أكدت اللجنة
الفلسطينية للتحقيق في وفاة الرئيس الفلسطيني السابق
ياسر عرفات الأربعاء، استمرار تحقيقاتها رغم إغلاق النيابة العامة الفرنسية الملف.
وأفاد بيان صحفي صادر عن اللجنة أنها "كانت وما زالت وستستمر في عملها المهني الخالص في عملية
التحقيق بصرف النظر عن أي تحقيقات أو إجراءات قانونية أخرى تجري خارج اللجنة، أو أي قرارات قضائية في دول أخرى".
وأضافت اللجنة أن عملها "يخضع للقانون والسيادة الفلسطينية بكل معاني هذه الكلمة، وأن مساعيها في هذا الاتجاه لم ولن تتوقف قبل معرفة الحقيقة".
وأشارت اللجنة إلى أنها استعانت بخبرات فنية من عدة دول لمعرفة أو استخلاص أو العثور على أي مؤشرات حول أسباب وفاة عرفات، ولا تزال مستمرة في عملها فيما يخص النتائج بكل شفافية مع الرأي العام، وستضع أي معلومات جديدة عن نتائج تحقيقاتها أمام المجتمع الفلسطيني والعربي حال توفرها.
واعتبرت اللجنة أن قرار النيابة العامة الفرنسية الذي صدر الثلاثاء "يعني تحديدا النظر في القضية التي رفعتها السيدة سهى عرفات بصفتها صاحبة الولاية في القضية وفق القانون الفرنسي، ولا يعني ذلك إعفاءها من تقديم ما لديها في شأن هذه القضية وملابساتها على قاعدة التعاون في معرفة الحقيقة".
وكانت النيابة العامة في مقاطعة نانتير الفرنسية قد أعلنت أمس وقف التحقيق في ملابسات وفاة عرفات وعدم متابعة التحقيق نهائيا دون تقديم لائحة اتهام وذلك بموجب الدعوى التي رفعتها أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل سهى عرفات.
وكان عرفات قد توفي قرب باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر 2004 فيما رفعت أرملته سهى عرفات دعوى عام 2012 أمام محكمة في نانتير بضواحي باريس الشمالية تؤكد تعرض الزعيم الفلسطيني للقتل بالسم.
من جهة أخرى أفاد تقرير لخبراء بالطب الشرعي في سويسرا قبل عامين بأن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ربما مات مسموما بمادة البولونيوم المشع.
وتشير سجلات عرفات الطبية إلى أنه مات في عام 2004 جراء إصابته بجلطة ناجمة عن اضطراب في الدم، لكن رفاته استخرجت العام الماضي وسط تواصل المزاعم بأنه مات مسموما.
وجاء في التقرير السويسري، الذي نشرته قناة الجزيرة الفضائية وصحيفة الغارديان البريطانية، خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2013 أنه عثر على "معدلات مرتفعة بصورة غير متوقعة" من البولونيوم المشع، مما يؤيد "بصورة معقولة" نظرية أنه مات مسموما.
لكن الخبراء أكدوا وجود مشاكل عدة في التحقيق الذي أجروه، بما في ذلك أن التحقيق مبني على عينات محدودة، وأن الفارق بين تاريخ الوفاة وإجراء الفحوصات ثماني سنوات.
وكان تقرير فرنسي قد استبعد فرضية موت ياسر عرفات مسموما، وجاء تقرير الخبراء الروس مطابقا للتقرير الفرنسي، ولكنّ الخبراء السويسريون شكّوا في أن يكون إعلان الروس "تصريحا سياسيا" لا يستند إلى أي أسس علمية.