أثار التفجير الذي استهدف مبنى القنصلية الايطالية في القاهرة اليوم السبت العديد من التساؤلات بشأن الهدف منه ومن يقف وراءه، خاصة مع عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، فيما تساءل محللون ونشطاء عما إذا كان ثمة رابط بين الانفجار وبين زيارة عبد الفتاح السيسي الى العاصمة الايطالية روما في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي.
وقال كاتب صحافي ومحلل سياسي تحدث لـ"عربي21" إن الانفجار قد يكون رسالة بالغة الدلالة الى ايطاليا التي كانت أول محطة أوروبية تستقبل السيسي عندما زارها في الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، حيث قيل حينها إن روما هي أول عاصمة أوروبية تمنح الشرعية لرئيس
مصر الذي وصل الى الحكم بانقلاب عسكري دموي راح ضحيته الآلاف من المدنيين المصريين.
ولا يستبعد المحلل أن تكون ايطاليا بهذا التفجير قد دفعت ثمن موقفها الداعم للسيسي، وثمن استقبالها له في روما نهاية العام الماضي، إلا أن المرعب في هذا السيناريو –بحسب المحلل- أن سفارات الدول الأجنبية الأخرى قد تكون أهدافاً قادمة لمدبري ومنفذي هذا التفجير، خاصة وأن السيسي زار عدة دول في أوروبا، ومن المنتظر أن يزور العاصمة الأوروبية الأهم، لندن، خلال الأيام المقبلة.
ويأتي هذا التحليل وسط غابة من التحليلات التي تزدحم بها شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يلقي العديد من النشطاء باللائمة على السيسي ذاته في هذا التفجير متهمينه بتدبيره والضلوع فيه للترويج بأنه يحارب ارهابا متصاعدا في مصر، فيما يلقي آخرون باللائمة على مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية الذين ربما أرادوا الانتقام في القاهرة مما حصل في سيناء.
ونقلت مواقع على الانترنت وحسابات على "تويتر" أنباءا مفادها أن المئات من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية تمكنوا من الانتقال من سيناء الى القاهرة لتنفيذ عمليات هناك، ونقل المعارك، إلا أنه لا يوجد حتى الان ما يؤكد هذه المعلومات، إلا في حال كان تنظيم الدولة هو الذي استهدف القنصلية الايطالية في القاهرة فعلاً.
وكان الانفجار الكبير قد وقع قبالة مبنى القنصلية الايطالية في القاهرة عند الساعة السادسة والنصف من صباح السبت وأدى الى مقتل شخص واحد واصابة تسعة آخرين بجراح، اضافة الى تدمير واجهة المبنى، فيما قالت الأنباء أن سيارة مفخخة كانت تقل نحو 250 كيلو غراما من المتفجرات هي التي انفجرت أمام المبنى، فيما كانت الخسائر محدودة بسبب أن المبنى كان فارغا ولم يحدث الانفجار خلال ساعات الدوام الرسمية للقنصلية.