احتفى الرئيس
الإسرائيلي السابق شمعون بيريز وعدد من النخب الإسرائيلية بتراجع حزب "العدالة والتنمية" وفقدانه الأغلبية المطلقة في انتخابات البرلمان التركي، التي أجريت الأحد.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية عن بيريز قوله في كلمة أمام مؤتمر هرتزيليا الأمني أنه سعيد بالنتائج "المتواضعة" التي حصل عليها أردوغان في الانتخابات.
ويأتي هذا التصريح متوافقا مع تصريحات أخرى نقلتها وسائل الإعلام العبرية، عبرت عن الاحتفاء والشماتة من تراجع حزب أردوغان في الانتخابات، بسبب سياساته التي وصفتها مصادر إسرائيلية بالمعادية لدولة الاحتلال.
ونقلت القناة الإسرائيلية الأولى عن مسؤول كبير في تل أبيب قوله، إن دوائر صنع القرار الإسرائيلية تلقت بارتياح كبير نتائج الانتخابات التشريعية التركية، على اعتبار أنها تقلص من هامش المناورة المتاح أمام الرئيس رجب طيب أردوغان وتحدّ من قدرته على صياغة سياسة إقليمية معادية لإسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتوقع المصدر أن تفضي نتيجة الانتخابات إلى تشكيل حكومة ائتلافية تشارك فيها أحزاب لن تسمح لأردوغان بتبني نفس السياسات الإقليمية التي تمثل تهديدا لإسرائيل.
وأشار المصدر إلى أن هناك احتمالا كبيرا أن يُجبر أردوغان على تغيير سياساته تجاه حركة حماس وقطاع غزة، وأن يتوقف عن منح الحركة مظلة إقليمية ودولية.
وأوضح المصدر أن تل أبيب تتوقع حرص شركاء أردوغان في الائتلاف الحاكم القادم على تغيير سياسات
تركيا تجاه الإسلاميين في العالم العربي بشكل عام، مشددا على أن إسرائيل تتطلع إلى تغيير جذري في السياسة التركية الهادفة إلى إسقاط نظام الأسد عبر تقديم الدعم العسكري والسياسي للتنظيمات الإسلامية السنية.
وتوقع المصدر انكفاء تركيا على ذاتها في المرحلة المقبلة، على اعتبار أن هذا التوجه قد يكون نتاج عملية استخلاص العبر التي قد يكون أردوغان قد قام بها في أعقاب الإعلان عن نتائج الانتخابات الصادمة.
وفي مواجهة هذا السيناريو، توقعت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن يتجه أردوغان تحديدا إلى إضفاء مزيد من التشدد على مواقفه من إسرائيل من أجل ضمان ولاء مؤيديه وناخبيه.
وأشارت الصحيفة في تحليل نشرته صباح الاثنين إلى أن أردوغان يعي تماما حقيقة توجهات الأتراك تجاه إسرائيل، ويمكن أن يوظفها لمحاولة استعادة قوته السياسية.
وفي السياق نقلت الإذاعة العبرية صباح الاثنين عن مصدر في وزارة الحرب الإسرائيلية قوله، إن وزير الحرب موشيه يعلون سيكثف من مطالباته لحلف الناتو بطرد تركيا من صفوفه بسبب علاقتها مع حركة حماس.
وشدد المصدر على أن الخط الدعائي الذي يعكف عليه يعلون "بسيط ولكنه مقنع، ويقول إنه لا يمكن لدولة هي حلف في الناتو أن تمنح تنظيما إرهابيا مثل حماس موطئ قدم في تركيا".
وأوضح المصدر أن المسؤولين الإسرائيليين يحرصون على محاولة إقناع قادة الغرب والعالم، بأن أردوغان "إسلامي متطرف يتبنى مواقف معادية من القيم الغربية".
وقد برزت النخب اليمينية في تشفيها من تراجع حزب أردوغان، بصفته عدوا قاسيا لإسرائيل.
وكتب المعلق السياسي لصحيفة "ميكور ريشون" اليمينية، أرئيل كهانا، صباح الاثنين على حسابه على "تويتر" تغريدة اقتبس فيها نصا من التوراة لإبراز شماتته بأردوغان.
وجاء في التغريدة: "قضى الرب أن يكون الخسران هو مصير أعدائنا"، وتم تذييل التغريدة بهاشتاغ "أردوغان".