قال مسؤول كبير في اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن "المدنيين الذين يكافحون من أجل البقاء وسط المعارك بالشوارع والضربات الجوية التي تقودها السعودية في مدينة عدن في جنوب
اليمن يواجهون أيضا تناقص إمدادات الوقود والغذاء".
وقال برتراند
لامون في جنيف إن "الجوع والأمراض يهددان مليون شخص يسكنون عدن التي باتت الآن منطقة حرب محصورة في صراع بين المقاتلين الحوثيين ومسلحين محليين"، موضحا لوفد الصليب الأحمر في عدن أن "المستوى العام لمخزونات
الغذاء في عدن تقلص بشدة بسبب انخفاض الواردات عبر البحر وصعوبة نقل السلع برا من صنعاء."
وأضاف الرئيس السابق للصليب الأحمر، في مقابلة، مساء الأربعاء أن "الناس قللوا من تحركاتهم بسبب الصراع وبسبب خطوط الجبهات، وليس لديهم سيارات أو موارد للسفر، ومن ثم هذا يجعل الناس أكثر قابلية للتأثر بالمخاطر وأكثر اعتمادا على المساعدات الخارجية."
وتفرض السعودية حصارا شبه شامل على اليمن الذي يعتمد بشدة على الواردات في محاولة منها لمنع وصول أسلحة إلى الحوثيين.
وتقول الأمم المتحدة إن نقص الوقود في أنحاء البلاد أدى إلى انتشار الأمراض والمعاناة في البلد القاحل حيث يعتمد الحصول على المياه عادة على المضخات التي تعمل بالوقود وحيث يحتاج أكثر من 20 مليون شخص -أو 80 بالمئة من السكان- إلى المساعدة بشكل أو بآخر.
ونقلت الأمم المتحدة عن مسؤولين بقطاع الصحة في عدن قولهم إن 8000 شخص أصيبوا بحمى الضنك بالمدينة منذ أن بدأت الأزمة في آذار/ مارس توفي 590 منهم بسبب المرض.
ونشرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر 12 موظفا دوليا و50 يمنيا يعبرون خطوط المواجهة في عدن لانتشال الجثث وتسليم المساعدات بما في ذلك الوقود لتشغيل محطات ضخ المياه التي تزود نصف سكان المدينة باحتياجاتهم.
وقصف الحوثيون مصفاة عدن مرتين في الأسبوع الماضي، ما تسبب في تدمير صهريجي تخزين وخط أنابيب يربطها بالمرفأ النفطي.
وتابع لامون بأن "الأضرار جزئية إلى حد كبير"، موضحا أنه لا يزال يتم الاعتماد على المصفاة للاستخدام المحلي وتعد شريان حياة حيويا للسكان والمستشفيات ومنظمات الإغاثة.
ومع تجاهل دعوات وجهتها الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من أجل وقف فوري لإطلاق النار من المتوقع أن يرتفع عدد القتلى الذي يقدر بنحو 2800 شخص في أنحاء البلاد والناجم عن
القتال والضربات الجوية.
وافتتح مستشفى للجراحة تابع للصليب الأحمر في حي المنصورة في المدينة في الشهر الماضي يضم حوالي 50 سريرا.
وقال لامون: "إذا اشتد الصراع فسنواجه بالتأكيد سيناريو سقوط عدد كبير من المصابين تعجز المنشآت الصحية عن مواجهته."