وجهت شخصيات وكيانات إعلامية وسياسية في
مصر انتقادات حادة لدعوة رئيس حزب "مصر القوية" عبد المنعم أبو الفتوح إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتشكيل حكومة انتقالية مستقلة، بلغت حد الدعوة إلى سجنه!
وفي البداية اعترف رئيس تحرير جريدة "التحرير"، أنور الهواري، بأن جريدته لم تتحمل نشر دعوة أبو الفتوح للانتخابات المبكرة أساسا.
وقال -في مقال بعنوان "بين أبو الفتوح والسيسي"، بالجريدة، الإثنين-: "اتصلتُ بالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وعرضتُ عليه أن يكتب مقالة أسبوعية، فاستجاب مشكورا، المقالة تدعو إلى إصلاحات ديمقراطية ننادى بها، لكن الدكتور عبد المنعم فاجأنى بدعوته إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وتشكيل حكومة كفاءات، وأن ينقل الرئيس صلاحياته الدستورية لهذه الحكومة.
وأضاف: "نشرتُ المقالة -على صفحة كاملة- لكن دون هذه الفقرة، ليس حجرا على الرأي، ولكن رفعا للحرج عن الزملاء في قيادة "التحرير"، الذين سوف يتحملون المسؤولية الأدبية والقانونية عن هذا المقال، لأن أسماءهم مكتوبة على الترويسة، فى حين أن اسمي ليس موجودا، في انتظار أن أستكمل الإجراءات، وكذلك لأن شرعية
السيسي ليست محل نقاش".
وذهب الصحفي بجريدة الأهرام، حسين الزناتي، في مقاله بالجريدة الإثنين، إلى أن "مبادرة أبو الفتوح تطلق العنان من جديد لـ"الخبل" السياسى الذى يعيشه تياره وإخوانه، وهى خارج إطار المنطق والواقع، بل وتجعل منه واحدا من هؤلاء الذين يريد المصريون أن يروه مثل غيره سجين خلف القضبان"، متسائلا: هل يحدث ذلك حتى يهدأ قليلا من أوهام مبادراته؟
وأعلن الأمين العام لائتلاف دعم صندوق تحيا مصر، طارق محمود، أنه سيتقدم ببلاغ عاجل للنائب العام، ضد رئيس حزب مصر القوية، يتهمه فيه بتهديد الأمن القومي المصري، والتواصل مع جهات أجنبية معادية للدولة.
وطالب منسق حركة تمرد 25-30، محمد حسين، بالقبض على أبو الفتوح، ومحاكمته.
وقال رئيس تيار الاستقلال أحمد الفضالى -في تصريحات صحفية-: "نتعجب من عبد المنعم أبو الفتوح، خارج السجن"، مؤكدا أنه لا يجب أن يكون حرا طليقا بعد ما تورط فيه من تحريض للقتل ضد المصريين، باعتباره عنصرا فاعلا في تحركات جماعة الإخوان، زاعما أنه قيادة كامنة بالجماعة تمارس عملها بنوع كبير من تضليل الرأى العام، حسبما قال.
وذهب الكاتب القبطي هانى لبيب إلى وصف المبادرة بالخطيئة، ذاهبا إلى نقطة أبعد عندما قال في مقاله بجريدة "الدستور"، الإثنين، بعنوان: "خطيئة أبو الفتوح": "هل مقال عبد المنعم أبو الفتوح خطوة استباقية ليتشح برداء الشهداء قبل أن تفتح ملفات التمويل والتوجيه من قوى خارجية لحزبه، وله شخصيا؟
وقال عضو مجلس الشعب السابق، البدري فرغلي: "أبو الفتوح يتحدث عن أوهام وكوابيس، لابد من تكبيلك بالأصفاد.. فمصر ليست بحاجة إلى شياطين مثلك خلال شهر رمضان".
وقال حمدي رزق في مقاله بجريدة المصري اليوم، الإثنين: "أبو الفتوح يحلق عاليا في فراغ نفسه، ويطالب بانتخابات رئاسية مبكرة، وهو من خسر الانتخابات الرئاسية باكرا، خرج من الجولة الأولى والأخيرة، كأنه لا يعيش واقعا مصريا يقول بأن الإخوان خرجوا على الوطن ومنه، وهو منهم، مع الخارجين، خرج ولم يعد".
واستنكر عضو مجلس النواب السابق، محمد أبو حامد، المبادرة واصفا إياها بـ"المشبوهة".
وقال عبر حسابه الشخصي على موقع التدوينات "تويتر": "دعوتك مشبوهة، وليست لك صفة لتتكلم باسم الشعب، ولا مصالحة مع الإخوان".
وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر، جمال حنفي، أن دعوة رئيس حزب مصر القوية، تثير الريبة حول مضمونها، وما تفكر فيه "الجماعة الإرهابية"، مطالبا بمحاسبته على تلك الدعوة، وألا يترك الأمر لمن يدلي بتصريحات من شأنها تكدير الأمن المصري.
وفي مقاله بعنوان: "الخازوق الذى يجلس عليه عبد المنعم أبو الفتوح"، قال رئيس تحرير جريدة "البوابة"، محمد الباز، الإثنين: "أشفق على عبد المنعم، فقد كل شيء بالفعل، ولم يعد لديه إلا خازوق الوهم الذي يجلس عليه، معتقدا أنه يمكن أن يعيد الزمن إلى الوراء، وهو الوهم الذي يجعله يردد مثل هذه المبادرات الساقطة".
نائب رئيس حزب النور، سيد مصطفى خليفة، أكد أن مبادرة أبو الفتوح لا تختلف عن مواقفه السياسية السابقة في 3 تموز/ يوليو، مضيفا أن حزب النور لن يرد على هذه المبادرة حتى نتأكد أنها مبادرة رسمية، وفي هذا الإطار سيكون الرد بشكل مؤسسي، وليس من خلال أفراد، رغبة في تبيان أسباب الرفض لها أمام الجماهير!
ووصف عمرو عزت، القيادي بحزب التجمع، المبادرة ب"الغيبوبة السياسية".
كما وصف مؤسس جبهة شباب الجمهورية الثالثة، طارق الخولي، الدعوة بـ"المشبوهة من أحد خدام الإخوان".
وأخيرا، وصف عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، محمد البيلي، دعوة أبو الفتوح، "بالهرتلة السياسية، والدليل على إفلاسه السياسي، ومحاولته لتصدر المشهد السياسي من جديد"، وفق وصفه.