نشرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية تقريرا حول نوع من المخدرات يسمى "الكبتاجون" أو "فينيثايلين"، يتم صنعه في لبنان خاصة، ويتميز بتوفيره لحالة من الهدوء والثبات لمتعاطيه.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا النوع من المخدرات كان يستعمل دواء، غير أنه أصبح يباع بكميات وافرة لدى الجماعات المسلحة، مثل تنظيم الدولة، بعد أن تبين أنه يمكن منفذي الهجمات من التغلب على حالة الاضطراب أو الخوف.
وفي هذا السياق، أشارت ليبراسيون إلى حالة الشاب المسلح سيف الدين الرزقي الذي أقدم على مهاجمة نزل سياحي بمدينة سوسة التونسية، مخلفا 38 قتيلا والعديد من الجرحى، قبل أن تتم تصفيته على يد قوات الأمن.
ونقلت عن مصادر مطلعة أن تقرير الطب الشرعي أثبت خضوع سيف الدين الرزقي لتأثير مادة مخدرة مطابقة لتلك التي يمد بها تنظيم الدولة مسلحيه قُبَيْل قيامهم بالهجمات الإرهابية، إذ يسعى التنظيم من خلال توفيره للكبتاجون إلى تعزيز فاعليتهم أثناء القتال، وفق الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن الأخصائي النفسي رمزي حداد؛ قوله إن "هذا النوع من المخدرات يساعد على التغلب على كل مشاعر الخوف والإرهاق، ما يخلق نوعا من النشوة، [...] ويوفر قدرا من الطاقة تغني الإنسان عن الأكل والشرب"، حيث أن هذا المفعول يعود إلى المكونات الخاصة للكبتاجون.
وذكرت، نقلا عن الأخصائي النفسي اللبناني إيلي شديد، أن الكبتاجون يصنع أساسا من مادة الفينيثايلين، إحدى أجزاء مادة الأمفيتامين، حيث يتم مزجها مع الكافيين لتحفز إنتاج الدوبامين وتعزز تركيز الفرد.
وأضاف إيلي شديد بأن هذا النوع من المخدرات كان يعد دواء لفترة معينة من الزمن، بفضل مفعوله "الإيجابي"، حيث يستعمل لعلاج الخِدَار وحالات النشاط المفرط. غير أن العديد من البلدان بات تصنفه مادة مخدرة تسبب الإدمان، وحظرت تعاطيه، بدءا من أوائل الثمانينيات من القرن الماضي.
وأشارت ليبراسيون إلى أن لبنان كان المُصَنِّع الرئيسي لهذه المادة، قبل أن ينتقل الإنتاج إلى جارتها سوريا سنة 2011، حيث أكد مسؤول من وحدة مكافحة المخدرات اللبنانية؛ أن سوريا باتت تصدر النصيب الأكبر من هذه الحبوب، ليتم تهريبها فيما بعد إلى كل من لبنان والأردن عن طريق القوارب أو السيارات.
وقالت الصحيفة إنه وفقا للأرقام الصادرة عن منظمة الجمارك العالمية، فقد ارتفعت كمية الحبوب التي تم ضبطها في دول الخليج، فقد رصد ما يزيد عن 11 طنا سنة 2013 مقابل أربعة أطنان فقط في 2012.
وفي الختام، أفادت الصحيفة بأن تجارة الكبتاجون تعد مربحة جدا، فقد يبلغ ثمن الحبة الواحدة ما بين الخمسة والعشرين دولارا، وهو ما يمكن تنظيم الدولة من ضمان مصدر تمويل ذاتي من جهة، والاطمئنان لمردود مسلحيه من جهة أخرى، كما تقول الصحيفة.