أظهر شريط فيديو جديد تداوله الاثنين نشطاء إنترنت في
تونس، قاتِل 38 سائحا في سوسة (وسط شرق البلاد) وهو يمشي بهدوء على الشاطئ حيث كانت جثثهم ممدة.
ويستمر الشريط الذي صوره هاو تونسي 11 دقيقة و10 ثوان، ويُسمَع فيه إطلاق نار كثيف.
ويظهر في أول الشريط عمال ومصطافون مذعورون داخل حرم فندق وبعضهم يصرخ: "من أعطاه سلاحا.. الجميع ينبطح أرضا.. عنده قنابل صوتية.. تراجعوا إلى الوراء.. ها هو يرتدي شورت (سروال قصير).. إنه قادم إلى هنا".
وسمعت طلقة نارية في الثانية الـ48 من الفيديو ثم أخرى (في الدقيقة الأولى و6 ثوان) ثم ثالثة في الدقيقة الأولى و10 ثوان.
ولحق مصور الشريط الذي التقطه من مسافة بعيدة واختبأ في البداية وراء حائط، بالمسلح الذي اتجه ببطء من حرم الفندق إلى الشاطئ.
ومر المصور أمام جثث سياح غطتها الدماء فوجئوا بإطلاق النار أثناء تواجدهم على الشاطئ.
وقال المصور متوجها بالكلام إلى المسلح: "لماذا هكذا؟ تقتل الناس؟ يا ويلك".
وأضاف متوجها بالكلام إلى أشخاص آخرين لم تعرف هويتهم: "تعالوا، نفد عليه الخرطوش، عنده قنبلة فقط، يا حاكم، يا حاكم انتهى الخرطوش" من دون أن يعلم ما إذا كان الشرطيون موجودين فعلا أم لا.
وتابع: "لماذا تقتل الناس؟ لماذا؟ كانوا جالسين السياح، قتلتهم يوم جمعة، حرام عليك".
وواصل مشيرا بيده إلى مكان في البحر: "هنا رمى هاتفا أو شيئا ما". وأضاف: "أين الإسعاف؟". ثم انضم إليه تونسيون بدأوا يركضون وراء القاتل الذي كان على مسافة بعيدة وهم يشتمونه.
ويظهر الشريط بعد ذلك شارعا قريبا من الفندق يسمع فيه مجددا إطلاق نار كثيف.
ويتساءل أحدهم: "لا يزال يطلق النار؟".
وأظهرت شهادات وصور بثتها وسائل الإعلام المحلية المكان الذي قتل فيه الرزقي برصاص الشرطة وفقا للسلطات، لكن الفيديو لا يظهر هذا المشهد.
والهجوم الذي أعلن
تنظيم الدولة مسؤوليته عنه هو أكثر هجوم جهادي دموية في تاريخ تونس.
والجمعة قتل سيف الدين الرزقي، وهو طالب بالجامعة بسلاح كلاشينكوف، 38 سائحا أمام وداخل فندق "إمبريال مرحبا" في مرسى القنطاوي السياحي بولاية سوسة على الساحل الشرقي التونسي، وأصاب 39 آخرين.
والرزقي أصيل "حي الزهور" بمدينة قعفور من ولاية سليانة (شمال غرب البلاد)، وهو طالب ماجستير في "المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا" بجامعة القيروان (وسط البلاد).
وتظاهر الشاب الذي كان يرتدي سروالا قصيرا ويحمل مظلة بأنه مصطاف، وعند وصوله إلى شاطئ فندق "امبريال مرحبا" أخرج رشاش كلاشينكوف كان يخفيه في مظلته وشرع في إطلاق النار على السياح.
وقد قتل لاحقا برصاص الشرطة خارج الفندق.