خصصت صحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية تقريرا للكاتبة رونيت فيرد، عن مطعم للبقلاوة والكنافة هو الأول من نوعه يفتتحه إسرائيلي بالتعاون مع
فلسطيني عربي في مناطق الـ48. وقالت إن المطعم الذي يرتاده العرب واليهود أصبح محلا للاهتمام، خاصة مع بداية شهر رمصان.
وتقول الصحيفة إن محبي
الحلويات العربية كان عليهم السفر طويلا للبحث عن أفضل محلات
البقلاوة والكنافة، إلا أن المطعم الجديد في بلدة
قلنسوة يقدم لهم الآن ما يريدون.
وتصف الكاتبة طريقة عمل البقلاوة، التي يصنعها فنان تعلم أصول المهنة في مدينة نابلس، حيث بدأ متدربا هناك وعمره 17 عاما. وفي الوقت الذي بدأ فيه بعجن الطحين، ويغمر نفسه في عملية صناعة البقلاوة بأنواعها، كان أحمد نصر الله وحاييم مارك يراقبانه باهتمام وإعجاب.
وتقول فيرد إن
الكنافة هي كعك سهل التحضير، وتطور إلى معجنات يمكن صناعتها في البيت، إلا أن البقلاوة مكونة من رقائق خفيفة محشوة بالفستق الحلبي والجوز، وتحتاج إلى يد فنان. مشيرة إلى أن نصرالله ومارك يملكان المحل الذي افتتح قبل ثلاثة أشهر، وفي الوقت الذي يساعدان فيه الصانع بتكسير الفستق، إلا أنهما لا يزالان متدربين مقارنة مع "الصنايعي".
وتنقل الصحيفة عن مارك قوله: "كان حلمي أن أفتح محلا للبقلاوة مثل هذا". وأضاف أن "دقة وتعقيد وجمالية المنمنات الإسلامية هي ما جلبتني إلى حقل القطع الأثرية". وكان مارك يتحدث وهو يعد أنواعا من البقلاوة "شفايف" و"السرة" و"عيون" وأنواعا أخرى معروضة في فترينة المحل.
ويشير التقرير إلى أن مارك ولد في كفار يونا عام 1966، ويقول إن والده كان "طباخا وغدا"، فقد ضحك على مئات النساء، ويضيف: "أنا متأكد من أنني وأشقائي الثلاثة لدينا أخوة في أنحاء العالم كله"، حتى ألقي القبض عليه عام 1985، بعد تخصيص حلقة تلفزيونية كاملة عنه. وأدين لاحقا بعد أن احتال على 330 إمرأة. فقد كان طباخا جذابا وعمل في سلسلة فنادق دان، وعرف كيف يدخل إلى قلوب النساء الوحيدات، وكان يطبخ لهن ويدخل بيوتهن ويفرغ حساباتهن في البنوك، ثم كان يختفي. ويتذكر مارك كيف كان رجال الضريبة "يأتون في الليل للحجز على مقتنيات البيت، بعد أن قامت والدتي بتأثيثه من جديد".
وتستدرك الكاتبة بأنه رغم أن مارك وأشقاءه لم يروا والدهم منذ سنين، إلا أنهم يعملون في أعمال لها علاقة بصناعة الطعام، وربما كان ذلك بتأثير والدهم، مع أن والدتهم كانت طباخة ماهرة. ويقول مارك: "عندما كنت صبيا كنت أقول: (أبي أنت طباخ جيد، لكن طعام أمي أجمل)"، فشقيقه كوبي يدير مطبخا في سجن إسرائيلي، وإيلان طباخ رقائق، وصهيون يعمل في مطاعم عدة في تل أبيب.
وتلفت الصحيفة إلى أن مارك لم يعمل في قطاع الحلويات مباشرة، لكن الطعام كان جزءا من حياته. إلا أن تجربته في حرب لبنان، التي مر بها عندما كان في الخدمة الإجبارية، ملأته بالرعب. ويعلق بالقول: "لا أريد أيا من أبنائي جنديا مقاتلا بالجيش"، ويردف قائلا: "لدي صديق عزيز اسمه عمر عزام، يعمل ميكانيكيا، قابلته عندما أخذت سيارتي له لإصلاحها، وقال إنها تريد إصلاحات كثيرة، وعندما سـألته إن كان يزيد السعر لأنني يهودي، فرد أنه يصلحها من أجل أولاده الصغار، وأنه يجب أن يعيش من أجلهم، لا أن يعرضهم للخطر، وبعد ذلك آصبحنا أصدقاء، فماذا سيحدث لو قام واحد من أبناء عزام برمي حجر على ابني وهو في الزي العسكري، وقام ابني بإطلاق النار عليه، عندها لا أستطيع تقبل ذاتي".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن مارك بعد أن ترك الجيش عمل ممثلا في مسارح في تل أبيب ولندن، التي عاش فيها أربعة أعوام. وافتتح حانة "بلو كات" في تل أبيب وأخرى مع شريك عربي "هودانا" في حي لورنتين. وعندما باع الأخيرة بعد زواجه الثاني، عاد إلى كفار يونا، وفتح محلا للتحف.
وتبين فيرد أنه عندما سئل عن سبب دخوله في تجارة الحلويات، قال إن "العمل في تجارة التحف تموت في بلد انتهت فيه الطبقة المتوسطة، ولهذا فكرت بافتتاح محل للمشاوي، وجاء شخص قال لي إن هناك فرصة لشراء مقتنيات مخبز أغلق في نابلس، وفيه مواد وآليات قديمة ومصنوعة باليد ومن الصعب الحصول عليها، وهي ذات نوعية جيدة، ولكن عندما اشتريتها وضعتها في المخزن".
ويتابع مارك للصحيفة: "أنا وزوجتي نحب البقلاوة، وعادة ما نتجول في إسرائيل والضفة الغربية ومناطق نابلس؛ بحثا عن محلات بقلاوة. ثم وجدنا أن المنطقة التي نعيش فيها سيكون فيها إقبال على البقلاوة".
ويورد التقرير أن الفكرة جاءت عندما كان يصلح بيتا في قلنسوة، وتعرف على نصر الله، الذي كان يعمل في مستنبت في المنطقة الصناعية، وكلاهما كان يحب البقلاوة، ولهذا قررا افتتاح محل "مامتاكي النور" أو "حلويات النور".
وتختم "هآرتس" تقريرها بالإشارة إلى أن المحل بدأ يمتلئ بالزوار، وأنه كل يوم يقدم أنواع الكنافة الأسطنبولية، والكنافة الخشنة والناعمة والبورمة، ويقدم أنواع البقلاوة كلها.