أطل الأمين العام لحزب الله
اللبناني حسن نصر الله مجددا في أقل من ثمان وأربعين ساعة للحديث في ملفات سياسية داخلية وإقليمية وسط جدل سياسي متصاعد لبنانيا حيال المعارك التي يخوضها الحزب في القلمون وعرسال.
واستهل نصر الله خطابه بالحديث عما يسمى بـ"معركة
عرسال"، نافيا وجود أي نية لدى الحزب بدخول بلدة عرسال، متهما أطرافا سياسية لم يسمها في البلاد بممارسة "النفاق السياسي والتضليل السياسي والتوظيف السياسي الخبيث، واختراع معركة اسمها معركة عرسال".
عرسال محتلة
وفي كلمته التي ألقاها في احتفال أقامته كشافة المهدي التابعة للحزب، الجمعة، قال نصر الله: "هم يفترضون أن
حزب الله يريد أن يدخل إلى بلدة عرسال وهذا غير صحيح وهذا نفاق"، لافتا إلى أن "الدخول إلى بلدة عرسال وهي مسؤولية الجيش والدولة"، داعيا "كل من يستخدم هذه الورقة للتجييش الطائفي أن يكف عن ذلك".
وفرق نصر الله في كلمته بين عرسال البلدة وجرودها، وقال: "كنا دائما نقول إن هذه البلدة (عرسال) محتلة وإن مسؤولية تحريرها هي مسؤولية الدولة والجيش اللبناني"، مشيرا إلى أن المعارك التي يخوضها الحزب هي في جرود عرسال، "وأن ما عجل المعركة بجرود عرسال هو اعتداء
جبهة النصرة على جرود يونين، المعركة مستمرة وقائمة واتفقنا أن المعركة تتحدث عن نفسها"، متابعا: " نحن لسنا غزاة بل محررين ومقاومين".
المعركة مستمرة
وكشف نصر الله أن "عشرات الكيلومترات من الأراضي المحتلة في عرسال تم تحريرها بجهود المقاومين"، مشيرا إلى أن ثمة تقدم كبير ومهم حصل في جرود فليطا مما سيجعل إنجازات الأيام الأخيرة تكون قد جعلت بالفعل وبدون أي نقاش يد المقاومين هي العليا الآن سواء في جرود القلمون أو في جرود عرسال".
وعن السقف الزمني لـ"معركة جرود عرسال"، قال نصر الله إن "المعركة انطلقت ولسنا ملزمين بوقت معين ومعنيون لانجاز الهدف بأقل تضحيات بشرية ممكنة ولسنا على عجلة من أمرنا"، ورأى "أن معركة جرود عرسال ستسهل مهمة الجيش اللبناني، وتخفف الأعباء عنه، وستسهل بشكل كبير الخطوات التي طلبت من الجيش أن ينجزها".
الحشد الشعبي
كما تطرق نصر الله في كلمته إلى إعلان عشائر شيعية في مدينة بعلبك تشكيل "لواء القلعة" لمناصرة مقاتلي الحزب في عرسال، إذ نفى أن يكون الحزب بصدد تأسيس حشد شعبي على منوال ما جرى في العراق.
وقال نصر الله: "المسألة حتى الآن لا تحتاج إلى حشد شعبي ولا إلى تعبئة عامة، لسنا بصدد تشكيل ألوية ولا حشد شعبي وكل من عبر عن تأييده ومساندته نشكره"، مضيفا: "ما قلناه أنه إذا الدولة تخلت عن المسؤولية فإن أهل بلعلبك الهرمل لن يتخلوا عن مسؤوليتهم، وهو ما حصل فعلا عندما عبرت العشائر عن استعدادها للوقوف والتضحية".
ونفى نصر الله حصول أي استنزاف في تعداد مقاتليه جراء الخسائر التي يتكبدها الحزب في سوريا، وقال: "نحتاج في هذه المرحلة إلى هذا التضامن والدعم، ولسنا بحاجة إلى مقاتلين لأننا نملك ما يكفي لانجاز الهدف".
من يقاتل داعش؟!
وأفرد نصر الله في كلمته جزءا خاصا للحديث عن تنظيم الدولة وظروف إنشاءها وللرد على بعض وسائل الإعلام التي خرجت "وتتهم أن داعش تقف خلفها إيران"، متسائلا: "أيعقل أن إيران الجمهورية الاسلامية المتهمة بنشر التشيع وكل ما يخص الشيعة تقف وراء داعش؟".
وبهذا الخصوص قال نصر الله: "هذا الكلام لا يستند إلى أي دليل وهو خلاف العقل والمنطق، واتهام الأسد أيضا بالوقوف وراء داعش أمر مستغرب، ومن الأمور المضحكة أن فكرة تأسيس داعش هي فكرتي أنا هذا كلام سخيف جدا".
