كتب روبرت فيسك مقالا نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية، معلقا على حالات الإعدام الخطيرة، التي يقوم بها النظام
الإيراني.
ويقول الكاتب: "إن آثار حبال المشنقة في إيران هي أوضح من أجهزة الطرد المركزي، فيمكنك التفاوض حول الملف
النووي الإيراني، لكنك لا تستطيع وقف الموت".
ويضيف فيسك: "قد ناقشت هذا الموضوع مع السفير الإيراني، الذي كان صديقا لي. وسألته: كيف تعلق إيران امرأة على حبل المشنقة في الوقت الذي يناشدها العالم الحفاظ على حياتها؟ أليس هو الله الذي يقرر الموت والحياة؟ وكانت الإجابة أنه يجب أن يكون هناك حكم دنيوي وقانون، قوانين الشريعة".
ويتابع الكاتب: "سألت محمود أحمدي نجاد ذات مرة بعد إعادة انتخابه في عام 2009، عندما تم جر ديرالا درابي، التي لم يكن يتجاوز عمرها 23 عاما، وهي تصرخ على الهاتف النقال لأمها: (أمي أرى الجلاد أمامي.. سيشنقونني، احميني)، وكانت ديرالا قد اعترفت وبالإكراه بقتل ابن عم والدها؛ من أجل إنقاذ صديقها من حبل المشنقة. وعندما تدلت البنت المسكينة من حبل المشنقة، أمسك الجلاد هاتفها وشخر متحدثا لأمها أن لا أحد سينقذها الآن".
ويعلق فيسك: "سألت أحمدي نجاد إن كان سيعد بعدم تكرار مثل هذه المذبحة مرة آخرى؟ وقال إن البعض يعارضون حكم الإعدام، ولكنه أضاف أن القضاء الإيراني مستقل عن الحكومة (ولا أريد قتل حتى نملة)".
ويستدرك الكاتب بأنه لم يفعل شيئا لوقف إعدام ديرالا، ولهذا تم جر حوالي 700 شخص إلى حبل المشنقة منذ بداية هذا العام، مشيرا إلى أن معظم هؤلاء كانوا من متعاطي
المخدرات، ولكن محاكماتهم كانت مهزلة وإعدامهم، كما يقول فيسك، يلوث سمعة الجمهورية الإسلامية، ويؤثر على حسن روحاني، الرجل الذي نال الثقة بعد اتفاق طهران - واشنطن حول الاتفاق النووي.
ويشير فيسك في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن النظام القضائي في إيران من المفترض أن يحمي النظام، ولهذا علق شاعرا على حبل المشنقة، وهو الناشط العربي الإيراني حسن شعباني، وبعد فترة قصيرة من انتخاب روحاني.
ويرى الكاتب أنه من هنا، فمن السهل على النظام القضائي التعامل مع مشكلات المخدرات التي تزداد بشكل مخيف، وهي مشكلة كان يجب ألا تظهر في الجمهورية الإسلامية. متسائلا لماذا الاحتجاج، خاصة أن تهريب المخدرات خطير؟
ويجد فيسك أن "هذا كان مقنعا في الماضي، عندما اتهمت الولايات المتحدة إيران بالسماح للمخدرات بأن تتسرب عبر حدودها إلى الغرب، والعالم الإسلامي لن يحتج على هذا، خاصة أن
السعودية تقوم بقطع أيدي ورؤوس من يحمل المخدرات، فقد سمح السعوديون بقطع رأس امرأة بنغلاديشيه كانت تصرخ بشدة وتقول إنها بريئة من جريمة قتل؛ ولهذا فإنهم ليسوا في وضع كي يحاضروا على الإيرانيين حول نظامهم القضائي".
ويختم الكاتب بالقول: "إننا نشعر بالامتنان من عدم تراجع إيران إلى حمام الدم، الذي حدث عام 1988، عندما قدم أربعة آلاف شخص من أعداء الدولة إلى حبل المشنقة، وبأمر من آية الله الخميني. ولكن ليس مفاجئا أن يصبح القتل والإعدام صورة قاتمة للعالم الإسلامي (العادل). ولأنهم معادون لإنسانيتنا الغربية، فيمكننا أن نقتل الآلاف دون محاكمة، وبعد ذلك نتحدث عن براءتنا بالقول إن القتل جاء عرضيا ودون قصد".