"لا يصح القول عن اليهود والنصارى بأنهم كافرون لأنهم يؤمنون بوجود الله، حتى يمكن القول عنهم إنهم مسلمون".. هذه الفتوى الدينية ليست للسيدة مريم نور، بل هي للمستشار الأبرز لمفتي الجمهورية
اللبنانية محمد السماك خلال ندوة حول "المفاهيم الخاطئة في العلاقات الإسلامية المسيحية" ضمن مؤتمر "الحريات الدينية الثابتة" لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، وهي فتوى سحبها صاحب الاختصاص مفتي الجمهورية سماحة الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان، بعد أن أحالها إلى أمين عام الدار فضيلة الشيخ محمد أمين الكردي لمناقشتها وإبداء الرأي فيها، فجاء الرأي بالاعتراض عليها وعلى إدراجها في توصيات المؤتمر الذي افتُتح أصلاً برعاية دار
الإفتاء، لكن الخبر ليس هنا..
"عندما يكون الفكر مقفلاً باللفة (عمامة علماء الدين) لا يعود قادراً على الدخول في الرأس".. الصورة الكاريكاتورية في هذا الكلام ليست لـ"رينالد لوزيير" الرسام الرئيسي و المثير للجدل في مجلة "
شارلي إيبدو" الفرنسية، المتخصصة بالسخرية من الدينَين الإسلامي والمسيحي، بل لمحمد السماك نفسه ولم يقله في عمر مراهق يبحث عن لفت الأنظار إلى نفسه ولو على حساب الآداب العامة، بل تفوّه به قبل يومين وهو يترنح في العقد الثامن من العمر، وقد قاله في نفس المناسبة وفي معرض اعتراضه على مغادرة مشايخ جمعية المقاصد، (المصنفة هي ومشايخها كواحدة من منارات الاعتدال الديني في الشرق) إثر فتواه التي اعتبروها غريبة. لم ينبسوا ببنت شفة بل غادروا القاعة بكل هدوء، فهم ليسوا في حضرة الزعيم المفدّى "كيم جونغ أون" الرئيس الكوري الذي اشتهر بإعدام من لا يصفق لكلامه بين الحضور. لكن الخبر أيضاً ليس هنا..
عندما تساءل محمد السماك عن مغادرة المشايخ قبَيل إهانتهم على الملأ، حاول أحد المنتدين إلى جانبه لفلفة الموضوع قائلا له إنهم غادروا ربما للصلاة، لكن السماك لم يتلقف المبادرة ومضى في اختبار تحوله إلى نجم "ستاند آب كوميدي"، وبالفعل نجح في إضحاك جمهوره المتنوع دينياً وثقافياً على سادته وسادتنا المشايخ (وفق مصطلحاتنا الصوفية) وحصد جلبةً من التصفيق، لكن الخبر ليس هنا..
محمد السماك الذي يحتل موقع الأمين العام للجنة الحوار الإسلامي المسيحي، يحاور علماء دينه بهذا المستوى من السخرية والتحقير لرمزية عمائمهم، والسؤال هو كيف سيحاور الآخرين إذن؟ كيف يمكن أن يناقش ملحداً أو شخصاً يعتبر أن محمداً صلى الله عليه وسلم ساحر أو إرهابي؟ لكن الخبر أيضا وأيضا ليس هنا.. الخبر هو ظهور علامة جديدة من علامات يوم القيامة في بيروت، فقد قال رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، "إذا أُسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة"..