زعم إعلامي
مصري موال لقائد الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، أن السلاح
النووي الذي رددت تقارير إعلامية مؤخرا أن المملكة العربية السعودية تسعى للحصول عليه من
باكستان، إنما يستهدف نزع السلاح النووي لباكستان، الدولة المسلمة النووية السنية الوحيدة حاليا، وفق وصفه.
وقال الكاتب الصحفي أحمد
المسلماني إن الغرب يريد الضغط المستمر على السعودية بقصة شراء رؤوس نووية، وأن يروج أن تنظيم داعش هو الآخر يسعى لامتلاك سلاحٍ نووي من أجل تسفيه القصة، ووضع المملكة والتنظيم في سياق واحد!
واستطرد أن الغرب يريد باكستان في النهاية.
وأضاف: "تقديري الذي أتحمل المسؤولية العلمية عنه هو أن واشنطن تريد تفكيك السلاح النووي لباكستان، كما سبق أن فككت الترسانة النووية لكازاخستان".
وأضاف: "الهدف ألا تصبح هناك دولة مسلمة نووية واحدة، أو على الأقل ألا تصبح هناك دولة مسلمة "سنية" نووية واحدة، وربما يكون ذلك جزءا من اتفاق سري بين طهران وواشنطن، "نزع السلاح النووي لباكستان"، على حد قوله.
وأشار في مقال بعنوان: "السلاح النووي السعودي"، بجريدة "الوطن"، الأربعاء، إلى أن الاستراتيجية السعودية تقوم على ثلاثة بدائل، البديل الأول هو نزع الأسلحة النووية من المنطقة بما فيها
إسرائيل، وهي في ذلك داعمة لمبادرة الرئيس الأسبق حسنى مبارك بشأن إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
وأضاف أن البديل الثاني هو التحالف مع دولة نووية لمواجهة القوة النووية الإسرائيلية المؤكدة والقوة النووية الإيرانية المحتملة، وهنا استراتيجية التحالف مع باكستان.
وأما البديل الأخير، فهو أن تسعى السعودية نفسها لامتلاك سلاح نووي يكون تحت سيطرة وزارة الدفاع، ودون حاجة للتحالف مع أحد، على حد قوله.
وأوضح أن الصدمة كانت كبيرة من جراء الاتفاق الإيراني الأمريكي، الذي لا يغلق تماما الطريق أمام امتلاك إيران السلاح النووي في المستقبل.
وتابع: ثم كانت الصدمة الثانية، وهي رفض البرلمان الباكستاني خوض حرب سهلة في اليمن لا تستلزم سلاحا نوويا، ولا حسابات عالمية.
وهكذا رأت السعودية نفسها في مواجهة خطوتين خطيرتين، إيران تأخذ خطوة للأمام، وباكستان تأخذ خطوة للخلف!
واستطرد: لقد سبق للرئيس الباكستاني محمد ضياء الحق أن قال للعاهل السعودي: إن السلاح النووي الباكستاني هو سلاح نووي سعودي.
وأضاف: كما أن السعودية قد ساندت باكستان في كل مراحل تاريخها، من الاستقلال عن الهند، إلى منع استقلال بنجلاديش، إلى حرب كشمير، إلى الوقوف ضد الغرب، وعقوباته على باكستان عقب إجرائها أول تفجير نووي.
وقال: "تدرك السعودية بالطبع أن التحالف مع باكستان هو قرار استراتيجي لتحقيق التوازن في المنطقة، ولحصار إيران بينهما، لكنها تدرك في الوقت ذاته أن السلاح النووي الباكستاني لا يمكنه أن يكون سعوديا حتى لو أرادت باكستان.
وتابع: "لقد كان الأمير تركي الفيصل واضحا حين هدد بامتلاك السعودية سلاحا نوويا إذا ما امتلكت إيران السلاح النووي، حيث كان يشير إلى برنامج سعودي وطني، وليس شراء رؤوس نووية من باكستان، أو غيرها.
وكان المسلماني صدر مقاله بالإشارة إلى ما أوردته صحيفة صنداي تايمز من القول: "إن السعودية اتخذت قرارا استراتيجيا بالحصول على أسلحة نووية. وأضافت: إن مسؤولين أمريكيين أكدوا أن السعودية قررت الحصول على سلاحها النووي من باكستان، الحليفة التاريخية للمملكة.
وتابع: من "صنداي تايمز" إلى "سي إن إن" إلى "بي بي سي". صار الحديث عن السلاح النووي السعودي حديث الإعلام العالمي.
القرار السعودي مزاعم
وكان المسلماني قال إن ما يقال عن أن السعودية أخذت قرارا استراتيجيا لشراء أسلحة نووية من باكستان بعد الاتفاق الإيراني الأمريكي، عبارة عن مزاعم.
وأضاف في برنامج "صوت القاهرة"، عبر فضائية "الحياة"، الثلاثاء، قائلا: "دولتا السعودية وباكستان تنفيان الاتفاق على السلاح النووي.. السعودية وباكستان إيد واحدة".
المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت
يذكر أن أحمد المسلماني هو المستشار الإعلامي السابق للرئيس المؤقت "عدلي مصور"، الذي عينه العسكر عقب انقلابهم في مصر في 3 تموز/ يوليو 2013، وكان قد روج في أحد مقالاته مؤيدا ما يرتكبه السيسي من مذابح، مستشهدا بمذبحة المماليك التي ارتكبها حاكم مصر في القرن السابع عشر محمد علي.
ولا يفوت المسلماني فرصة دون أن يعلن تأييده للسيسي.
ويقول مراقبون إنه يطمح إلى شغل منصب وزاري في إحدى حكوماته، لا سيما أن مقربين منه أشاعوا أنه سيتم تعيينه وزيرا للثقافة لولا اعتراض عدد كبير من المثقفين، برغم أن المسلماني ينتمي إلى الحظيرة اليسارية الناصرية ذاتها التي تحكم مصر الآن، بالتعاون مع محسوبين على التيار الليبرالي العلماني.
وكان ولي ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، وصل إلى باكستان الأربعاء، في زيارة سرية، تمتد لأيام، ويلتقي خلالها بعدد من المسؤولين الباكستانيين، ومن بينهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع وقائد الجيش ورئيس المخابرات، وفقا لما نقلته تقارير صحفية.
وتأتي هذه الزيارة "غير المعلنة" في وقت تتناقل فيه وسائل إعلام عالمية سعي السعودية للحصول على أسلحة نووية جاهزة من باكستان، وفقا لمسؤولين أمريكيين، أكدوا اتخاذ السعودية قرارا استراتيجيا لشراء الأسلحة النووية الجاهزة.
وكان الملك الراحل عبدالله قال للدبلوماسي الأمريكي دينيس روس: "إذا حصلوا -أي الإيرانيين- على سلاح نووي، فسنحصل على سلاح نووي".
وأبدت أوساط إسرائيلية تخوفها من حصول السعودية على السلاح النووي، إذ أكد كل من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، عاموس يادلين، ورئيس مركز أبحاث الأمن القومي، يوئيل جوزينسكي، أن السياسة الأمريكية المترددة تجاه طهران، لا سيما التوقيع على اتفاق نهائي حول برنامجها النووي لا يعيق التمدد الإيراني، سيدفع السعودية على وجه الخصوص إلى الحصول على سلاح نووي، ولو عبر شرائه من باكستان.