واستعرض نصر الله ما يراه التسلسل التاريخي لنشأة تنظيم الدولة، وقال: "تنظيم داعش هو بالأصل تنظيم القاعدة في العراق (..) وكل الدنيا تعرف أن الذي أسس القاعدة هي أميركا والسعودية والمخابرات الباكستانية، وهذا موجود في كتب ومؤلفات عدة تتكلم عن هذا الموضوع".
وقال نصر الله: "من يقاتل داعش بحق هو المتهم في تأسيس داعش أي إيران وسوريا أما الآخرون فيسهلون لها في الاعلام ويبيعون نفطها، ويقدمون لها المال" في اتهام غير مباشر للملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج.
وأضاف: "إذا كان لبنان جزءا من هذا العالم فطبعا داعش تشكل خطرا عليه، وها هي داعش متواجدة على الحدود"، مطالبا بـ"أن نتساعد جميعا في تشخيص العدو (..) فداعش موجودة هناك في جرود عرسال داخل الأراضي اللبنانية".
الحكومة ومسؤولياتها
وبخصوص موقف الحكومة اللبنانية من الأحداث والمتغيرات الإقليمية قال نصر الله: "أتمنى على المسؤولين والحكومة أن يأخذوا الأمور بجدية"، موجها رسالة إلى "من ينتظر متغيرات ما في اليمن أو في العراق أو في المنطقة" بالقول: "هو واهم ويراهن على سراب ويضيع الوقت".
وأشار إلى أن "هناك استحقاقات مطلوبة من الحكومة وعليها أن تتابع مسؤولياتها في هذه الاستحقاقات، وإتمام الاستحقاقات الدستورية، وعدم المراهنة على سراب وأوهام ويضيع وقتا على حساب البلد".
الحرب في اليمن
كما لم يفوت نصر الله في كملته فرصة الحديث عن الأوضاع في اليمن، حيث جدد مهاجمة المملكة العربية السعودية، واصفا ما يجري بأنه "عدوان على اليمن واضح وجلي جدا، وإذا اعترض عليه أحد ولو بموضوعية فإن النظام السعودي يعمل بكل الوسائل المؤسساتية".
واتهم نصر الله السعودية بالعمل على "إسكات كل الأصوات وهو لا يريد لأحد أن يفتح فمه بكلمة واحدة تدين العدوان وتنتقده"، مجددا موقفه بالقول: "نحن ندين في كل لحظة هذا العدوان السعودي الأميركي الهمجي والوحشي على الشعب اليمني، هذا الموقف لن يتغير طالما العدوان مستمر".
وعن مجريات الحرب تسائل نصر الله: "ما هو أفق هذا العدوان؟ هذه الحرب ليس لها أفق وعلى السعودية ومن يقف معها أن تسارع إلى فتح الباب أمام الحل السياسي".
وتابع نصرالله: "التدمير والقتل وسفك دماء الناس ليس دليل قوة، ومن كل الأهداف التي أعلنت لم يتحقق منها شيء، وأن كل الأسقف العالية للرئيس اليمني بأنه لن يشارك في الحوار ها هو الآن مضطر لأن يذهب إلى جنيف لأن لا حل آخر أمامه".
رسائل للكيان الإسرائيلي
وكان لافتا في كلمة الأمين العام لحزب الله تطرقه إلى شكل العلاقة المستقبلية مع الكيان الإسرائيلي في ضوء التهديدات التي أطلقها قادة الاحتلال مؤخرا، وهو أمر تجنبه نصر الله في كلماته مؤخرا.
واعتبر نصر الله المناورة العسكرية الأخيرة للاحتلال وما صاحبها من تصريحات لقادة إسرائيليين بأنها "جزء من الحرب النفسية التي تعودنا عليها منذ قيام هذا العدو، جزء من أسلحة العدو لالحاق الهزيمة بالشعوب العربية كانت الحرب النفسية (..) وهو (الاحتلال) يذكر اللبنانيين وشعوب المنطقة أن هناك عدوا اسمه إسرائيل وهذه طبيعته العدوانية ويعبر عنها من خلال التصريحات".
ووجه رسالة لقادة الاحتلال بالقول: "انتهى الزمان الذي تدمر فيه إسرائيل بيوتنا وتبقى بيوتها، وتدمر بنيتنا التحتية وتبقى بنيتها وتهجر مواطنينا ويبقى مواطنيها في المستوطنات، وهذا انتهى منذ 2006"، مضيفا:" ما هو آت أعظم من 2006 والمقاومة تهدد بتهجير ملايين الإسرائيليين في أي حرب مقبلة إذا فرضت على لبنان".