كشف الكاتب والمفكر المصري
فهمي هويدي النقاب عن أنه يتلقى تهديدات وتلميحات بأنه يتجاوز الخطوط الحمراء، مؤكدا أن الشيء الوحيد الذي لم يحدث حتى الآن هو القيام باغتياله، توصيفا منه للحملة التي يقودها
إعلام الانقلاب عليه بعد مقاله.
وقال هويدي -في تصريحات لقناة " DW عربية"، الثلاثاء-: "أعمل منذ 55 سنة، وتعرضت لكل أساليب الحرب والتنكيل وقطع الأرزاق والاعتقال والقمع، وتم تهديدي وإقصائي، الشيء الوحيد الذي لم يحدث حتى الآن هو القيام باغتيالي".
وأضاف: " تعرضت للقمع منذ عهد جمال عبد الناصر مرورا بأنور السادات، وحسني مبارك إلى الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، إذ ما زلت أتلقى تهديدات وتلميحات بأني أتجاوز الخطوط الحمراء".
واستطرد: "كل ما أقوم به هو الدفاع عن كلمة الحق إلا أن هذا كفيل بأن يجعل منابر إعلامية تصنفني تارة في خانة الإخوان، وتارة أخرى خائن، مجرد إبداء الرأي يعني التصنيف ضمن فصيل معين، مما يعتبر اغتيالا معنويا للمثقف، وهذا ما تتفنن فيه بعض المنابر الإعلامية ذات الصوت العالي".
وأشار إلى أنه من المضايقات التي يتعرض لها منعه من الظهور في التليفزيون والإذاعة المصريين، حيث لم يعد له سوى هوامش ضيقة لنشر مقالاته.
وقال: "أنشر في حدود ما أستطيع، أصبحت هناك حساسية شديد تجاه كل ما هو نقد، كما أن السلطة مهيمنة على الإعلام، والنتيجة هي غياب المثقف في الرأي العام، فلا يصل صوته للمجتمع".
دفاع عن "حروب أبو ظبي"
وفي تصريحات أخرى لصحيفة "المصريون"، الثلاثاء، دافع هويدي عن مقاله بصحيفة "الشروق"، الأحد، بعنوان "
حروب أبوظبي"، قائلا إنه يرفض الرد على أية اتهامات تأتي من شخصيات مخابراتية في الأساس لها أهداف معينة، وتخدم شخصيات بعينها.
وأضاف: "كان يجب مناقشتي في أفكار المقال بدلا من توجيه اتهامات ليس لها أي أساس من الصحة، وكان السؤال الأمثل لمثل هذا الموقف: هل المعلومات التي أدليت بها في مقالي صحيحة أو خاطئة".
وشدد على أن مقال "حروب أبو ظبي" كان بالدلائل والأسماء لسبعة مراكز بحثية أنشئت داخل الإمارات لمحاربة الإرهاب، مشددا على أن المقال معلوماتي بالدرجة الأولي، وبحثي للاستفهام، وليس الاستنكار.
تحريض من الإعلام الإماراتي بمصر
وشن الإعلام والإعلاميون المصريون المشتبه بتلقيهم تمويلا من الإمارات، حملة تحريض هائلة على هويدي.
وكتب الصحفي المقرب من رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، مصطفى بكري، تغريدات متتالية، على صفحته الشخصية، بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال فيها: "أرجو من أشقائنا الإماراتيين ألا يلوموا فهمي هويدي على تطاوله على دولة الإمارات الشقيقة، فهذا مجرد لعبة في يد الإخوان، العيب كل العيب على الصحيفة التي تصر على نشر أكاذيبه وتحريضه، ثم تعتبر ذلك مجرد حرية رأي، الإمارات دولة لا تعرف الألاعيب".
وتابع بكري: "وتعرف دورها ورسالتها القومية دفاعا عن هذه الأمة، ويبدو أن موقف الإمارات من جماعة الإخوان الإرهابية وتيارات التطرف أشعلت نيران الحقد في صدر هويدي فراح يهذي".
واختتم تغريداته بالـقول: "الطابور الخامس في مصر لن ينجح أبدا في تحقيق أهدافه الخسيسة، فقد لفظهم الشعب المصري، ويجب أيضا أن يلفظ كل الصحف التي تأوي هذه العناصر الضالة.
ووصفت صحيفة "البوابة"، المعروفة بتلقيها تمويلا إماراتيا، فهمي هويدي، بأنه "رجل إيران الأول في مصر"، وبأنه: "عبد المرشدين"، قائلة إنه ولد في "أسرة إخوانية"، واعتنق "الناصرية" في شبابه، ثم تحول إلى إسلامي بعد سفره إلى الكويت وعمله بمجلة "العربي".
وشن رئيس تحرير الجريدة، "محمد الباز"، هجوما عنيفا على هويدي، وتساءل: "لماذا لا نكون صرحاء، ونحن نتحدث عن هدف هويدي مما كتبه إننا أمام حالة من الخيانة الكاملة؟".
وأضاف: "لقد مارس فهمي هويدي في مقاله أقصى درجات الفجور السياسي من خلال الدس المفضوح فهو لا يكتفي باعتراضه على جهود أبو ظبي في حربها على الإرهاب، ولكنه يغمز ويلمز بأن الإمارات الأخرى لا توافق على ما يحدث، ولا تستطيع أن تتحمل تكلفته في إشارة إلى أن ما تنفقه الإمارات المحاربة أولى به أن يتوجه إلى داخل الدولة لا إلى خارجها".
وتابع: "فعل هويدي ذلك قاصدا إلى تأليب مواطني الإمارات على ما تفعله حكومة أبو ظبي فهو لا يساند الإرهاب فقط، ولكن يبث الفتنة، وقد تسأل: أي نفس خبيثة يحملها هذا الرجل؟، والإجابة ببساطة أنه لا يعمل إلا من أجل من يرعاه، ويكفله، على حد وصفه.
وشنت صحيفة "اليوم السابع" هجوما شديدا على هويدي، ونشرت تقريرا، الثلاثاء، تحت عنوان: "ابن الدولة يرد على فهمي هويدي: سقوط كاتب كبير في بئر مقال هش".
وقالت الصحيفة -الداعمة للانقلاب-: "يستنكر الأستاذ فهمي هويدي على الإمارات، وتحديدا على إمارة أبو ظبي، أن تنفق ملايين على إنشاء مراكز بحثية لمكافحة الإرهاب، ويسأل قادتها: لماذا لا تنفقون أموالكم على الأعمال الإنسانية؟، ونحن نرد على سؤاله بسؤال: وهل سيتبقى على الأرض إنسان إن توغل الإرهاب وانتشر؟!".
واتهمت "اليوم السابع" هويدي بأنه "كان دقيقا في اختياراته وألفاظه لدرجة تفضح ما يريد أن يمرره.. هو يريد أن يضرب بطريقة مباشرة في الشيخ محمد بن زايد، وإمارة أبو ظبي، وكأنه يعاقبها على دعمها المستمر لمصر، وهو أيضا بحديثه عن رفض الإمارات الأخرى فكرة الإنفاق لمحاربة أفكار الإرهاب يريد أن يضرب "كرسي في الكلوب" في دولة متحدة، ومستقرة، وكأنه يعترف بأنه جزء من مخطط تفكيك الدول العربية الذي يبدأه كتاب وسياسيون بتصريحات ومقالات وتستكمله تنظيمات الإرهاب بالسلاح".