قلل خبراء ونشطاء من أهمية
قناة السويس الجديدة، وحجم الإنجاز الذي تم فيها، مؤكدين أنها لن تسمح بمرور سفن الحاويات والبترول، وبالتالي لن تحقق زيادة في العائد سوى بقرابة مائتي مليون دولار سنويا فقط، مؤكدين أن الاحتفاليات الأسطورية التي يعدها رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، لافتتاحها في السادس من آب/ أغسطس المقبل، فقدت معناها من قبل أن تبدأ، ومنتقدين عدم جراء دراسة جدوى للتفريعة قبل الشروع فيها.
ليست أولوية الآن
وقال الخبير والمتخصص هشام خليل "لن نستفيد فعليا من زيادة عدد السفن المارة في قناة السويس قبل خمس سنوات، وبالتالي كان يمكن تأجيل الحفر للقناة الجديدة هذه المدة، واستغلال المال في أولويات ثانية.
وتابع في مقال بجريدة
المصري اليوم بعنوان "هل قناة السويس الجديدة أولوية الآن"؟، "المكسب الفعلي القصير الأجل هو تعميق الممر الملاحي الذي سيسمح بمرور عدد أكبر من ناقلات البترول العملاقة VLCC، وهذا لن يزيد الإيراد أكثر من 4% في المدى القريب".
وأضاف، سنفترض أن التعميق ضاعف عدد السفن من فئة الـ VLCC إلى ثلاثة أضعاف من 73 سفينة إلى 220 ناقلة بمتوسط حمولة 250 ألف طن، وهذا سيؤدي لزيادة الإيراد بناء على متوسط رسوم العبور من 5.405 مليار دولار إلى 5.610 مليار دولار، أي 205 ملايين دولار سنويا فقط.
واستطرد واضح، أن الدولة أولوياتها أن تعمل مشاريع قومية كبيرة تعمل بها "شو" إعلامي حتى لو كانت غير مدروسة، ولو كنا نريد أن نستثمر في مشاريع تحقق عائدا لكانت الأولوية لمشروع تنمية المحور اللوجيستي للقناة الذي يمكن أن يحدث طفرة في حجم الاستثمارات.
ومن جهته، تساءل أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور حازم حسني، "هل يعقل أن تكون هيئة قناة السويس استعانت بالفعل بثلاثة أرباع أسطول الكراكات العالمي في حفر التفريعة الجديدة المعروفة إعلاميا ورسميا بقناة السويس الجديدة، كما صرح بذلك مؤخرا الفريق مهاب مميش رئيس الهيئة؟
لماذا لا نوفر ثمن الكراكات؟
وقال في مقال بعنوان "سهرة رمضانية لدعم قناة السويس"، بجريدة "التحرير"، "لا نملك منع أنفسنا من التساؤل عن مصدر معلومات رئيس هيئة قناة السويس، وهل هو يستلهم من جديد أساليب إدارة التوجيه المعنوى أيام هزيمة 1967 التي أسمعتنا أعدادا لا علاقة لها بالواقع، وكنا نظنها قد ذهبت إلى غير رجعة هذه الأساليب!.
وأضاف، وفقا لرأى خبير عالمي ببواطن الأمور فإن قناة السويس بحالتها التى كانت عليها قبل التفريعة كانت تتحمل زيادة في عدد السفن العابرة للقناة، وليست هناك ضرورة ملحة لحفر التفريعة، خصوصا أن ثمة تغيرات كثيرة في بيئة النقل البحري العالمية مما لم تجرِ بشأنها دراسات جادة تبرر كل هذه النفقات التى زادت بشكل ملحوظ نتيجة ضغط مدة التنفيذ دون مبرر اقتصادي.
واستطرد أن تكلفة بناء الكراكة تتراوح بين 100 و150 مليون دولار للواحدة، وقد تصل إلى 200 مليون دولار للكراكات ذات القدرات الفائقة، أما المدة اللازمة لبناء الكراكة فقد تكون سنة أو أكثر حسب نوعها، وهذا معناه أنه كان يمكن بناء أكثر من عشر كراكات عملاقة وفائقة القدرة بنفس تكلفة تأجير الكراكات التي شاركت في حفر التفريعة، وكان من شأن ذلك زيادة حجم أسطول الهيئة من الكراكات التي يمكن توظيفها في تطوير القناة والموانئ المصرية، وزيادة قدرة الهيئة التنافسية إقليميا ودوليا!.
