يتعرض عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عضو مجمع البحوث الإسلامية، المفكر الإسلامي،
محمد عمارة، لحملة شعواء من إعلاميين موالين لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وكتاب ومحامين أقباط، فضلا عن تقديم بلاغات ضده للنائب العام، بتهمة إهانة "
المسيحية".
وتلقى النائب العام، المستشار هشام بركات، بلاغا من المحامي القبطي نجيب جبرائيل، ضد عمارة، يتهمه فيه بإهانة المسيحية، ووصفها ب"الفاشلة".
وزعم نجيب جبرائيل أن النائب العام أصدر قرارا بإحالة عمارة لنيابة أمن الدولة العليا، مضيفا أنه ينتظر بدء التحقيق مع عمارة، بداية الأسبوع المقبل، وأنه أرفق نسخة من كتاب عمارة، الذي صدر كملحق بمجلة
الأزهر (عدد شهر شعبان)، الذي يهين فيه الديانة المسيحية، ويتضمن قوله إن الإسلام جاء بسبب ضعف هذه الديانة الفاشلة، بحسب جبرائيل.
وانضم الإعلامي المقرب من السيسي، يوسف الحسيني، إلى الحملة المستعرة ضد عمارة.
وقال في برنامجه الفضائي "السادة المحترمون"، مساء الأحد الماضي: "بعد استقالة محمد عمارة من الأزهر.. مش كفاية.. لازم يتحاكم لتأييده رابعة".
وطالب عضو مجلس نقابة المحامين، الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب، ماجد حنا، بتطبيق قانون
ازدراء الأديان على الدكتور عمارة.
ومن جهته، شرح الدكتور محمد عمارة، موقفه من مغادرة منصب رئاسة تحرير مجلة الأزهر، رافضا التعليق على البلاغات والحملة ضده.
وقال في تصريحات صحفية الإثنين إنه قدم استقالته من منصبه بمجلة الأزهر بعد أربع سنوات من توليه موقعه، وأن سبب الاستقالة رغبته في التفرغ لمشروعه الفكري.
وأضاف: "تقدمت باستقالتي في الثالث من حزيران/ يونيو الجاري، وهذه ليست المرة الأولى التي تقدمت فيها بالاستقالة، فقد تقدمت بها قبل ذلك في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، ورفضها شيخ الأزهر بإصرار"، مؤكدا أنه تقدم بالاستقالة دون تعرضه لأي ضغوط، وأن المجلة في عهده نجحت نجاحا كبيرا.
وكانت "الأزهر" توزع قبل تولى عمارة رئاسة تحريرها نحو 12 ألف نسخة، وبعد توليه المنصب وصلت إلى 70 ألف نسخة، بخلاف الكتب المجانية.
وأوضح عمارة أن المجلة استحوذت على كل وقته فترة توليه رئاسة تحريرها، وهو ما أثر على مشروعه الفكري، مشيرا إلى أنه حاول تقديم استقالته قبل ذلك، ولكن شيخ الأزهر رفض، وأصر على استمراره.
وتضمن العدد الأخير من المجلة، كتيبا بعنوان: "دراسات غربية تشهد لتراث الإسلام"، رأى البعض أنه يطعن في المسيحية.
واستشهد مناوئو عمارة بما جاء في الكتيب، تحت عنوان "فشل المسيحية في الشرق الأوسط"، من قول قس غربي: "إن الجانب المهم في إنجاز الإسلام في الشرق الأوسط هو أنه حل محل المسيحية، وأن السبب الجوهرى لذلك هو الضعف الداخلي للمسيحية، أو كون بذور الضعف في قلب المسيحية".
وكثيرا ما استهدف الإعلام الموالي للسيسي الدكتور عمارة، محرضا شيخ الأزهر على إقالته من رئاسة تحرير مجلة "الأزهر".
وكان الإعلامي إبراهيم عيسى، أبرز المهاجمين لشيخ الأزهر، بسبب إصراره على بقاء عمارة، رئيسا لتحرير المجلة، كما اتهم الأخير بـ"الانتماء لجماعة الإخوان".
وكتب الكاتب خالد منتصر، بصحيفة "الوطن"، في كانون الثاني/ يناير 2014، مقالا بعنوان: "لماذا تصر يا شيخ الأزهر على د. محمد عمارة ؟ دعاه فيه لإقالته، بعد أن اتهمه بتحويل الأزهر إلى "مجلة إخوانية طالبانية".
وفي هجومهم الدائم، اتكأ مناوئو عمارة على البيان المتلفز الذي أصدره عقب الانقلاب، الذي أكد فيه أن ما جرى "انقلاب عسكري باطل شرعا وقانونا"، وأن "ما حدث في 30 حزيران/ يونيو 2013 انقلاب عسكري على التحول الديمقراطي الذي فتحت أبوابه ثورة 25 من كانون الثاني/ يناير 2011، والذي تمت صياغته في الدستور الجديد الذي حدد قواعد التبادل السلمي".
ومنذ الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، منع عمارة من كتابة عموده الأسبوعي "في ظلال الإسلام" بمجلة "أكتوبر"، ومقاله الأسبوعي في "الأهرام"، كما امتنعت صحيفة "الأخبار" عن نشر "يوميات الجمعة"، التي كان يكتبها، ومقاله "هذا إسلامنا" في صحيفة "القاهرة".