عانت قريتان في
كازاخستان في منطقة نائية من البلاد من "
مرض النوم"، حيث تسبب بخلود الناس إلى النوم سريعا، وعندما كانوا يفيقون فإنهم لا يتذكرون شيئا.
وتقول صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن المرض قد أصاب 140 شخصا في قريتي كالاتشي وغرانزوكوركس، وهما قريتان نائيتان في منطقة معزولة من البلاد، تبعدان عن العاصمة أستانة حوالي 200 ميل.
ويشير التقرير إلى أن عددا من الضحايا قد عانوا من فقدان الوعي لعدة أيام، مع أن الغالبية من المصابين عانت من أعراض المرض بشكل مؤقت، وشملت الهلوسة لدى البعض.
وتنقل الصحيفة عن مصادر صحافية في كازاخستان قولها إن سبب المرض لم يعرف في البداية، وعزا بعض السكان أسبابه إلى تناول المصابين شراب فودكا مغشوشا، فيما اعتقد آخرون أن السبب هو حالة من الهستيريا الجماعية التي حلت بالبلدتين.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن صحيفة "أستانة تايمز" قد نقلت عن نائب رئيس الوزراء بيردبيك صبرباييف قوله، إن أسباب المرض مرتبطة بتسمم سببه غاز
أكسيد الكربون.
وتلفت الصحيفة إلى أن باحثين في الطب قاموا بفحص المرضى وتحديد السبب، حيث توصلوا في النهاية إلى أن السبب هو تعرضهم لغاز أكسيد الكربون السام.
وقال صبرباييف إن كميات كبيرة من هذا الغاز كانت محشورة في منجم مهجور لليورانيوم، يعود إلى الحقبة السوفييتية، قد تسربت، ما زاد من معدلات الغاز الضار في الهواء، وهو ما أدى إلى إصابة السكان بحالة من النوم، بحسب الصحيفة.
ويفيد التقرير بأنه جرت محاولات لإخلاء القريتين، حيث تم إجلاء 223 عائلة حتى الآن، إلا أن العديد من السكان مترددون بمغادرة بيوتهم، التي ولدوا ونشأوا فيها.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أنه بسبب كون غاز أكسيد الكربون السام لا لون وله ولا رائحة، فإنه من الصعب على المصابين به أن يعرفوا طبيعة وأسباب مرضهم، مشيرة إلى أن أعراض التسمم الرئيسة تبدأ بالصداع والتعب وحالة من عجز في الذاكرة، وقد يقود إلى فقدان الوعي.