وتابع، الأهم من ذلك كله أنه كان في قدرة هيئة قناة السويس أن تقوم بالمهمة كاملة دون الاستعانة بشركات أجنبية، أما الآن فإن الهيئة وجدت نفسها مضطرة -نتيجة عشوائية القرار- إلى الاستعانة بشركة كراكات إماراتية لإنجاز تم -دون أي منطق اقتصادي- ضغط مدة الانتهاء منه بما يعجز الهيئة، ويضطرها إلى إهدار الكثير من الموارد، رغم عدم وجود حاجة ملحة إلى ضغط مدة التنفيذ إلى عام واحد بدلا من خمسة للانتهاء من أعمال التفريعة.
غاطس لا يسمح بعبور "الحاويات"
وفي سياق متصل، نقلت صحف مصرية عن هيئة قناة السويس إعلانها (قبل افتتاح المشروع بأيام) أنه تم الانتهاء من الوصول بالغاطس إلى عمق 24 قدما، أي نحو 8 أمتار فقط، وهو عمق لا يسمح بعبور سفن الحاويات أو ناقلات البترول أو أى نوع من السفن الكبيرة.
وعلق ناشطون على ذلك بالقول إن غاطس السفن العملاقة في العالم يصل إلى أكثر من 66 قدما، أي 22 مترا، والكارثة الأخرى أن هذا العمق (8 أمتار)، لمسافة 30 كيلو مترا فقط، من إجمالي 72 كيلو مترا، تمثل الطول الإجمالي للمشروع، علما بأن طول القناة القديمة هو 193 كيلو مترا، وعمقها 24 مترا.
وأضافوا لقد رمينا 60 مليار جنيه (تم جمعها من المصريين) في مياه البحر الأحمر، إلا إذا كان المشروع يهدف أساسا إلى اختصار زمن رحلة عبور القوارب المطاطية والمراكب الشراعية ويخوت الأثرياء العرب!
كما نقل ناشطون أن الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية كشفت الحجم الحقيقي لتفريعة قناة السويس الجديدة، إذ إن قناة السويس الأصلية، يبلغ طولها 193 كيلومتر، وتصل ما بين البحرين الأبيض والأحمر، وتنقسم إلى قسمين، شمال وجنوب البحيرات المرة.
أما قناة السويس الجديدة، فطولها 35 كيلو مترا فقط، وتمتد من الكيلو 60 إلى الكيلو 95، بالإضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات المرة.
ساويرس ينتقد.. والسيسي يبشر
وكان رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس، قال في مداخلة هاتفية مع عمرو أديب، عقب حفل إفطار مجموعة من رجال الأعمال داعمي صندوق "تحيا مصر" مع السيسي قبل أيام، "ما أظنش المشروع اتعمل له الدراسات اللازمة"، مشككا في وجود الدراسات التي تقنعه، وغيره من رجال الأعمال، بالمشاركة في الاستثمار بالمشروع.
ومن جانبه، وجه السيسي كلمة إلى جنود
الجيش في
سيناء، السبت، قائلا "يوم 8 آب/أغسطس القادم، أدعوكم إلى اليقظة، لما سيحاط لمصر مع اقتراب افتتاح قناة السويس الجديدة، لأن أهل الشر عايزين يأذونا، ومش هيقدروا، وبقول ذلك ثقة في الله".
وقناة السويس ممر مائي اصطناعي في مصر، وهو أحد أهم المجاري البحرية في العالم، ويبلغ طولها 193 كيلومتر، وتصل بين البحرين الأبيض والأحمر، وتنقسم إلى قسمين، شمال وجنوب البحيرات المرة.
وتسمح القناة بعبور السفن بين أوروبا وآسيا، وتعتبر أسرع ممر بحري بين القارتين، وتوفر نحو 15 يوما في المتوسط من وقت الرحلة عبر طريق رأس الرجاء الصالح، فيما يمر عبرها ما بين 8% إلي 12% من حجم التجارة العالمية، وقد بلغت إيراداتها في العام المالي (2014 - 2015) نحو 39 مليار جنيه مصري.