كشف مصدر فلسطيني خاص عن وجود "تفاهمات" بين حركة المقاومة الإسلامية "
حماس" التي تسيطر على قطاع
غزة، وبين النظام
المصري الحالي بقيادة عبد الفتاح السيسي.
وأفاد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريح خاص لـ"
عربي21"، بأن اجتماعا عقد بين وزير المخابرات المصرية وأحد قيادات حركة "حماس" (يرجح أن يكون القيادي موسى أبو مرزوق) خلال الشهر الماضي، حيث عبر الجانب المصري خلال الاجتماع عن رغبته في المساهمة في "رفاهية" غزة، وليس فقط تخفيف
الحصار المفروض عليها من قبل الاحتلال
الإسرائيلي.
الأنفاق الأرضية
وبناء على المبادرة المصرية، فقد تقدمت حركة حماس عبر ممثلها في الاجتماع بالعديد من المطالب التي ذكر المصدر منها: "فتح معبر رفح البري، وتزويد القطاع بمواد البناء، وإدخال مواد أخرى" (لم يسمها)، لكن المصدر أكد أنها من الاحتياجات الأساسية التي ستساهم في التخفيف عن سكان القطاع.
وأكد المصدر أن مطالب "حماس" رفعت للسيسي الذي وافق عليها "مباشرة"، حيث إنه سيتم توريد مواد الإعمار إلى القطاع، من خلال شركات مصرية تابعة للجيش المصري، وهذا ما يجري العمل به حاليا، حيث يتم إدخال كميات من الأسمنت بشكل شبه يومي من خلال معبر رفح البري.
وتابع المصدر: "أما في ما يتعلق بمعبر رفح البري، فغالبا ما سيتم فتحته بشكل أسبوعي"، وهو ما حدث بالفعل خلال الأسابيع الماضية.
وأوضح المصدر أن "التفاهمات" ركزت على أن تقوم حركة حماس بضبط الحدود الجنوبية للقطاع مع مصر، وذلك لمنع "تسرب أفراد تنظيم الدولة من وإلى محافظة شمال سيناء عبر قطاع غزة".
وأضاف: "تلتزم حماس كذلك بمنع إدخال أي مواد عبر الأنفاق الأرضية"، الممتدة من مدينة رفح جنوب القطاع إلى داخل الأراضي المصرية.
بطولات المقاومة
ورجح المصدر أن تكون "الخطوة" المصرية تجاه قطاع غزة جزءا من "توجه" إسرائيلي للتخفيف من الحصار على قطاع غزة، خشية وقوع حرب جديدة يسعى الاحتلال بشكل "حثيث" لمنع حدوثها، ويصدق عليه المثل العربي "اللي يأكل الضرب مش زي اللي بعده"، بحسب تعبير المصدر.
ورفض أبو مرزوق، الذي يتولى مسؤولية ملف العلاقات الخارجية في حركة "حماس"، في حديث خاص مع "
عربي21"، التعليق على طبيعة تلك "التفاهمات" بين حركته والجانب المصري.
ومما يؤكد صحة التوجه السابق، ما ذكره نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، عقب أدائه صلاة التراويح الثلاثاء في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.. أن شهر رمضان الحالي "سيشهد بداية الحصاد لبطولات المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام التي استبسلت في الدفاع عن قطاع غزة خلال حرب العصف المأكول".
وكشف هنية عن قرار اتخذته القوى التي أخذت قرار الحرب ضد غزة العام الماضي بـ"الانفتاح" على حركته وقطاع غزة، موضحا أن تلك القوى (لم يسمها) التي مارست "الضغط السياسي والعسكري" على "حماس" وقطاع غزة، اليوم "تتجه نحو الانفتاح عليهما".
وخاطب أهل غزة قائلا: "أبشروا فالفرج قريب بإذن الله"، في إشارة منه إلى أن المرحلة المقبلة ستحمل الخير لأهل غزة، بحسب تأكيده.
وأكد نائب رئيس المكتب السياسي، أن كتائب القسام أصبحت قوتها "أضعاف" ما كانت عليه قبيل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع عام 2014.