نشرت صحيفة "الغد" الأردنية، مقالا للكاتب "فهد الخيطان، حول زيارة وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر للأردن، الثلاثاء، انتقد فيها الخروج عن المألوف في تقاليد زيارات المسؤولين الأمريكيين والأجانب للأردن، على حد تعبيره.
وذكر الخيطان أن وزير الدفاع الأمريكي، قبل أن يلتقي أي مسؤول أردني في عمان، استهل زيارته بتفقد قاعدة جوية عسكرية شمال الأردن، حيث حطت طائرته، دون أن يرافقه أي مسؤول سياسي أردني من مستوى الوزير ذاته.
وأضاف الكاتب أن ما يقوم به وزير الدفاع الأمريكي، وكبار المسؤولين في واشنطن، بزيارات للقواعد الأمريكية في بلدان مثل أفغانستان والعراق، خضعا حتى وقت قريب للاحتلال الأمريكي، دون تنسيق في بعض الأحيان مع السلطات في البلدين.
ونوه الخيطان إلى أن الوضع في الأردن مختلف بشكل جذري عن تلك الحالات، مضيفا أن القاعدة التي زارها كارتر أردنية، وتدار بشكل كامل من قبل سلاح الجو الملكي الأردني، ولا سلطة لجهة عليها إلا لقيادة الجيش الأردني. وهي في الوقت ذاته، تستضيف قوات أجنبية من مختلف الجنسيات، في إطار تحالف معلن بين ستين دولة، من أبرزها الأردن، لمحاربة
تنظيم الدولة، الذي يهدد أمن واستقرار الأردن ودول المنطقة كلها، على حد قوله.
واعتبر الخيطان أن الأردن ليس أفغانستان ولا العراق، لكي يجري ترتيب زيارة الوزير الأمريكي على هذا النحو غير اللائق بدولة مستقلة كالأردن، في إشارة منه إلى التعدي على السيادة الأردنية وخرقها.
وأضاف الكاتب أنه كان ينبغي ترتيب برنامج الزيارة على نحو مختلف تماما، بحيث تكون عمان محطة الوزير الأولى، يلتقي فيها من يلتقي من كبار المسؤولين. وإذا ما رغب في زيارة القاعدة الجوية، فيجب أن يرافقه مسؤول أردني برتبة وزير، عسكريا كان أم سياسيا، لتأكيد السيادة الأردنية الخالصة، لا أن يُترك الوزير الأمريكي يجول في القاعدة، ويلقي خطبة بالعسكريين، ومن حوله ثلة من الضباط ليس من بينهم أردني واحد.
وأكد الخيطان في مقاله الذي حمل عنوان "كيف سمحتم بهذا الخطأ؟" أن ما حصل خطأ سياسي قاتل، ليس من مبرر لوقوعه، بقليل من الحكمة وحسن التصرف كان يمكن تفاديه.
وختم الكاتب بالقول بأن "التحالف الوثيق مع الولايات المتحدة لا يبرر التهاون في مسائل تتعلق بسيادتنا، والجيش هو رمز هذه السيادة وعنوانها".
على صعيد متصل، اعتبر ناشطون أردنيون أن الانتهاكات السياسية التي تمارس من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن السكوت عنها، على حد تعبيرهم.
ووجه ناشطون عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" العديد من الرسائل إلى الدولة الأردنية، محملينها المسؤولية الكاملة تجاه التصرفات والانتهاكات غير المبررة، مؤكدين أن التحقيق مع مواطن أردني -خال منفذ الهجوم على عناصر البحرية الأمريكية بولاية تينيسي- من قبل عناصر من الـFBI مكتب التحقيق الفيدرالي الأمريكي، يعتبر انتهاكا صريحا للأمن الأردني وللسيادة الأردنية على جميع الأصعدة.