تحدى عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المعارضة المغربية، داعيا إياها إلى تقديم البدائل، وإقناع المغاربة بعدم جدوى الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة التي يترأسها.
ووجه
ابن كيران سهام نقذه إلى
المعارضة السياسية في
المغرب، وفي مقدمتها حزب الاستقلال الذي يتزعمه حميد شباط، الذي قرر مغادرة الائتلاف الحكومي قبل سنتين، حيث وصفه بـ "الكذاب والبخيل"، في إشارة إلى السجال الدائر حول مطبعة مسجلة باسم رئيس الحكومة، والتي اقترح حميد شباط شرائها مقابل مبلغ مالي ضخم.
وانتقد ابن كيران -الذي كان يتحدث في ندوة نظمها
حزب العدالة والتنمية ليلة السبت، لتقديم برنامجه الانتخابي، المتعلق بالانتخابات الجماعية المقبلة-، حزب الأصالة والمعاصرة المعارض الذي استضاف المفكر المصري سيد القمني، واصفا إياه بـ"البهلوان الذي استهزأ بثوابت الشعب المغربي، والذي يعتقد أنه سيهدم أسس هذه الدولة القائمة على البيعة التي تربط الملوك بالشعب منذ أزيد من 12 قرنا، معتبرا أن السخرية من البيعة هي سخرية من المغاربة".
وقال ابن كيران: إن الذين استضافوا القمني في إشارة إلى جهات حداثية بالمغرب "ليسوا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وإنما هم ضد دولة الإسلام في المغرب".
وأضاف "أقول هذا للتنبيه قبل فوات الأوان، لأن هؤلاء يحركهم الشيطان الذي يحرك أشياء أخرى، وهذا جهد عبد الإله أن ينبه"، مضيفا "لن نتنازل عن شعار الله الوطن الملك"، مشددا على أن "العدالة والتنمية مصر على القيام بواجبه من منطلق الأمانة التي كلف بها أمام الله والوطن والملك".
وخاطب ابن كيران المعارضين لحكومته بالقول :"حاربوا الحكومة، ولكن تعلموا كيف تحاربونها لأنكم أصبحتم أضحوكة الزمن، وأن جرائدكم أصبحت تستحيي من نقل أقوالكم في صفحاتها الأولى.. كما أن الصحافة لا تهتم بكم ولا بما تقولون لأنكم تكذبون... وليست لكم الشجاعة لتقولوا ماذا ستقدمون في المقابل..."
وقال ابن كيران: "إن الأيام تكسف الزيف في المستقبل، والصحيح من غيره"، مشيرا إلى أن هناك توجها آخر يريد أن يفترس الوطن في إشارة إلى بعض الأحزاب المعارضة لحكومته.
وكشف زعيم الحزب الإسلامي بالمغرب إلى أن "هذا التيار قديم، وكان مبررا في زمن ماضي لشدة الظروف على الدولة المغربية آنذاك، لكنه اليوم في نسخته الرديئة والشيطانية"، مذكرا في الوقت ذاته بالدور الذي لعبته هذه الجهات في أحداث "اكديم ايزيك" بمدينة العيون في 2010، وخلال موجة الربيع العربي التي انتقلت إلى المغرب مطلع 2011.
وأشار إلى أن هذه الجهات "توهم نفسها بأنها قادرة على التسيير وضمان الاستقرار مقابل استعمال الدكتاتورية، واستعمال قوة الدولة في غير محلها، اعتمادا على "أساليب الكذب وأساليب الترغيب".
وقدم حزب العدالة والتنمية، النسخة الأولية من برنامجه الانتخابي الوطني المتعلق بالجماعات الترابية، الذي سيخوض به الاستحقاقات الانتخابية المقررة في أيلول/ شتنبر المقبل.
ويخوض حزب العدالة والتنمية
الانتخابات الجماعية المقبلة على قاعدة الاهتمام بالنوع لا بالكم، وفي هذا الصد أكد ابن كيران أنه غير متيقن من حصد المرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة، وأردف بالقول: "لن أقول أنني سأحصل على المرتبة الأولى، لأني سأرشح من يشرف الحزب، ولن أرشح أين كان من تجار الانتخابات وبعض الأشخاص الذين لا رصيد لهم...، وإن اقتضى الأمر أن أكون الأول أو الأخير فإني مستعد لذلك".
وأكد عبد الإله ابن كيران أن البلاد لا تقوم إلا بالتضحية، وبذل الجهود والعطاء بدون حساب، مضيفا أن حزبه ارتضى العمل الجدي والتضحية في خدمة الوطن، مشددا على أن المعركة الإصلاحية التي يخوضها حزبه " يجب أن تستمر ولا خيار لنا، لأن أساس الدولة شريف، ولا يمكنها أن تسير في اتجاه آخر غيره".