تحقيق هدفين أساسيين، أولهما الانتصار في المواجهة الأمنية والسياسية مع الإخوان في معركة قد تستغرق سنوات طويلة مع الإرهاب، ومع التنظيمات التي تمارسه والحاضنة له، وثانيهما إقامة مشاريع اقتصادية لها طابع استراتيجي، لن يشعر الناس بعوائدها في القريب العاجل، بل إنهم لا يعرفون على وجه اليقين من الذي سيستفيد من هذه العوائد أصلا، وكيف ستنعكس على تحسين أوضاع حياتهم".
وعلق عصمت "واقع الحال أن هذين الهدفين لن يحققا أهداف ثورة يناير، ما لم يعد الرئيس حساباته من الألف إلى الياء، ويدرك أن الاستقرار الحقيقى والقضاء على الفقر والإرهاب، لن يتحقق إلا بتنفيذ برنامج ميدان التحرير في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية".
رسائل صيف ساخن
الكاتب الصحفي أنور الهواري، الداعم للانقلاب، كتب مقالا بجريدة "المصري اليوم"، تحت العنوان الأسبق، رأى فيه أن "المشهد السياسي الراهن فيه أزمة، وهي أزمة من نوع خاص، ليست كالمعتاد بين المصريين والإرهاب، وليست بين المصريين والإخوان، وليست بين المصريين وأمثال قطر وتركيا وأمريكا، بل هي أزمة داخلية بالدرجة الأولى، وهي أزمة 30 يونيو، بعد عامين من عمرها، هي أزمة بين الشركاء الأساسيين في 30 يونيو".
يا "سيسي".. ما لكش غير عيال مصر"
هذا ما كتبه علاء الغطريفي بجريدة "الوطن"، قائلا إن "اليوم وبعد قرابة عام لا بد أن ننظر إلى ما وصلنا إليه، بالقطع ستجد صورة غير سارة عن الاقتصاد أو السياسة أو المجتمع أو الإعلام أو الحريات، فالمعايش كاشفة، وخشبة المسرح مرفوعة الستائر".
وطالب الغطريفي بالتخلص من الفردية في إدارة البلاد والعباد، والالتزام بإجراء الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام، والاستقالة الفعلية من الماضي بعيدا عن الخطابات التليفزيونية وارتجالات "المايك"، مع إعادة إنتاج النخبة الحاكمة وإنهاء أسطورة الطبقة العازلة التي تكونت في شهور، ثم تجنب الوقوع في فخ "المشروع الواحد، فالمصريون سيسألون بعد افتتاح قناة السويس الجديدة، أعيدوا إلينا ما دفعناه. ماذا بعد؟.
وأشار إلى أن "المساواة بين الفقراء والأغنياء في دفع فاتورة الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد "الدعم وخلافه"، هو "تطهير الشرطة واجب"، وتطبيق الالتزامات التي وضعها الدستور بما فيها الخاصة برأس الدولة، مع إقرار الذمة المالية، مثال "إعلان خطة للرأي العام واضحة المعالم للقضاء على الإرهاب لا تتناول البعد الأمني فقط، بل كافة الأبعاد مع مصارحة ومكاشفة عن الفترة الماضية.. إعلان التزامات واضحة من الدولة أمام الرأي العام بحماية ثروات المصريين بعد "سيول التسهيلات الحكومية" للشركات والمستثمرين الأجانب على الأراضي المصرية..دمج الشباب في مشروع البناء دون تهميش أو إقصاء أو هوى واستغلال طاقات التمرد والرفض بداخلهم لصالح الوطن.. القضاء على الاحتكارات "الحديد مثال"، التي تمص دم الشعب رغم انخفاض الأسعار العالمية لتلك المنتجات.. ملء بحر السياسة بتهيئة المناخ العام دون تقييد بعيدا عن قوائم "المحلل الاستراتيجي" ورؤى الأجهزة، و"تحيا مصر".. التخلي عن كافة السياسات الاقتصادية التي أفقرتنا".
واختتم قائلا: "يا سيسي.. ما لكش غير عيال مصر"، فقرا ومساكين، وولاد الطبقة المتوسطة"، فما تفرطش فيهم، لأنهم سندك الوحيد، وكل من أهملهم ذهب إلى غيابة "الجب"، الأمل قائم إذا توفرت الإرادة والحنين إلى التقدم، أيها الرئيس.. لا تحطم الآمال على صخرة الماضي".