في حوار مع الإعلامي عبد الله المديفر، ببرنامجه الرمضاني "في الصميم"، كشف الداعية السعودي محسن
العواجي أنه تعرض للسجن في عهد الملك عبد الله أربع مرات، منها اثنتان بالسر، دون أن يعلم أحد بذلك.
وأوضح العواجي أن أحد أسباب الاعتقالات الأربعة، كان بسبب كتابته مقالا انتقد فيه الوزير والدبلوماسي السعودي الراحل، غازي القصيبي، مضيفا: "سُجِنت 17 يوما بسبب تلك المقالة، ولم يعلم عن سجني الملك عبد الله إلا وقت إطلاق سراحي".
ودار جدل بين العواجي والمديفر بعد قول الداعية السعودي: "لم أجامل ولي العهد، ووزير الداخلية، محمد بن نايف، كما جاملت -أي المديفر- الوليد بن طلال، ومنعتني من الظهور في برنامجك لمدة سنتين".
المديفر ردّ ردا قاسيا على العواجي، بقوله: "لو كان كلامك صحيحا لما استضفتك رغم كتابتك لمقال (قارون العصر) عن الأمير الوليد بن طلال، ولم اُمنَع من استضافتك، ولا تزايد علي في هذا، ولا أحد يزايد علي، فقد استضفتك في برنامج (لقاء الجمعة) أربع مرات، واليوم أستضيفك هنا".
وواصل العواجي حديثه عن الشأن المحلي، قائلا إن
الملك سلمان اتخذ قرارا تاريخيا بتقديمه قيادات شابة، مثل ولي ولي العهد، ووزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، مضيفا: "محمد بن سلمان دخل بصفحة بيضاء، وبإمكانه أن يُسطّر اسمه في صفحات التاريخ، أو أن يكون كغيره من المنسيين".
وتابع: "الملك سلمان بقراراته الشجاعة أنقذ الأسرة الحاكمة من الأسرة الحاكمة"، وقال: "لم أرض في عمري كله عن قيادة كما أشعر الآن تجاه القيادة الحالية".
العواجي الذي اعتقل عدة مرات سابقة بسبب مطالبته بالإصلاح، أكد أن الإصلاحيين لا يطمحون بالحكم، مضيفا: "قضيتنا ليس من يحكم، بل كيف نُحكَم، والولاء الحقيقي يكون بالمناصحة، لا بالرهبة، والخوف، والبيع، والشراء".
وأوضح العواجي أن مصطلح الإصلاح ليس خاصا بالإسلاميين دون غيرهم، "بالرغم من أن هوية الإصلاح هي هوية إسلامية"، وأضاف: "الدعاة و طلبة العلم لا يمكن أن يوصفوا بالمعارضين لأنهم شركاء في مشروع الدولة".
وطالب العواجي أصحاب القرار في المملكة؛ بالمسارعة في إنهاء قضايا الموقوفين بسبب آرائهم السياسية، مضيفا: "معظم من ينادون بالإصلاح من جميع التيارات إمّا في السجون أو تم فصلهم من وظائفهم".
وبالرغم من ذلك، نوّه الدكتور محسن العواجي على خطورة المطالبة بالإصلاح في توقيت "قد يزعزع أمن البلاد في حالة الحرب، ولا يكون سلاحا يستفيد منه أعداء الأمة"، وفق قوله.
وانتقل العواجي للحديث عن سياسات
السعودية في الخارج، منتقدا دورها في مصر، ودعمها للانقلاب العسكري، وأضاف: "هل كان للانقلابيين أن يفعلوا ما فعلوا لولا دعم الدول الخليجية وعلى رأسهم السعودية، ولما عرفنا
السيسي".
وطالب العواجي حكومة بلاده بإعادة النظر في سياساتها بلبنان، قائلا إن "سعد الدين الحريري ذراع مشلول للسعودية في لبنان، ولا قيمة له هناك".
وركزّ العواجي في حديثه عن الدور
الإيراني في المنطقة، فبعد مباركته وتأييده لـ"عاصفة الحزم"، ودعائه للجنود المرابطين على الحدود السعودية مع اليمن، اتهم العواجي إيران صراحة بمسؤوليتها المباشرة عن تفجير المساجد الشيعية في السعودية والكويت.
واعتبر العواجي أنه "إذا كان منفذ التفجير من عائلة الشمري، أو من أي قبيلة عربية، فهذا لا يعني إخلاء مسؤولية إيران"، وتابع: "اُقسِم بالله العظيم لو أن المُفجّر في الكويت يزيد بن معاوية، ستكون إيران خلفها، وتحديدا أربعة أشخاص أذكرهم بالاسم".
وأضاف: "إيران تعتمد سياسة (الفوضى الخلاّقة)، ولا يهتمون لِمن يُقتَل سُنّيا كان أو شيعيا، لذا لم يحدث تفجير المساجد في السعودية و الكويت إلاّ بعد الحرب على الحوثي، وبعد تهديد مسؤوليهم بنقل المعركة للداخل".
كما هاجم محسن العواجي بعض الكتاب الشيعة السعوديين، خاصا بالذكر الكاتب توفيق السيف، قائلا عنه إنه "كان يسافر مع آخرين في الثمانينات إلى دمشق، ويتركون جوازاتهم هناك، ويذهبون بطائرة خاصة إلى إيران".
هجوم العواجي الشديد على الشيعة دفع بأحد المغردين لنشر صورته مع الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، حيث رد العواجي على الصورة: "لقائي بنصر الله في مبادرة القرضاوي لإطفاء نار الطائفية عام 2004، وكان لقاء وحيدا وعقيما، وغلبت عليه المجاملات، ولم تكُن له أي نتيجة أو فائدة، وصورتي معه كما صوّرت مع صحفي إنجليزي و صحفي يهودي، للتوثيق فقط، وكما صوّر الملك مع البابا".
وعلى شكل مقارنة سريعة بين العهد الحالي والعهد السابق للسعودية بقيادة الملك عبد الله، قال العودة إن "الحوثي كان يتوغل في البلد، وفي المقابل يتم توقيع الدعاة على تعهدات بعدم الحديث عن الحوثيين".
وأضاف: "كان هناك استغلال من الصفويين والليبراليين للغة التسامح و عدم الوضوح السائدتين في الديوان الملكي سابقا، وكان موظف في الديوان ينسق مع موظف في مكتب السيسي ويستنزفون خزينة الدولة و أموالنا".